كنت أظن ان أطفال الأمة العربية الذين ولدوا مع انهيار جدار برلين ورأوا النور بعد مؤتمر السلام في مدريد وهم الآن يعون ما يشاهدون على شاشات الاعلام المرئية، لان يعيشوا ما عشناه من معاناة آلام الاحتلال العبراني للأراضي العربية. وأقول عبراني ولا أقول اسرائيلي أو يهودي، لأنها اسماء غير مترادفة. ولأني آمل بأن يكونوا من العابرين كأسلافهم من بلاد الكلدانيين الى أرض كنعان ثم يشتتون. نحن نُسأَل من طرف أطفالنا ولا نريد قتل السؤال البريء في قلوبهم، لماذا يواجه أطفال مثلهم في عمر الورود الرصاص والقذائف المطاطية والغاز المسيل للدموع. لماذا قامت قيامة العرب ولم تقعد من أجل جبل أبو غنيم؟ ولماذا لا يجد هؤلاء الأطفال من يحميهم كالعبرانيين؟ وهل جبل أبو غنيم أقدس من كل الأراضي التي احتلت منذ 1948؟ ليعلم اطفالنا ان كل هذه الضجة بينما استمر الاستيطان ، وهو مستمر وسيستمر، لأن اغلاق الجهة الجنوبية للقدس وبناء 500 وحدة سكنية هما تحد لأوسلو. وسقوط القدس كما سقطت غرناطة وخاصة تكذيب مقولة من قال: أخذ ما في الأسوأ عنه ما أمضى اتفاقيات اوسلو يوم 13 ايلول سبتمبر 1993، التي ربطت منظمة التحرير الفلسطينية بالعبرانيين. ودون ان نقارن هذا بذاك يُذكّرني على المستوى السياسي والعملي ما قاله آخر رئيس حكومة في العراق، بعد ان وقع المعاهدة العراقية - البريطانية، قال نوري السعيد "... العالم صغير ومحكوم بالخضوع لمثل هذه التحالفات، لو كنت رئيس حكومة لدولة مستقلة لما قبلت هذه المعاهدة". أما بالنسبة للسؤال الثاني، ان خبراء الاستعلامات العامة في المنطقة، يقولون ان لدى الفلسطينيين ما يقارب 30000 رشاش يمانع الرئيس ياسر عرفات في استعمالها من طرف المناضلين، الذين لم يجدوا أمام الرشاش العبراني الا المقلاع، والحجارة للدفاع عن الأرض في يوم الأرض! وجبل أبو غنيم ليس أقدس من الأراضي المحتلة الاخرى، لكن بناء المستوطنات فيه سيؤدي الى تمزيق الضفة الغربية. نقول نحن مع ياسر عرفات الذي عرفناه سياسياً ذكياً أو قائداً في بيروت التي حاصرها شارون. نحن مع ياسر عرفات ولكن عليه ان يفرق بين المرونة في المواقف وعدم التسليم بأراضينا، نريد التوازن في الحقوق والواجبات. ان الرأي العام العربي وهو يرى اشجار جبل أبو غنيم التي زرعها المتطوعون سنة 1948 بقيادة أحمد عبدالعزيز تدك دكاً يضعون عدة علامات استفهام يتساءل هل هذا هو ياسر عرفات المناور السياسي كما وصفه وزير الدفاع اللبناني محسن دلول، والذي استقبل بأغصان الزيتون بعد اتفاقات اوسلو؟ ولماذا رشق بالجوز الهندي يوم 26 آذار الأخير وهو في طريقه الى مطار بنغلادش بعد انتهاء زيارته لها؟ ولماذا انتخب اسماعيل أبو شنب على رأس نقابة المهندسين وهو القيادي من حماس وأصبحت فتح أقلية في النقابة. اذا علمنا أن أبو شنب قضى 8 سنوات في السجون الاسرائيلية ولم يطلق سراحه الا قبل شهرين؟ الرأي العام العربي هو صانع القرار وليس جمهور السلطة الخاص، سوف نُعرض عن سلام نتانياهو الكاذب حتى يشتاق الى السلام الحقيقي. وصدق أبو العلاء المعري حين قال: اذا اشتاقت الخيل المناهل أعرضت عن الماء فاشتاقت اليها المناهلُ محمد علي بن رمضان تونس