كل الدلائل تشير الى أن مدينتي القاهرةوالاسكندرية ستشهدان هذا الصيف موسماً مسرحياً ساخناً تتناسب درجة حرارته مع حرارة الجو المرتفعة في هذه السنة. اذ سيشاهد الجمهور سبع عشرة مسرحية في هذا الصيف الحار، سبع يستمر عرضها من الاعوام السابقة وعشر يرفع عنها الستار لأول مرة. والمستهدف الأول هو دائماً جيب المشاهد المصري والسائح العربي الذي اعتاد على زيارة مصر خلال فصل العطلة. ولم يسلم عمل مسرحي واحد من مشاحنات وضرب تحت الحزام بتعبير لاعبي الملاكمة. فبعد ان توقفت مسرحية "حزمني يا بابا" اثر نجاح المنتج واصف فايز في شراء حق تصويرها سينمائياً، تسابق المنتجون والمخرجون على ابطال هذه المسرحية الناجحة. وبالفعل نجح المنتج والمخرج جلال الشرقاوي في اقناع فيفي عبده ومدحت صالح بمشاركة حسين الشربيني بطولة مسرحية "قشطة وعسل". وعلمت "الوسط" ان هذه المسرحية قد واجهت مشكلة كبرى تسببت في تأجيل رفع الستار عنها لمدة اسبوعين على الاقل وتمثلت في عدم التزام الموسيقار عمار الشريعي بالموعد المحدد لتسليم الحان اغنيات واستعراضات المسرحية. وهنا قرر جلال الشرقاوي اغفال اسم الشريعي من الملصقات الدعائية فهدد الموسيقار بعدم استكمال الالحان مما كان سيؤدي الى مزيد من التأخير لولا رضوخ الشرقاوي للامر الواقع وطبع دعايته مرة اخرى وعليها اسم عمار الشريعي. واذا كان جلال الشرقاوي نجح في اجتذاب فيفي عبده ومدحت صالح لمسرحية "قشطة وعسل" فان المخرج السينمائي خيري بشارة، الذي يخوض تجربة الاخراج المسرحي لاول مرة، بذل المستحيل للجمع بين ابطال "حزمني يا بابا" الاخرين حسن حسني وشريف منير ومحمد هنيدي وبين راقصة اخرى هي لوسي في مسرحية بعنوان "ألبندة" من انتاج عصام امام شقيق النجم عادل امام. لكن لم يتحدد بدقة موعد رفع الستار عن هذا العمل الجديد. ويبدو ان حرب الراقصات انتقلت من الملاهي الليلية الى خشبة المسرح. اذ لم تشأ الراقصة هياتم ان تترك الساحة لزميلتيها الشهيرتين فيفي عبدة ولوسي فقررت ان تنتج بنفسها مسرحية جديدة بعنوان "يا انا يا همة". وستقوم الراقصة -المنتجة ببطولة العمل على ان يشاركها الاداء وائل نور ونرمين الفقي التي تتسلق سلم الشهرة بسرعة كبيرة. و الممثل سعيد صالح الذي كان يبحث منذ خروجه من السجن في الخريف الماضي عن عمل مسرحي يعود به الى الجمهور، وجد ضالته اخيراً. اذ هيأ له هذه الفرصة سمير خفاجي مدير فرقة الفنانين المتحدين الذي اقنع احمد بدير بتقاسم بطولة مسرحية عنوانها الموقت "كرنب زبادي" مع سعيد صالح بعد انسحاب الاول من مسرحية "دستور يا سيادنا". اما البطولة النسائية فقد رست بعد كثير من المداولات والاعتذارات على دلال عبد العزيز بعدما فشلت فكرة الاستعانة باي من ليلي علوي او الهام شاهين. وظن سمير خفاجي ان بامكانه اكمال توليفته الناجحة اذا دعا الفنان نور الشريف الى اخراج العمل. لكن النجم الذي رحب بالفكرة بادىء الامر اعتذر عن عدم قبول العرض رافضاً - في ما يبدو - ان يزج اسمه وتاريخه في أتون المسرح التجاري، فتولى المهمة مخرج آخر هو عصام السيد. وتقليدا لقطط "ت. س. اليوت" العمل المسرحي الناجح الذي يعرض في لندن منذ سنوات، يقدم المخرج سمير العصفوري كوميديا موسيقية جديدة تحمل العنوان نفسه وان كان يؤكد ل"الوسط" انها تختلف تماما عن مسرحية الشاعر العالمي. واللافت ان هذه المسرحية تعاقبت على بطولتها اكثر من ممثلة أبدت موافقتها أولاً ثم سرعان ما اعتذرت لاسباب غير واضحة. حدث ذلك مع نيللي ثم رغدة فمعالي زايد التي رأت في الدور اخيراً فرصة طيبة لاستعادة صورتها التي اهتزت بعد قضية فيلم "ابو الدهب" فتشبثت به ولم تعتذر مثل غيرها. هكذا يبدو انها ستشارك بوسي وعبير صبري بطولة المسرحية التي يتوقع لها النجاح والاستمرار الى ما بعد انتهاء الموسم الصيفي. ولما كان الناس في مصر لا حديث لهم منذ اشهر عدة الا عن الهاتف المحمول او النقال، فقد انتقلت هذه العدوى الى خشبة المسرح، اذ اختار المخرج محسن حلمي لمسرحيته الجديدة عنوان "كلمني على المحمول" ويسعى حالياً الى اقناع الرقابة بالتراجع عن رفضها لهذا العنوان. المسرحية من بطولة نهلة سلامة وعبير الشرقاوي وهي ستكون باكورة الممثل وبطل كمال الاجسام الشحات مبروك الذي لم يقف على الخشبة من قبل . وعدا مسرحية محمد صبحي "ماما اميركا" التي يستمر عرضها هذا الصيف، هناك ايضا "الزعيم" لعادل امام الذي لايزال مصراً على عدم الذهاب بها الى مدينة الاسكندرية والبقاء في القاهرة بعدما يقرب من اربع سنوات من النجاح المتواصل. اما بقية المسرحيات فواجهت بعض العقبات التي اعترضت سبيل استمرار عرضها. مثلاً، انسحبت اسعاد يونس من مسرحية "باللو" مفضلة البقاء في جوار زوجها رجل الاعمال الاردني علاء الخواجة في لندن في محاولة للحفاظ على كيانها الاسري الذي ربما تأثر بعدما رُزقت شريهان - زوجته الاخرى - بمولودتها الاولى. وانسحبت من المسرحية ذاتها الممثلة رانيا فريد شوقي مفضلة الوقوف على خشبة المسرح القومي حيث لعبت بطولة مسرحية "لعب عيال" امام خالد النبوي. ووجد المنتج عصام امام نفسه في مأزق حقيقي بعد اعتذار الممثلتين، ومع انه اتفق مع سماح انور على ان تحل محل احداهن فهو لم يجد حتى الآن بديلة من الاخرى. وعلمت "الوسط" ان اصحاب شركة اوسكار المنتجة لمسرحية "بهلول في استنبول" يبذلون جهودا كبيرة كي توافق جيهان نصر على استمرار عرض المسرحية التي يشارك فيها ايضا سمير غانم والهام شاهين. ولكن تصطدم المحاولة بشروط صارمة فرضتها الممثلة منها زيادة اجرها ووضع اسمها في لافتات الدعاية قبل الهام شاهين التي سبقتها في النجومية ولها خبرة اطول في ميدان العمل الفني. وفي مسرحية "كعب عالي" التي يمتد عرضها من العام الماضي كاد منتجها سمير خفاجي ان يواجه موقفاً مماثلاً بسبب اجور الممثلين، لكنه نجح في احتواء المشكلة على نحو سريع. وتقرر زيادة اجور يسرا وحسين فهمي ووحيد سيف بمقدار يتراوح بين عشرة الاف وعشرين الف جنيه. ومعروف ان الاولى كانت تتقاضى مئتي الف جنيه في الشهر، فيما كان الثاني يقبض مئة وعشرين الف بينما بلغ نصيب الثالث خمسة وستين الف جنيه