واصل مسرح القطاع الخاص في مصر هبوطه الكبير، فهو لم يقدم فناً ذا قيمة ولم يتمكن من تحقيق ايرادات تذكر على رغم المحاولات المستميتة لجذب الجمهور باساليب شتى، تراوحت بين الخروج المستمر عن النص بالنكات والحركات والايحاءات الجنسية والاستخفاف بعقلية المتفرج والدخول في حوارات عشوائية معه، وبين وصلات الرقص الصارخة سواء لزم الأمر أم لا... وانتهاء بالعُري الذي طاول الكومبارس من الفتيات قبل البطلات. ولم يستمر الموسم المسرحي الصيفي لهذا العام أكثر من شهرين نظرآً إلى بدء العروض عقب انتهاء مباريات كأس العالم لكرة القدم في فرنسا في 12 تموز يوليو الماضي، وعلى رغم ان عدداً كبيراً من المسرحيات قرر اصحابها عرضها في الاسكندرية في محاولة لتجنب ما حدث العام الماضي، وأبرزها "الزعيم" لعادل إمام والمخرج شريف عرفة، و"ضد الحكومة" لفاروق الفيشاوي ومعالي زايد، و"بوبي غارد" لسيد زيان والمنتصر بالله واخراج مصطفى الدمرداش، إلا ان ايراداتها كانت اقل من العام الماضي. والشيء نفسه انطبق على المسرحيات التي قرر اصحابها استمرار عرضها في القاهرة ومنها "قشطة وعسل" لفيفي عبده ومدحت صالح التي أغلقت ابوابها بعد اسبوعين فقط وانخفاض الايرادات كان السبب الرئيسي على رغم ما تردد عن نشوب خلافات بين بطلة العرض ومنتجه ومخرجه جلال الشرقاوي. وكذا مسرحية "بهلول في اسطنبول" لسمير غانم وإلهام شاهين وغسان مطر، واخراج محمد عبدالعزيز التي عرضت للعام الرابع على التوالي وتم تصويرها لانتهاء عرضها هذا العام. وجاءت مسرحية "خربشة" لأحمد بدير وعايدة رياض، واخراج يوسف فرنسيس مخيبة للآمال. ونذكر ان محمد صبحي خرج بنفسه من هذا السباق بعد ما قرر تنفيذ حلمه القديم الطموح بإعادة عرض المسرحيات القديمة لكبار الفنانين ومنهم يوسف وهبي ونجيب الريحاني وعزيز عيد وبديع خيري والذي يقدم من خلاله مسرحيات "لعبة الست" و"كارمن" و"سكة السلامة" و"ملك سيام" على التوالي وهي من بطولته واخراجه في آن. وعلى الجانب الآخر احتفظ مسرح القطاع العام باحترامه لعقلية المتفرج واختياره للموضوعات الجيدة والهادفة على اعتبار انه لا يهدف الى تحقيق الايرادات بالصورة المطلوبة في المسرح الخاص، وكانت ابرز هذه الأعمال مسرحية "يا مسافر وحدك" لنور الشريف من تأليف واخراج هاني مطاوع التي عرضت على خشبة المسرح القومي، و"الطيب والشرير" ليحيى الفخراني ومحمد متولي من تأليف ألفريد فرج واخراج احمد عبدالحليم التي عرضت على خشبة مسرح السلام.