نادراً ما خضع موديل لإختبار الصحافة مرتين متتاليتين خلال أسبوعين، مثل الجيل السادس من "أكورد": في لوس أنجليس أولاً للتعرّف على الشكل والسلوك العام للموديل في صيغته الأميركية المختلفة عن اليابانية والأوروبية، والثانية في اليابان على حلبة توشيجي في مركز هوندا للأبحاث والتطوير. ويطلّ الموديل الجديد من مستوى أعلى من سابقه حجماً وتجهيزاً، خصوصاً في المقصورة التي تشعرك نظافة إخراجها بأنك في واحدة من سيارات القطاع الكبير E segment أكثر مما في أخرى من قطاع المتوسطة-الكبيرة D segment الذي تنتمي إليه "أكورد" حجماً وتسعيراً. وتتميّز "أكورد" الأميركية المنتجة في ماريسفيلد ولاية أوهايو والتي وصلت حديثاً الى الشرق الأوسط، بزيادة مساحتها عن الصيغتين اليابانية أعرض من الأخيرة ب90 ملم والأوروبية التي ستنزل بعد بضعة شهور. مقارنة بالجيل السابق من الموديل، إزدادت المساحة الداخلية نحو 5.7 في المئة مع تقوية المكيّف بنسبة 20 في المئة، ومساحة تحميل الصندوق الخلفي 415 ليتراً نحو 5.8 في المئة. وإزداد الهيكل طولاً 797.4 متر وعرضاً 785.1 وإرتفاعاً 455.1، لكن من دون تغيير مقياس قاعدة العجلات 715.2 متر. وإضافة الى الرحابة، تمنح المقصورة إنشراحاً ورؤية واضحة كما تقع وسائل التحكّم في متناول اليد في إطار تصميمي أنيق كالمعهود لدى هوندا إجمالاً. من حيث المحرّكات، تتوافر "أكورد" مع خيارات الأسطوانات الأربع أو الست V. وتبدأ خيارات الأسطوانات الأربع 16 صماماً من فئة القاعدة "إل إكس آي" 0.2 ليتر بقوة 135 حصاناً وعزم دوران 181 نيوتون - متر/5000 د.د.، مع تلبية مقبولة إنما من دون إدعاء النشاط، خصوصاً في حال تحميل عائلة متوسطة الى كبيرة. ثم تأتي فئة "3.2 إي إكس آي" 3.2 ليتر البالغة قوتها 135 حصاناً أيضاً إنما بعزم دوران أكثر نشاطاً من ال0.2 ليتر في الدوران المتوسط أقصى عزمه 196 ن-م/4700 د.د. وأسرع إستجابة منه بالتالي، لتبقى التلبية الأعلى في خيارات الأسطوانات الأربع لفئة "3.2 في تي آي" مع نظام "في تك" المتبدّل الإدخال البالغة قوتها 150 حصاناً/5700 د.د. وعزم دورانها 205 نيوتون-متر/4900 د.د. وتترافق زيادة تلبية الفئة الأخيرة مع نغمة رياضية ملحوظة في المحرّك منذ مجالات الدوران المتوسطة نحو 4000 د.د.. أما محرّك ال0.3 ليتر 200 حصان/5500 د.د. و264 ن-م/4700 د.د. لكنه لا يتوافر في الأسواق كلها فهو يُضفي بُعداً مختلفاً بنعومة نغمة أسطواناته الست V، مع 24 صماماً وتلبيته الممتازة، إذ يُغني خيارات المستهلك بنُبل يتجانس مع تجهيزات أعلى فئات الموديل، كما يؤهّل "أكورد" لمواجهة منافساتها في مختلف الميادين، وأياً تكن ماركاتها. العلبة العادية ناعمة ومرنة بنسبها الأمامية الخمس، بينما تتمتّع الأوتوماتيكية بضبط إلكتروني يضمن غياراً "مخملياً" بين نسبها الأمامية الأربع. لا غبار على مستوى راحة السيارة، إن في نعومة التعليق إن كنت راكباً، أو في مرونة المقود في يدي السائق ومحدودية تأثّره بمساوئ الطرقات. ولا ينحصر تميّز السلوك في السرعات العادية حتى نحو 90 كلم/ساعة كما حصل في إختبار لوس أنجليس، بل حتى على حلبة توشيجي حيث أثبتت "أكورد" ثبات الهيكل وسلامة ردود فعله، حتى في أعلى مجالات السرعة الممكنة حسب المحرّكات. في الخطوط المستقيمة مقود ممتاز الإتزان ولا يبالغ في اللين مطلقاً في السرعات العالية، كما يمكن تغيير خط السير برشاقة ملحوظة حتى في السرعات العالية من دون ترنّح جانبي مقلق ينبغي الإعتدال في تلك المناورات كلّما إزدادت الحمولة، أياً تكن السيارة. وقد يكون الأهم مدى "تسامح" الهيكل في المنعطفات: ففي التعامل مع الأخيرة تشعر بتدرّج الإنعطاف في تجانس تام مع توجيهك للمقود، كما يتفاعل الهيكل مع توجيهاتك بطريقة فاعلة، وليس بمجرّد الإرتماء، فيمكنك التأثير في مجريات الأمور حتى في وسط المنعطف إذا إقتضى الأمر مثلاً رفع القدم فجأة عن دوّاسة الوقود، فلم يظهر أي ميل الى فقدان الإتزان، بل رد فعل واضح ومساعد في الإنعطاف للمعتادين عليه. طبعاً، تتباين حدة السلوك وردود الفعل حسب تباين قسوة التعليق في مختلف الفئات، إذ تزداد قسوته ودقة التوجه إجمالاً مع تزايد قوة محرّكات الفئات ورياضية توجهها. وبدت المكابح فاعلة جداً وممتازة التدرّج والدقة في سرعات الإختبار. وهي قرصية مهوّأة في العجلتين الأماميتين وقرصية مليئة في الخلفيتين، مع توافر مانع الإنزلاق الكبحي في فئة "في تي آي" وحدها. وتضم التجهيزات الأساسية للفئات الثلاث وسادتين هوائيتين وكهربائية تحريك النوافذ والمرآتين، وإمكان تعديل إرتفاع المقود وإرتفاع مقعد السائق في "إي إكس آي" يدوياً وفي "في تي آي" كهربائياً، والقفل المركزي والتكييف وإمكان طي ظهر المقعد الخلفي. ومن التجهيزات الأساسية أو الإضافية حسب الفئات والأسواق تُذكر عجلات الألومينيوم وفتحة السقف الكهربائية والضبط الآلي للسرعة والتكييف الأوتوماتيكي وكهربائية تحريك مقعد السائق والمقاعد الجلدية وتلبيس الخشب في لوحة القيادة والبابين، والتحكّم بالقفل المركزي من بُعد. ويُذكر أن خيارات "أكورد" الجديدة لن تتوقف عند الصالون، بل تضم موديل كوبيه أنيق للغاية، وسيليهما مينيفان جديد أكبر من "أوديسي" الحالي والمبني على الجيل السابق من "أكورد" سينزل بين الخريف المقبل وأوائل 1999، ثم موديل رباعي الدفع من الحجم الكبير خلال السنة المقبلة.