عادت حركة "طالبان" مجدداً الى الشمال الأفغاني وبقوة، بعدما تمكنت هذه المرة من التحالف مع قادة ميدانيين محليين من الحزب الاسلامي بزعامة قلب الدين حكمتيار وقيادات تابعة للجمعية الاسلامية بزعامة الرئيس الأفغاني المخلوع برهان الدين رباني، ولعل الحركة بذلك تجنبت خطأها السابق حين رغبت بدخول المدينة بمفردها الأمر الذي أدى الى رد فعل قوي لدى سكان المدينة الذين نظروا اليها وكأنها قوة احتلال أجنبية، إلا أن الخاسر الأول من هذه المعركة في حال حسمها لمصلحة "طالبان" أو ضدها هو الميليشيات الأوزبكية، فقد غادر الزعيم الأوزبكي عبدالمالك بهلوان المدينة تاركاً قواته من دون قيادة الأمر الذي ساعد حزب الوحدة الشيعي الموالي لطهران بزعامة عبدالكريم خليلي على احتلال مواقع الميليشيات بعدما كانت في أوج قوتها، بل كانت القوة الوحيدة في الشمال الأفغاني. وعلقت مصادر افغانية مطلعة على هذا التطور بأن الأوزبك سيتحولون الآن "من الشيوعية الى الشيعة"، في اشارة الى تحول الصراع الى طائفي بعدما كان عرقياً، خصوصاً اذا صح ما تردد عن رسالة التقطت بين الجنرال أحمد شاه مسعود والجنرال الأوزبكي عبدالرشيد دوستم المقيم في تركيا منذ الاطاحة به على يد نائبه الجنرال عبدالمالك بهلوان في أيار مايو الماضي، دعا مسعود فيها دوستم للعودة الى البلاد، مما يشير الى مخاوف مسعود من تمدد قوة حزب الوحدة الشيعي الموالي لطهران.