في جنازة حاشدة، شيع الالآف من المواطنين جثمان الداعية الاسلامي الشيخ محمد متولي الشعراوي 87 عاما الى مثواه الاخير في قرية دقادوس في محافظة الدقهلية وسط الدلتا، وكان في مقدمة المشيعين مندوب الرئيس حسني مبارك مع شيخ الأزهر ووزير الاوقاف ومفتي الجمهورية وحشد من المسؤولين ورجال الدين. وكان للشيخ الراحل حضور شعبي آسر كرّسه التلفزيون منذ ظهوره في برنامج "نور على نور" اوائل السبعينات ثم من خلال برنامج اسبوعي لتفيسر القرآن كان يبثه التلفزيون المصري وعدد من التلفزيونات العربية. وحظي اسلوبه البلاغي المتفرد بشعبية واسعة. وركزت بيانات نعيه التي صدرت عن رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء ومشيخة الازهر ودار الافتاء وهيئات اسلامية ومسيحية على تقدير ما قدمه الراحل من علم نافع وعطاء كبير وثراء للمكتبة الاسلامية. وهو احد مؤسسي رابطة العالم الاسلامي. ولد العالم الراحل العام 1911 في قرية دقادوس. وطلب العلم في المعهد الديني الابتدائي ثم الثانوي في الزقازيق محافظة الشرقية. واشترك في تمرد طلاب الازهر مطالبين باعادة الشيخ المراغي الى مشيخة الازهر وامضى أياماً في السجن بتهمة العيب في الذات الملكية. وتخرج في كلية اللغة العربية جامعة الازهر العام 1941، وتدرج في سلك التدرييس في المعاهد الدينية الى أن اعير الى الجزائر والمملكة العربية السعودية، وتولى وزارة الاوقاف بين عامي 1976 و1978. ويعد الشعراوي من ابرز علماء الازهر. مثلما كان من اكثر الشخصيات العامة اثارة للجدل. ففي حين كان وفدياً نسبة لحزب الوفد متحمسا قبل الثورة، واقترب من جماعة "الاخوان المسلمين" في الثلاثينات ثم انتقدهم في وقت لاحق، لم تكن له صلة بأي من تيارات الاسلام السياسي بعد ذلك. وأثار خلافات بمواقفة المتغيرة من الرئيس جمال عبد الناصر بعد وفاته العام 1970. وكان اكثرها اثارة للجدل عندما صرح - في وقت لاحق - بأنه سجد لله شكرا عند هزيمة 1967. وعلى صعيد آخر، كان من الحادبين على الرعاية الادبية لبعض شركات توظيف الأموال. ومن هذه المواقف اخيرا، تأييده لتعديلات قانون الازهر بعدما كان عارضها بشدة.