أسدل الستار على منافسات الدوري السعودي لكرة القدم للموسم الحالي بعد أن شهد منازلات على مستوى ممتاز، واستمرت الإثارة حتى اللحظات الأخيرة من المباراة الختامية على كأس خادم الحرمين الشريفين التي جمعت بين فريقي الشباب والهلال، والتي حسمت بهدف ذهبي سجله لاعب الهلال عبدالله الجمعان في الشوط الثاني من الوقت الاضافي للمباراة، وهذا شاهد على قوة التنافس التي طغت على مباريات الدوري السعودي. مشوار الهلال وكان فريق الهلال تأهل للمباراة النهائية بعد مشوار طويل، تصدر خلاله الدوري منذ البداية وسجل رقماً قياسياً في عدد النقاط التي حصل عليها في المرحلة التمهيدية 45 نقطة، وكان أول الواصلين الى المربع الذهبي، فقابل الأهلي صاحب المركز الرابع في مواجهتين الأولى في جدة وسبقتها تصريحات ملتهبة من أعضاء الفريقين علماً أن الهلال ودّع مسابقة كأس ولي العهد على يد الأهلي، ولذا كان اللقاء بينهما ذا طابع ثأري ونجح الهلال في الخروج من المواجهة الأولى متعادلاً مع الأهلي بهدف لكل منهما، والتقى الفريقان مرة أخرى في مدينة الرياض في مباراة الإياب وفاز الهلال بهدفين مقابل هدف واحد سجل للهلال التمياط والتيماوي، بينما سجل للأهلي حمزة صالح. ولئن انتهت المباراة فعلياً بهذه النتيجة فإن أحداثها أثارت جدالاً حاداً على أعمدة الصحف السعودية في سابقة تسجل لأول مرة في الملاعب السعودية، ومرد ذلك الى احتجاج الأهلي على حكم المباراة عبدالعزيز الدخيل الذي الغى هدفاً مستحقاً للفريق على حد رأي الأهلاويين، في حين يؤكد الدخيل نفسه أنه قد أطلق الصافرة قبل أن يسجل سيرجيو الهدف القضية لدفعه مدافع الهلال محمد لطف ولذا فإنه لا وجود لهدف أهلاوي. اما فريق الشباب صاحب المركز الثالث في المرحلة التمهيدية فكان مشواره أسهل من الهلال، إذ واجه فريق النجمة صاحب المركزي الثاني في جولة المربع الذهبي وكانت الغلبة له في كلا المباراتين وسبقت المباراة تهديدات أطلقها المشرف على الفريق النجماوي ابراهيم السيوفي للنيل من فريق الشباب، لكن تهديداته ذهبت ادراج الرياح لأن الشباب حقق فوزاً كاسحاً على أرضه 4/1 في مرحلة الذهاب وأكد فوزه بتغلبه على النجمة أمام جمهوره في مرحلة الاياب 1/صفر. وتأهل لمواجهة الهلال في مباراة قمة على كأس خادم الحرمين الشريفين. مباراة القمة وقبل المباراة النهائية أكد النقاد جدارة الفريقين وتكافؤهما وشهدت أعمدة الصحف حرباً كلامية بين مدربي الفريقين وقد استهلها مدرب الهلال الروماني بلاتشي عندما وصف مدرب فريق الشباب البرازيلي اوسكار "بالمقاول"، واكتفى الأخير بقوله: "الرد سيكون داخل الملعب" معتمداً على معرفته المسبقة بلاعبي الهلال الذين أشرف على تدريبهم في فترة سابقة وحققوا معه بطولة السوبر الآسيوية والبطولة العربية. وحرص أعضاء شرف الفريقين على تجهيز لاعبيهم نفسياً للمباراة، فقاموا بزيارات عدة لشحذ همة اللاعبين. حضر الملك فهد بن عبدالعزيز المباراة النهائية، وكان الحذر سيد الموقف في الدقائق الأولى من المباراة لكن فهد المهلل مهاجم الشباب أشعل المباراة عندما سجل هدف السبق لفريقه، ولم يلبث اللاعب نفسه أن عزز النتيجة بهدف ثان. وظن الجميع ان الشباب في طريقه الى احراز الكأس الذهبية. اعتزال القائد واستقالة المدرب لكن بلاتشي لم ينم عن ضيم وأبى أن يخرج فريقه من المولد بلا حمص بعد أن تصدر الدوري طوال الموسم، ونجحت توجيهات بلاتشي في فترة الاستراحة بين الشوطين في ارجاع فريقه الى المباراة وأسهمت تغييراته الموفقة في تعديل النتيجة وكان للبديل نواف الثمياط دور ميداني فعّال وسجل المهاجم سامي الجابر هدف الهلال الأول وألحقه بهدف التعادل في الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي. وفي الشوط الثاني من الوقت الاضافي نجح البديل عبدالله الجمعان في خطف الهدف الذهبي ليزف الكأس الى الهلال وقد تسلمها قائد الفريق يوسف الثنيان المنصة من خادم الحرمين الشريفين. وفي غمرة الأفراح الهلالية أعلن النجم يوسف الثنيان عن اعتزاله الكرة مع ناديه الهلال "تحملت الكثير من أجل اسعاد الجماهير الهلالية، ولا أحد يعرف حجم المعاناة التي تعرضت لها من جراء الاصابات المتلاحقة، اعتقد ان هذا هو الوقت المناسب لاعتزال الكرة بعد تحقيق البطولة الغالية لكنني سأستمر مع المنتخب لخوض نهائيات كأس العالم القادمة في فرنسا"، وما زالت جهود الهلاليين مستمرة لثني الثنيان عن قراره. وبدا المدرب بلاتشي أكثر الهلاليين سعادة بعد تحقيق الكأس وقد علَّق على ذلك قائلاً: "حققت للفريق بطولتين، ما يدل على أن جهودنا لم تذهب ادراج الرياح" لكن بلاتشي على غرار الثنيان أفسد الأفراح الهلالية عندما أعلن عن عدم تجديد عقده لموسم آخر، يقول: "لن أجدد عقدي لعام آخر، ما واجهته في الهلال كان أكبر من الطاقة البشرية، تعرضت لانتقادات عدة لو تعرض لها مدرب آخر لما بقي في الهلال يوماً، سأترك الفريق وهو بطل للدوري السعودي، ويستطيع المدرب القادم ان يجد فريقاً جاهزاً" وعن المحطة القادمة لصائد البطولات وهو اللقب الذي يطلق على بلاتشي، يقول: "زوجتي وبناتي بحاجة لي، سأخلد للراحة ثم أفكر في العقود التي ستصلني" وبعد تحقيق الهلال الكأس انهالت التبرعات المالية على افراد الفريق وكانت البداية 100 ألف ريال قدمها الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير لكل لاعب. وبالمناسبة هو شقيق رئيس النادي الأمير بندر بن محمد، وحظي المهاجم سامي الجابر بنصيب الأسد من المكافآت لتسجيله هدفي التعادل، كما ان اللاعب عبدالله الجمعان صاحب الهدف الذهبي حصل على سيارة فخمة "كاديلاك" من الأمير خالد بن الوليد. الشباب كسب المستقبل لقد شهد الموسم الحالي تقلبات كثيرة لكن فريق الهلال اثبت جدارته في الحصول على كأس خادم الحرمين الشريفين، اما فريق الشباب فإنه رغم خسارته كان نداً للهلال وكان بدوره جديراً بالفوز الذي أفلت من يده وقد قدم مستويات ممتازة، ويكفيه ان مهاجميه سجلوا أعلى عدد من الأهداف 46 هدفاً، وإذا كان الفريق قد خسر النهائي فإنه قد كسب المستقبل بتقديمه نجوماً واعدين نجحوا في تمثيل الفريق أمثال الواكد والعتيبي والحمدان ومجرشي