لم تكد تنتهي بيجو من تجميل موديل "106" الصغير ودعمه في أعلى خياراته الرياضية لفئة "إس 16" البالغة قوة محركها 120 حصاناً 1.6 ليتر، حتى أخرجت من جعبتها فئتها الرياضية الجديدة من موديل "306" المتوسط - الصغير، حاملة الرمز نفسه "إس 16" من يتذكر تسمية "جي تي آي" بعد؟. ليست الفئة جديدة في هذا الموديل، بل هي مطورة عن "306 إس 16" السابقة بتركيب علبة سرعات جديدة ذات ست نسب أمامية عوضاً عن خمس، وبتحسين عناصر غطاء المحرك البالغة سعته 1998 سنتم3 4 اسطوانات/ 16 صماماً لرفع قوته من 150 حصاناً الى 167 حصاناً. لم يؤد التغيير الى رفع السرعة القصوى الفعلية كثيراً اذ انتقلت من 215 الى 220 كلم/ ساعة. كذلك لا تغيير يُذكر في التلبية من صفر الى 100 كلم/ ساعة 8.5 ثانية. ما تغير فعلاً من ناحية الأداء هي الصيغة التي تعبّر فيها "306 إس 16" عن رياضيتها، لا من حيث التعليق مقاييسه لم تتغير بل في تزاوج زيادة خيارات نسب العلبة مع ارتفاع القوة والعزم. فبست سرعات امامية، تتقارب نسب التروس من بعضها لمنح أداء اكثر حدة. ليست حدة رياضية "فاجرة" بل "متمدنة" تتطابق مع صورة الأناقة العليا التي تريد بيجو اضفاءها على اعلى فئات موديلها. تسلك الطريق السريع فتحظى بالهدوء وليس بضجيج مفتعل لإشعارك اكثر بالسرعة كما يفعل الصانعون احياناً لزيادة الشعور بالسرعة من دون رفع سرعة السيارة حكماً، وتصل بك "306 إس 16" الى سرعة مقروءة تناهز 225 كلم/ ساعة بالنسبة السادسة بثبات ملفت لهذا القطاع من السيارات، ومن دون ان تشعر بأي خفة مقلقة. انعطف الى طرق الجبال فتجد في تصرفك علبة من أمتع علب السرعات استخداماً: دقيقة تعشق النسب من دون تردد، ومرنة تطيعك فور استعدادك لدخول المنعطف. وفي تلك اللحظات ستجد ايضاً نظام كبح ممتازاً هو الآخر بمدى اشعارك بدرجة الكبح الذي تمارسه، وبسرعة استجابته زيدت مقاييس المكابح القرصية، علماً بأن القرصين الاماميين مهوّأين. ولا تقلق من مانع الانزلاق الكبحي، فهو لا يتدخل عند اي شاردة او واردة تجهيز اساسي في هذه الفئة، وبأربعة اجهزة رصد وليس بإثنين فقط. لن تعثر على ثغرات في أداء المحرك حتى في المجالات الدنيا والمتوسطة. فعلاوة على توافر ست نسب امامية، تبقى في تصرفك 160 نيوتون-متر من عزم المحرك ابتداء من مجال ال2500 د. د. كذلك يحتضن المعقدان الاماميان الجسم على نحو ممتاز، حتى عند التعامل بخشونة مع المنعطفات. وأضف الى ذلك كله نجاح التعليق الخلفي المتصل بهيكل هذا الموديل بواسطة مخدات مطاطية قاسية تجيز انعطاف العجلتين الخلفيتين قليلاً ليتجاوب المؤخر بدقة مع توجيهات السائق، فتكتمل الصورة تماماً. مع ذلك كله، يسلبك الأداء الرياضي اياً من عناصر الراحة، لأن قسوة نظام التعليق لا تبلغ حد الثبات الخشن القاسي، بل المرن الذي يأخذ في الاعتبار ان سائق هذه السيارة قد ينقل معه بعض افراد عائلته نعم، المقعد الخلفي قابل للطي كلياً او جزئياً. تغييرات المحرك امكنت زيادة ال17 حصاناً والعزم من 182.5 الى 193 نيوتون-متر / 5500 د. د. بفضل اعتماد عمودي كامات جديدين وأصابع غمازة Poussoirs, Tappets اخف وزناً من السابقة 50 غراماً للواحدة عوضاً عن 62.5 غراماً وهيدروليكية الضبط كالأخيرة للاستغناء عن ضرورة عيار الصمامات دورياً. وتغير نظام الادارة الالكترونية من "بوش إم بي 3.2" الى "مانيتي ماريلي 1 أ. بي. 10"، مع بخاخ تتابعي Sequential ثنائي البخ Bi-jet لكل من الاسطوانات، ونظام رصد خاص لتعديل نمط الاشعال في حال حصول طقطقة Cliquetis, knock ناتجة عن سوء الاحتراق، كما أمكن رفع نسبة انضغاط المزيج من 1:10.4 الى 1:10.8. وببقاء الوزن الصافي عند 1160 كلغ، هبطت نسبة الاخير قياساً بالقوة من 7.73 كلغ/ حصان الى 6.95 كلغ/ حصان، وقياساً بالعزم من 6.36 الى 6.01 كلغ/ نيوتون -متر. أما نسبتا القوة والعزم قياساً بسعة المحرك 1998 سنتم3 فارتفعتا من 75.08 الى 83.58 حصاناً في الألف سنتم3، ومن 91.34 الى 96.6 نيوتون-متر/ 1000 سنتم3. ولم تتبدل مقاييس العجلات التصميم جديد والاطارات فبقيت 6/15 بوصة و195\55 آر على التوالي. أبرز التجهيزات الاساسية في "306 إس 16" التي لن تتوافر بغير هيكل الابواب الثلاثة ل "306" هياكل اخرى بأربعة ابواب او خمسة او كابريوليه، وسادة هوائية للسائق وحزاما سلامة ذاتيا الانقباض في المقدم لشد السائق والراكب المجانب له الى مقعديهما عند حصول حادث، ومؤشر رقمي للحرارة الخارجية، وكهربائية تحريك النافذتين والمرآتين الخارجيتين، وعجلات ألومينيوم ومصباحا ضباب أماميان، وقفل مركزي مع تحكم من بُعد وعلبة رقمية تمنع انطلاق المحرك من دون ادخال الشيفرة المناسبة، وإمكان تعديل ارتفاع المقود ومقعد السائق مع عيار متبدل للنتوء وراء العمود الفقري، وغلاف جلدي للمقود اللف معزز هيدروليكياً ولمقبض غيار النسب، وتلبيس جلدي جزئي للمقاعد. وفي التجهيزات الاضافية تُذكر الوسادة الهوائية للراكب الامامي وفتحة السقف الكهربائية والنظام الصوتي والمكيّف. اما الاسعار فهي تتوقف على كل من الاسواق، علماً بأن تباينها لا ينحصر بقيمة صرف العملات وحدها.