لا يمثّل موديل فولفو الجديد "إس 80" الذي سينزل أواخر الصيف المقبل، مجرّد صالون فخم وسليم، كالمعهود في صورة الصانع السويدي، بل هو القفزة المنطقية الثانية في إستراتيجيته العامة خصوصاً منذ إلغاء مشروع الإندماج مع رينو في 1993. ونجحت الماركة السويدية في تحررها تدريجاً من تلك الصورة المترهّلة التي إختصرت مواصفاتها في الماضي في "هاجس" قفص السلامة، أولاً بإطلاق كوبيه "سي 70" الرياضي المبني على قاعدة "إس 70" المطوّرة عن "850"، مع فئات "تي" المشحونة توربينياً والرياضية التعليق، لإستعادة الشرائح الفتية. وهي لم تستعد تلك الشرائح بالصورة الرياضية وحدها، بل بالحجة المالية أيضاً عندما وضعت في متناول دخلهم موديل "إس 40" صالون متوسط الحجم، مع صيغة "في 40" الواغن العصري والذي ينتج بالتعاون مع ميستوبيشي في هولندا مبني على قاعدة مشتركة مع ميتسوبيشي "كاريسما". المعتدلة السعر وبعد تمتين قاعدة المداخيل المتوسطة ليست لديها مشاريع للنزول دون مستوى "إس 40" حجماً وتسعيراً، رفعت فولفو ستارها عن موديل "إس 80" الذي يحل فعلياً محل موديل "900"، الذي إنطلق "700" في 1982 ثم تطوّر الى "900" في 1991. ولا عجب في حلول "إس 80" ثانية في الترتيب الزمني، فالأولوية تُعطى عادة لإنتاج الموديلات المعتدلة السعر والأكثر مبيعاً، قبل التسديد الى القطاعات الفخمة الأقل بيعاً بطبيعة الحال. ولا تبدو فولفو عازمة، أقله حتى الآن، على إنتاج "إس 80" في غير صيغة الصالون 4 أبواب. ومع أن الصانع ينوي إنتاج مئة ألف وحدة سنوياً من الموديل الموجّه الى القطاع التنفيذي الفخم، يبدو إعلان حصر "إس 80" بصيغة الصالون وكأنه سعي الى حماية مبيعات فئة الواغن من موديل "900" الحالي، على الأقل حتى ظهور واغن من "إس 80" في المدى الأبعد... إن غيّرت فولفو رأيها لاحقاً نادراً ما تصمم قواعد السيارات لصيغة هيكلية واحدة فقط. لكن الأهم هو أن فولفو ستتمثّل في هذا القطاع بموديل عصري جداً ويضم بعض التجهيزات التي تنزل للمرة الأولى عالمياً، ومنها نظام الوسادة الهوائية بالأحرى، الستارة الهوائية الممتدة فوق نافذتَي كل من الجهتين، لحماية رؤوس الركاب المجانبين للأبواب من الصدمات الجانبية. وهو تجهيز سبقَت فولفو مرسيدس-بنز إليه بشهر أو إثنين، لأن الأخيرة ستنزله في الجيل المقبل من موديل "إس" الفخم العالي الخريف المقبل. وسادات هوائية فوق ذلك، ستتضمّن "إس 80" وسادتَين هوائيتين مواجهتين وأخريين مجانبتين للسائق والراكب الأمامي، ونظاماً آخر لحماية العنق من الإرتداد بقوة في حال تعرّض مؤخّر السيارة لصدمة قوية. وطبعاً، ستتوج تلك الوسائل بأخرى تُساعد على تحاشي حصول الحادث في المقام الأول، كمانع الإنزلاق الكبحي والدفعي. من حيث المحرّكات، ستنزل "إس 80" أولاً بصيغتَي الأسطوانات الست المتتابعة عرضياً، مع لفت النظر الى نعومة هذا النوع من المحرّكات عادة، في زمن أصبح معظم محرّكات الأسطوانات الست يصمم بزاوية V. تعديلات أساسية في الصيغة الأولى، سينتج محرّك ال9.2 ليتر العادي السحب من دون أي شحن مباشر أو توربيني 204 أحصنة، أي بمعدّل نحو سبعين حصاناً في الألف سنتم3، علماً بأن المحرّك مطوّر عن الحالي المعروف بإتساعه 0.3 ليتر، مع تعديل ما لا يقل عن تسعين في المئة من قطعه. أما الصيغة الثانية فهي تتسع ل8.2 ليتر مع شاحنَين توربينيين ومبادل حراري لتبريد الهواء وزيادة كثافته وفاعليته في مراحل الإشتعال من شأنهما النهوض بالقوة الى 272 حصاناً 97 حصاناً في الألف سنتم3. وسينزل المحرّك الأقوى في فئة "تي 6" التي سيمكن طلبها أيضاً مع علبة "غيرترونيك" الأوتوماتيكية القابلة للتشغيل أيضاً بنمط شبه يدوي. أما خيارات المحرّكات الأخرى فستضم الأسطوانات الخمس، لكنها لن تنزل قبل السنة المقبلة. وفي السويد، ستُباع "إس 80" التي ستنتج في مصنع تورسلاندا في غوثنبرغ، وشهد أضخم تطوير له في تاريخ الشركة لقاء ما يوازي 30 ألف دولار الى 51 ألفاً مع الضرائب السويدية. ويتوقّع الصانع بيع 35 ألف وحدة في السنة الجارية، ونحو مئة ألف وحدة سنوياً إبتداء من 1999.