البورصات تنهار. ملايين الناس يخسرون ثرواتهم. المنطقة المرشحة لتكون عصب الاقتصاد العالمي على مشارف القرن المقبل تستجدي المساعدات. متظاهرون أندونيسيون غاضبون يحطمون كل شيء وينهبون كل شيء راجع الصفحة 34 من العدد. أنظمة تهتز بقوة. وتأتي التفجيرات النووية الهندية لتضع المنطقة فوق بركان وتطلق من جديد سباق التسلح النووي. على بعد 350 ميلاً جنوب غربي نيودلهي، سارع سكان بلدة بوكهران الى اخلاء منازلهم والهرب خوفاً من هزة أرضية بعدما شاهدوا جدران منازلهم وهي تهتز واغراضهم غير المثبتة جيداً تتساقط على الارض. لم يعرف سكان البلدة في بادئ الامر ان تجارب نووية اجريت في حقل للاختبارات تحت الارض على بعد 20 ميلاً منهم. وعندما عرفوا لاحقاً كانت فرحتهم لا توصف، فبلدتهم تعرضت للقصف اثناء الحرب الهندية - الباكستانية العام 1965. وعلى الفور سارعوا الى ارسال برقيات التهنئة لرئيس وزراء بلادهم، ولم يبدوا أي قلق من احتمال تعرضهم للاشعاعات النووية، وان كانت التجربة الهندية النووية الاولى العام 1974 التي جرت في المكان نفسه لم تترك اية مضاعفات. غبطة سكان بوكهران، كانت مثالاً لاشكال الفرح الاخرى التي عمت ارجاء الهند بعدما اعلن الخبراء في الحقل النووي الهندي ان قوة التجارب التي اجروها بلغت ما يوازي 55 كيلوطناً من مادة "تي ان تي" المتفجرة، اي ما يعادل ضعفي قوة القنبلة الذرية الاميركية التي القيت على مدينة هيروشيما. لكن ردود الفعل الدولية على تجارب الهند النووية التي ترشحها لدخول النادي النووي تفاعلت لأن الاستقرار في القارة الآسيوية هو المستهدف. ومع ان الادارة الاميركية عبّرت عن خيبة امل ولوحت بفرض عقوبات على الهند، الا ان المراقبين لا يتوقعون ان تكون لخطوة من هذا النوع مضاعفات كبيرة، وان كانوا اعتبروا التجارب الهندية رسالة الى العالم مفادها ان الهند التي لم توقع على معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي العام 1970، ورفضت المصادقة على اتفاق وقف اجراء التجارب النووية في 1996 باتت مهيأة اكثر للانضمام الى النادي النووي بعدما تخطت كل المراحل التي تؤهلها لعضويته. وتقول اوساط الخبراء انه قبل تجارب الهند الاخيرة كانت هناك آمال كبيرة بأن يجري تعديل الاتفاقات اذا لم تغير نيودلهي موقفها منها، اما الآن فإن فرصة حدوث ذلك صعبة، خصوصاً بعدما خطت دولة مثل جنوب افريقيا خطوات مهمة وقررت التخلص من القنابل النووية الست التي صنعتها اثناء فترة الحكم العنصري وسمحت للجنة الطاقة الذرية بتفقد منشآتها، وتلت جنوب افريقيا دول اخرى في جمهوريات آسيا الوسطى التي سلمت ترسانتها من الاسلحة النووية لروسيا في مقابل مساعدات في الحقل النووي الموجه للاغراض السلمية. وما حصل في اميركا اللاتينية كان مشابهاً الى حد كبير اذ وضعت البرازيل والارجنتين محطاتهما النووية تحت تصرف لجان التفتيش الدولية، في حين وافقت كوريا الشمالية على تجميد نشاطها النووي في مقابل مساعدة اميركية في مجال الطاقة. وعلى رغم اعتراف علماء الذرة بأن الهند المؤهلة حالياً لصنع القنبلة الهيدروجينية باتت على قدم المساواة مع جارتها الصين، الا ان رد الفعل في باكستان المجاورة كان الاقوى، حيث سارع المسؤولون الباكستانيون من مختلف الاتجاهات السياسية الى الاجماع على القول ان تجهيز قنبلة نووية في بلادهم لن يحتاج لاكثر من اسابيع قليلة. ويبدو ان اجراء تجارب نووية في باكستان بات وشيكاً ولن يصاحبه رد فعلي دولي قوي بعد اعتراف المسؤولين الهنود علناً بأن بلادهم اثبتت قدرتها على تحويل برنامجها النووي لأغراض عسكرية. ويقول الدكتور عبدالقادر خان المعروف بأنه أب البرنامج النووي الباكستاني ان بلاده على عكس ما يتوقع كثيرون "لا تحتاج الا الى ايام قليلة لتجهيز قنبلتها النووية وليس اسابيع. ان الامر لا يعدو سوى كونه عملية تجميع". ولا تقتصر اثارة التوتر على الهند، فقبل اسابيع قامت باكستان بخطوة وان كانت لا تقارن مع تجارب الهند النووية بتجربة لاطلاق صاروخ غوري البعيد المدى أو "حتف - 5" الذي يقول الخبراء العسكريون انه قادر على اصابة مدن في قلب الهند، الامر الذي دفع المسؤولين الهنود الى اطلاق تهديدات أبرزها على لسان وزير الدفاع جورج فيرنانديس، الذي قال ان بلاده ستطور برنامجها النووي، وان صواريخ "بريثفي" الهندية من طراز ارض - ارض قادرة على ضرب أي هدف في عمق باكستان. وأبدت الاوساط الهندية خشيتها من قدرة الصاروخ الباكستاني الذي يبلغ مداه 937 ميلاً على ضرب نيودلهي، وحثت القادة العسكريين الهنود على التعجيل في تجربة صاروخ "آجني" البعيد المدى في اقرب فرصة. وكان اطلاق اسم غوري على الصاروخ الباكستاني يكفي لوحده لاستفزاز الهنود، الذين قالوا ان الاسم هو لأحد ملوك افغانستان القدماء الذي تغلب على حاكم الهندوس في قلب نيودلهي. ويتميز صاروخ هندي آخر من طراز "آجني" بقدرته على حمل رؤوس نووية، وقد توقفت الهند عن مواصلة تجاربها عليه في شباط فبراير العام 1994 بعد ضغوط اميركية شديدة. لكن خوف الهنود من استهداف مدن مثل كلكوتا في الشرق الهندي ومدراس في الجنوب قد يدفع الخبراء العسكريين فيها الى استئناف التجارب على "آجني" الذي يصل مداه الى 1560 ميلاً تقريباً، وهو حسب تقديراتهم بحاجة الى ستة تجارب لاطلاقه على الأقل قبل أن يتأكدوا من نجاح تصنيعه. ويعتقد الخبراء الغربيون بأن امتلاك باكستان صواريخ بعيدة المدى بدأ في الثمانينات مع اطلاقها صواريخ "حتف"، وهي خليط من تقنية صينية طورت صواريخ "ام - 9" و"ام - 11" الصينية التي يتراوح مداها بين 60 و1500 كلم. ويشيرون الى أن تجربة باكستان في حقل الصواريخ هي الثانية في غضون عام، وبمقدرة هذه الرؤوس البعيدة المدى حمل مواد نووية او كيماوية ومتفجرات، في حين تتراوح قدرات الهند التي بدأت برنامجاً لتطوير توجيه الصواريخ بين امتلاك صاروخ "بريثفي" أي الأرض، وصاروخ "اس. اس. ام" أرض - أرض، وصاروخ "أجني"، أي النار، وصاروخ "آي. آر. بي. ام" البعيد المدى الذي يصل مداه الى 2500 كلم، وصاروخ أرض - جو يعرف باسم "تريشول" وصاروخ "اكش" أو الفضاء وصاروخ الحية المضاد للدبابات والمعروف باسم "تاغ". ويقول خبراء في السياسة الهندية، ان التحالف الحكومي الهندي الذي يقوده الحزب الهندوسي بهاراتياجنتا وعد قبل حصوله على الثقة في البرلمان في 28 آذار مارس الماضي بإعادة الاهتمام ببرنامج بلاده النووي، على رغم ان الحكومات الهندية المتعاقبة منذ تجربة الهند النووية الأولى في العام 1974 لم تفصح عن نياتها النووية مع انها تجاور دولاً نووية مثل الصينوروسيا. وعلى عكس العراق او كوريا الشمالية لم توقع الهند على اتفاقية الحد من انتشار الأسلحة النووية، لاشتراطها بأن تتخلص الدول الخمس المالكة للأسلحة النووية من مخزونها. ولا يعتقد كثيرون بأن هناك اخطاراً تتهدد الهند، بعدما تحسنت علاقاتها بالصين، كما ان علاقاتها مع باكستان لا تزال موضع أخذ ورد بسبب النزاع على اقليم كشمير. لكن وصفها لمنشآتها النووية بعد اليوم بأنها مخصصة للاغراض السلمية لم يعد مقنعاً، بعدما كانت تؤكد في السابق ان قدراتها النووية تستغل في المحطات العشر لاستخراج الطاقة الكهربائية، كما أن سبع محطات أخرى تشاد وعشرة أخرى قيد التخطيط هي للأغراض نفسها. ويقول الخبراء في حقل الطاقة النووية ان لدى الهند أربعة مراكز مخصصة للأبحاث النووية، وهي بصدد بناء غواصة نووية وبرنامج لأنظمة الصواريخ المتطورة لمواجهة أي تطور عسكري في جنوب القارة الآسيوية. لكن سياسة التحالف القومي الذي يتزعمه الهندوس لا تأبه للضغوط الغربية، بعدما كان ينتقد الحكومات السابقة بسبب رضوخها للضغوط. ويعتقد التحالف الهندوسي بأن الاعلان عن القدرة النووية الهندية سيشكل رادعاً لكل من الصين وباكستان ويحد من اندفاعهما للمغامرة في حرب ضد الهند. وفي حوار سابق ل "الوسط" مع الجنرال اسلام بيغ رئيس أركان الجيش الباكستاني السابق، اعترف الضابط الباكستاني الرفيع بأن بلاده تملك الخبرة والقدرة على تركيب قنبلة نووية منذ العام 1987، وأن لديها ما يكفي من مادة اليورانيوم المشبع لاستخدامها لهذه الأغراض. وأضاف الجنرال اسلام بيغ الذي يرأس حالياً مركزاً للأبحاث والدراسات في مدينة روالبندي ان بلاده لا تحتاج الى اجراء تجارب نووية عملية كما فعلت الهند العام 1974 وكما فعل غيرها لاحقاً، لأنه بفضل التكنولوجيا الحديثة والكومبيوتر، يمكن التأكد من النتائج التي يتم التوصل اليها. ويعزو المسؤولون الباكستانيون لجوءهم الى الخيار النووي بأنه السبيل الوحيد بعد التجربة النووية الهندية في بوكهران العام 1974 التي اطلق عليها اسم "بوذا ابتسم". ويعترفون بأن تجربتهم في هذا المضمار لم تكن سهلة خصوصاً بعدما أوقفت فرنسا مساعدتها لهم في برنامجهم، بعد ارتباطها بما عرف بنادي لندن للتزويد بالطاقة عام 1976. وفي المقابل غضبت كندا من الهند لاستخدام مفاعلها في انتاج البلوتونيوم لتصنيع صواعق نووية تم اختبارها في بوكهران على رغم وعود الهند الشفهية لكندا بعدم استعمال البلوتونيوم لتصنيع القنابل. ويشير الباكستانيون الى انهم لم يستطيعوا الحصول على الوقود لتشغيل مفاعلهم في محطة كانوب للطاقة، لكنهم اعترفوا بأنهم نجحوا في معرفة الوسائل الكفيلة بتشبيع مادة اليورانيوم. ويبدو أن الغزو السوفياتي لافغانستان أفسح المجال لباكستان لمواصلة نشاطها النووي بعدما تجاهل الرئيس الأميركي السابق جورج بوش تطبيق ما عرف بمبادئ برسلو التي أوصى بها الكونغرس. ومع اقتراب نهاية حكم الرئيس بوش كانت هناك قناعة لدى الاوساط الباكستانية بأن اتفاق الحد من انتشار الاسلحة النووية بات ضعيفاً. لكن المخاوف الامنية الباكستانية امام قدرات الهند النووية خصوصاً بعدما وصلت الاوضاع بينهما الى حافة الانفجار العام 1990، عجلت من طموح باكستان على هذا الصعيد. ودفع التقارب الصيني - الباكستاني الهند الى التطلع نحو روسيا خصوصاً بعدما خطت الولايات المتحدة خطوات كبيرة في مجال تطبيع علاقاتها مع الصين في تلك الفترة. الامر الذي ذكر الهنود بوضعهم العسكري في العام 1970 وبنزاعاتهم المستمرة على الحدود مع الصين. واللافت ان الهند تضع نفسها موضع مقارنة مع الصين من الناحية الاستراتيجية والقدرة النووية، خصوصاً ان بكين احدى الدول الخمس الاعضاء في مجلس الامن، وقد وقعت على اتفاق الحد من انتشار الاسلحة النووية. والاكيد ان امتلاك الصين السلاح النووي يعتبر السبب الاول لاندفاع الهند في هذا السباق. ويعزو كثيرون اقتصار الضغوط الغربية على الهند وباكستان الى كون الصين عضواً دائماً في مجلس الامن، في حين ان باكستان اقل عرضة للضغوط، لأنها تبدي قدراً كبيراً من الاستعداد للموافقة على اي اتفاق، سواء كان ذلك يتعلق بتفتيش محطاتها او خضوعها للمراقبة، وان كانت اشترطت موافقة الهند على خطوة من هذا النوع. ويقول رئيس برنامج الطاقة النووية الباكستاني السابق منير احمد خان ان ما هدفت اليه بلاده من امتلاك القدرات النووية تحييد القدرة النووية الهندية والاستفادة منها في انماء البلاد سواء من خلال استغلال هذه الطاقة في استخراج الكهرباء او الري او حتى الصحة والصناعة والتقدم في العلوم. وكشف منير خان ان نواة المشروع النووي الباكستاني بدأت في نهاية الخمسينات، وشهدت الستينات بعض المشاريع قبل ان يطلق الرئيس ذو الفقار علي بوتو العنان لبرنامج علمي واضح مدعوم مادياً وسياسياً على رغم الضغوط الدولية. ويشير خان الى ان البرنامج النووي الهندي بدأ نشاطه في مطلع الخمسينات وقطع شوطاً كبيراً في الستينات عندما ظهرت المؤشرات على عزم الهند استخدام قدراتها النووية للاغراض العسكرية، خصوصاً انها بدأت تسعى لأن تكون قوة عظمى ذات سيطرة ونفوذ في المنطقة. وينفي خان ان تكون بلاده قد سعت لزعامة العالم الاسلامي من وراء امتلاكها السلاح النووي، بل للحفاظ على امنها المهدد من الهند. ويقول ان بلاده تؤيد خلو منطقة جنوب شرقي آسيا من السلاح النووي، وقدمت اقتراحات في هذا الشأن. ويعترف بأن الدول الغربية شككت في البداية بصدق الطروحات الباكستانية لكنها تأكدت في وقت لاحق من صحتها. وتحتاج باكستان الى التكنولوجيا النووية لتوليد الطاقة بسبب النقص الذي تعانيه في هذا المجال، خصوصاً لجهة عدم قدرتها على تغطية نفقات استيراد الوقود من الخارج. ويعترف خان بأن عدد العلماء والمهندسين الباكستانيين العاملين في الحقل النووي اليوم يبلغ حوالي 15 ضعفاً عددهم في برنامج العام 1972. وتؤكد نظرة الى واقع القدرات العسكرية للبلدين ان الهند وباكستان تملكان ثاني وثامن اكبر جيوش في العالم. ووفقاً لميزان القوى الاميركي فان القوات المسلحة الهندية هي ضعف عدد القوات الباكستانية الامر الذي يعكس اشياء كثيرة ليس اقلها عدد سكان كل منهما وموارده. وتتفوق الهند على باكستان في عدد الالوية، والدبابات والعربات المدرعة ومجالات كثيرة. لكن الامر الوحيد الذي تتقدم به باكستان على الهند هو عدد المدافع المرتدة آلياً. اما القوة الجوية فتتفوق فيها الهند اذ تبلغ قدراتها 5.2 ضعف قدرة باكستان. لكن بروس ريدل مساعد نائب وزير الدفاع الاميركي لشؤون جنوب وشرق آسيا، يقول ان هذا التفوق الهندي لا يعكس حتماً ضرورة ان يكون النصر حليف الهند في معركة عسكرية ضد باكستان. وتبلغ موازنة الدفاع الهندية 2.7 مليار دولار مقارنة بموازنة باكستان التي لا تتجاوز 2.3 مليار دولار. ويقول مسؤولون باكستانيون ان موازنات من هذا النوع ترهق كاهل اقتصادهم وكان من الممكن الاستفادة منها في مجالات اخرى لو نجحت الاتصالات بين اسلام آباد ونيودلهي في تبريد الاجواء وفتح قنوات اتصالات تمهد لحل المعضلات القائمة بين البلدين بالطرق السلمية. ويقول نواز شريف رئيس وزراء باكستان في دردشة مع "الوسط" عبر الهاتف انه لا يخشى من اجراء الهند تجارب نووية، وان كان ذلك يضع المنطقة في حال مجابهة. ويوضح شريف ان ليس امام بلاده غير اتخاذ الاجراءات اللازمة "لمنع الهند من ارتكاب اي حماقة غير مدروسة النتائج والأبعاد". واشار شريف الى انه سعى في السابق الى اظهار حرصه على التعاون والتفاهم مع الهند كدولة مجاورة، الا ان هذا لا يعني انه لا يولي حماية باكستان وحدودها وشعبها وسلامته اي اهتمام. ويقول مسؤولون هنود ان "تجارب باكستان في حقل اطلاق الصواريخ البعيدة المدى كانت بمثابة تحد على باكستان ان تتحمل نتائجه". لكن رئيس البرنامج النووي الباكستاني السابق منير احمد خان الذي استقال من منصبه بعد 19 عاماً، قال ان العالم كله يعرف منذ اكثر من عامين ان الهند تعد لاجراء تجارب نووية، وقد حذرت صحف اميركية وغربية من ذلك. وفي حوار سابق مع د. عبدالقادر خان العالم النووي الباكستاني جرى في معهد غلام اسحق خان، قال خان: "ان برنامج بلاده لم يتراجع ولم يتوقف عن ابحاثه في اي وقت من الاوقات". ويخضع الاشراف على البرنامج النووي في باكستان عادة لسلطات رئيس الوزراء الذي يبقى على تشاور دائم مع رئيس البلاد ورئيس الاركان اضافة الى مستشاريهم المقربين. واعترف خان بأن اياً من رؤساء الوزراء الذين تعاقبوا على حكم البلاد منذ سنوات لم يقدم تنازلات او يخضع لضغوط خارجية لوقف تطوير البرنامج النووي الباكستاني. ووصف خان الرئيس السابق علي بوتو بأنه هو الذي كان وراء اطلاق البرنامج من دون ان يخشى رد فعل احد، كما ان الجنرال ضياء الحق الذي حكم البلاد لمدة 11 عاماً لم يتنازل، وكذلك فعل غلام اسحق خان وبنازير بوتو ونواز شريف. ويرى خان ان هناك فرقاً بين برنامج الهند النووي وبرنامج بلاده من حيث اسلوب العمل. فالبرنامج الهندي اكبر واقدم من برنامج باكستان، والاختلاف واضح من حيث الطبيعة والشكل والقدرة. فالهند بلد كبير لديه موارد ضخمة وموازنة دفاعية كبيرة، وعلى رغم ذلك اعترف بأنه يقوم بكل ما في وسعه لانجاز الافضل. وتعتبر الولايات المتحدة نفسها في مقدم الدول المطلوب منها وقفة حازمة في وجه الهند، لان اقتصار توجيه انتقاداتها لايران التي زار وفد منها موسكو اخيراً لتفقد منشآتها النووية وتعزيز التعاون بين البلدين، او انتقاد باكستان، من دون الاشارة الى دولة مثل اسرائيل ضالعة في نزاع مرير مع جيرانها العرب، يفقد واشنطن الصدقية في انتهاج سياسة متوازنة في المجال النووي. ولعل التقارير الاعلامية التي تتسرب تارة من واشنطن وتارة اخرى من لندن، وتنسب الى اجهزة الاستخبارات في البلدين، عن نشاطات تقوم بها دول مثل العراق او ايران او باكستان في الحقل النووي، هي مؤشر الى احتمال تدهور الوضع في منطقة مثل الشرق الاوسط او جنوب شبه القارة الهندية.