أعلن مجمع اللغة العربية بالقاهرة أمس عن بدء تلقي الأعمال للمنافسة في مسابقة جائزة الشيخ محمد متولي الشعراوي الذي كان عضواً بالمجمع وموضوعها "حقوق المرأة في القرآن الكريم". وقال عضو المجمع والمشرف على الجائزة الدكتور حسن محمود الشافعي ل"الوطن": إنه يشترط أن تكون الأبحاث المتقدمة لم يسبق نشرها أو تقديمها لأية جائزة أو درجة علمية، وألا يقل البحث عن 150 صفحة من القطع المعتاد ولا يزيد عن 200 صفحة، ويحصل الفائز الأول بالمسابقة على 3 آلاف جنيه والثاني على ألفي جنيه مصري. ويعد الراحل الشيخ الشعراوي من أشهر شارحي معاني القرآن الكريم في العصر الحديث، حيث امتلك القدرة على تفسير الكثير من المسائل الدينية بأسلوب بسيط يصل إلى قلب المتلقي في سلاسة. وتركيزه على النقاط الإيمانية في تفسيره جعله يقترب من قلوب الناس، واتسم أسلوبه بمناسبته جميع المستويات والثقافات، حتى لقب بإمام الدعاة. ولد الشعراوي في 15 أبريل عام 1911، بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية (120 كيلو مترا شمال القاهرة)، وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره. وفي عام 1916 التحق بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري، وأظهر نبوغاً منذ الصغر في حفظه للشعر والمأثور من القول والحكم، ثم حصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية سنة 1923، ودخل المعهد الثانوي، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظي بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسا لجمعية الأدباء بالزقازيق، وكان معه في ذلك الوقت الدكتور محمد عبدالمنعم خفاجي، والشاعر طاهر أبو فاشا، و خالد محمد خالد، والدكتور أحمد هيكل، والدكتور حسن جاد، وكانوا يعرضون عليه ما يكتبون. التحق الشعراوي بكلية اللغة العربية سنة 1937، وتخرج عام 1940، وحصل على إجازة التدريس عام 1943. بعد تخرجه عين الشعراوي في المعهد الديني بطنطا، ثم انتقل بعد ذلك إلى المعهد الديني بالزقازيق ثم المعهد الديني بالإسكندرية، ثم انتقل للعمل في السعودية عام 1950 أستاذاً للشريعة في جامعة أم القرى. بعد ذلك، عين في القاهرة مديراً لمكتب شيخ الأزهر الشيخ حسن مأمون. ثم سافر إلى الجزائر رئيساً لبعثة الأزهر هناك، ومكث حوالي سبع سنوات قضاها في التدريس، وحين عاد الشيخ الشعراوي إلى القاهرة عين مديراً لأوقاف محافظة الغربية فترة، ثم وكيلاً للدعوة والفكر، ثم وكيلاً للأزهر ثم عاد ثانية إلى السعودية، للتدريس في جامعة الملك عبدالعزيز، وفي نوفمبر 1976 اختاره ممدوح سالم رئيس الوزراء آنذاك لتولي وزارة الأوقاف وشؤون الأزهر، فظل الشعراوي في الوزارة حتى أكتوبر عام 1978. أصدر الشعراوي في واقعة وصفت بالغريبة قراراً وزارياً بإنشاء أول بنك إسلامي في مصر وهو بنك فيصل؛ حيث إن هذا من اختصاصات وزير الاقتصاد أو المالية (الدكتور حامد السايح في هذه الفترة)، الذي فوضه، ووافقه مجلس الشعب على ذلك، وفي سنة 1987 اختير عضواً بمجمع اللغة العربية "مجمع الخالدين". منح الإمام الشعراوي وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى لمناسبة بلوغه سن التقاعد عام 1976 ومنح وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1983، وعام 1988 اختارته رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة عضوًا بالهيئة التأسيسية لمؤتمر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية، الذي تنظمه الرابطة، وعهدت إليه بترشيح من يراهم من المحكمين في مختلف التخصصات الشرعية والعلمية، لتقويم الأبحاث الواردة إلى المؤتمر. رحل الشعراوي إلى جوار ربه في السابع عشر من يونيو عام 1998.