الى أين يذهب الرافضون للسلام اذا اكتملت حلقاته وماذا تراهم يقولون؟ قفزهذا السؤال الى الواجهة بعد قمة كلينتون - الاسد في دمشق، والتي سرعان ما بدا انها أعادت إطلاق عملية التفاوض استناداً الى روح مدريد. "السلام ليس وشيكاً لكن فترة الانتظار تقاس بالشهور لا اكثر"، هذا ما قاله الديبلوماسي فازدادت الرغبة في السؤال عن مصير الرافضين وحساباتهم. السيد احمد جبريل الامين العام "الجبهة الشعبية - القيادة العامة" أكد، في مكتبه في العاصمة السورية انه يفتح الاذاعة كل يوم "لمتابعة اخبار الاسلامبولي الجديد". وقال ان الحرب الاهلية الفلسطينية يمكن ان تنفجر في أي ساعة. وحمل بعنف شديد على الرئيس ياسر عرفات والملك حسين، وتوقع ان تكون المرحلة المقبلة حافلة بالاضطرابات "وان ينسحب عرفات الى شرق الاردن وان يكون دوره هناك". وكشف جبريل انه استقبل كارلوس قبل سبعة اعوام في لقاء تعارف دام ساعتين "وكان اللقاء الوحيد". وأكد أنه لم يلتق "ابو نضال" منذ عشرة أعوام. وروى التبريرات التي قدمتها السلطات السودانية في شأن تسليم كارلوس وقال إنه لم يحدث له ان زار الخرطوم. وكشف جبريل كيف ان شعوراً داخلياً حال دون سقوطه في ايدي الاسرائيليين حين خطفوا الطائرة الليبية، وتحدث عن ضبط الملحق العسكري الاميركي ومساعده بتهمة التورط في محاولة لإغتياله. ورأى ان البيان الذي أصدرته "فتح" في 1 / 1 / 1965 لمناسبة انطلاق العمل المسلح "تصل نسبة الكذب فيه الى 99 في المئة". وعزا الوضع الحالي للفصائل العشرة الى تذبذب مواقف بعض الفصائل، مشيراً الى أن نصف أعضاء المكتب السياسي لأحدها "يغرد مع عرفات". ودخل بموافقة الاسرائيليين. ويكتفي جبريل بالابتسام رداً على سؤال هل طلبت واشنطن وقف الاذاعة التابعة له. وهنا نص الحوار: * لا يمكن إنكار وجود إتفاق فلسطيني - إسرائيلي وآخر اردني - إسرائيلي وأن عملية السلام تتقدم، أنتم ماذا ستفعلون؟ - ما يؤلمنا في الحقيقة كجيل، ونحن في الجبهة كطلائعيين تحملوا مسؤولية حمل هذه الراية منذ اكثر من 35 عاماً، أن حلولاً تحاول ان تفرض علينا الآن، وأن بعض الحلول الرسمية فرض في ظل عطاءات مهمة لهذه الأمة. شعبنا لم يكل ولم يمل خلافاً لما يحاول بعضهم الايحاء به. انه في حالة صعود ونهوض. أنا مثلاً اتوقف عند عملية في القدس يأتي فيها مصري من آل الجوهري ويأخذ تصريحاً رسمياً من السفارة الاسرائيلية في القاهرة ليشارك مع أخ له في معركة بطولية في شوارع القدس الغربية. الشعب الفلسطيني في انتفاضة منذ 8 سنوات يشارك فيها مجمل الشعب، وهذا لم يحصل في تاريخ الشعوب. في فيتنام كانت هناك حرب الانصار وحتى في الجزائر كان جيش التحرير يقاتل والشعب يؤيده. اما في فلسطين فالحالة متقدمة لأن كل الشعب يشارك في الانتفاضة. ما يؤلم هو ان المؤامرة تحكم في مرحلة عنق الزجاجة. فهذه الأمة تريد ان تفلت من عنق الزجاجة فيسارعون الى منع المارد من الخروج من القمقم. انهم يروجون لوجه واحد من الصورة. هل ننسى حال الرفض الشعبي في مصر بعد كامب ديفيد وقد اعترفت اسرائيل بأن السلام بارد؟ * لكن هناك حديثاً عن سلام حار ودافئ على الجبهة الاردنية؟ - وانا اقول انه سيكون اكثر برودة مما كان على الجبهة المصرية. هناك عملية نهوض في الأمة على رغم كونها تقاتل بلا حليف وبلا وجود دولة عظمى تساندها. هذه الامة استوعبت آلامها وبدأت تظهر فيها تحركات شعبية كبيرة. والدليل ما حدث في الاردن توقيع معاهدة السلام من تحركات في المساجد والشوارع ردت عليها السلطة. التقت القوى القومية والتقدمية واليسارية والاسلامية واصدرت بيانات حملت فيها على الاتفاق واكدت انه لا يلزم الاردن بشيء. شعبنا الفلسطيني فعل الشيء نفسه مع ياسر عرفات. قال شعبنا ان الاتفاق بين عرفات ورابين ولا يمثل الشعب الفلسطيني والدليل استمرار الانتفاضة والعمليات. عرفات لا يستطيع قمع الشعب الفلسطيني ولو تأزمت الامور اكثر فإن شعبنا في غزة يمكن ان يقذف بعرفات الى البحر في تظاهرة من التظاهرات وفي يوم قريب. * اذا اجريت الانتخابات في الاراضي المحتلة وجاءت لمصلحة عرفات ماذا ستقولون؟ - نحن علينا الا نشارك في العملية الديماغوجية التضليلية. حين تقول انتخابات يجب ان تحدد انتخابات على ماذا. هل عرفات والحكام الذين ينتهجون الخط نفسه وضعوا الشعب الفلسطيني امام سؤال "هل توافق على معاهدة اوسلو واتفاقية القاهرة الاولى والثانية ام ترفضها"؟ انا اقول ان هذا يمكن ان يكون نوعاً من الديموقراطية. ولكن ليس هذا هو المطروح. الحقيق ان المطروح هو الآتي: الإتفاقية حقيقة واقعة والمطلوب اختيار أشخاص يتولون مهمة تنفيذها. هذا التضليل الاعلامي تقوده اميركا ووسائل الاعلام الكبيرة. المطروح ليس سؤال الشعب هل هو مع اوسلو - القاهرة ام ضدها. المطروح من سيتزاحم في انتخابات، مهمة الفائزين فيها تنفيذ الاتفاقية. سقف الذين سيختارون هو اتفاق اوسلو - القاهرة. إنني اتساءل هل ان الولاياتالمتحدة التي تقود العالم بإسم الحرية والديموقراطية عاجزة عن طرح سؤال وحيد على الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج هل هو مع اتفاقية اوسلو - القاهرة. اذا حصل مثل هذا الخيار الدموقراطي وأيده 51 في المئة من شعبنا في الداخل والخارج، سأجد نفسي، وانا واحد ممن حملوا مشعل الكفاح والجهاد منذ 35 سنة، مضطراً الى إعادة النظر في موقفي من الإتفاقية .... رابين يقول اذا كان عليّ ان اتزحزح من الجولان، عليّ ان اسأل الشعب الاسرائيلي علماً ان الموضوع يدور حول ارض محتلة باعتراف كل العالم. حديث رابين عن الاستفتاء يقدم نموذجاً لحكام يحترمون شعوبهم .... في انتظار الإسلامبولي * هل تتوقع إغتيال ياسر عرفات ؟ ... الكنيست المنتخبة ديموقراطياً أيدت بصورة شبه إجماعية المعاهدة الأردنية - الإسرائيلية فهل هذا حاصل عندنا؟ ... عرفات أدخل معه 15 الف شرطي ليستطيع من خلال الهراوة الغليظة ان يحل محل الاسرائيليين في قمع الشعب؟ هؤلاء الناس الذين يسيرون عكس التيار هل تعتقد بأن هذا الشعب سيغفر لهم أو سيسكت عنهم؟ هل يعتقد أحد بأن الشعب المصري العربي الشقيق الذي أنجب خالد الإسلامبولي والقوى التي ترفض التطبيع مختلف عن الشعب الفلسطيني ...؟ انا اعتقد بأن تنامي الحس الثوري والجهادي لدينا في المشرق هو اكثر مما هو حاصل في مصر. * هل تقصد انك تتوقع اكثر من اسلامبولي؟ - طبعاً اتوقع. انا في كل يوم افتح الراديو صباحاً لأستمع الى أنباء الإسلامبولي الجديد. انا لم ارسل هذا الإسلامبولي الجديد لكنني انتظر اخباره. وصدقني كل يوم افتح الراديو .... * قيل في السابق انك هددت بإغتيال عرفات؟ - قلت في السابق ولا ازال اقول ان هؤلاء يعملون في غفلة عن ارادة شعوبنا ويقومون بصفقات لا يحق لهم القيام بها. هل اقر المجلس الوطني الفلسطيني اتفاقية اوسلو او اتفاقية القاهرة؟ هل أخذ رأي الشعب الفلسطيني الذي يقاتل منذ وعد بلفور ويقدم تضحيات؟ هل سيسمح هذا الشعب لعرفات بعقد صفقة مع العدو الاسرائيلي لا لشيء الا ليكون شرطياً او رئيس مخفر في غزة؟ هل حقق عرفات عودة الضفة الغربية، هل فكك المستوطنات واعاد القدس وحل مشكلة النازحين؟ واين حق العودة ل4 ملايين فلسطيني؟ وماذا عن تسعة آلاف معتقل في سجون العدو؟ "أكاذيب البيان الاول" * متى التقيت عرفات للمرة الآخيرة؟ - في 1983 في المجلس الوطني في الجزائر وكنت صريحاً معه. حذرته وقلت له هذا آخر لقاء بيننا وبينك لأنك تسير في إتجاه بيع فلسطين ولن نسمح لك، واذا تابعت في الاشهر القادمة نهجك فهذا فراق بيننا وبينك. حاولنا بكل الوسائل ان نتحمل اخطاء المسيرة الماضية والتدمير الداخلي الذي كنت تقوم به والآن طفح الكيل. ولا نستطيع ان نجلس تحت سقف واحد. * متى كان اللقاء الاول؟ - في العام 1964 ولم يكن هناك سوى من سمع به وكان معروفاً بمحمد رؤوف القدوة واتى من الكويت ويحمل حقيبة فلوس ووجدنا تنظيماً موجوداً في الجامعات والأراضي المحتلة. اختلفنا منذ البداية لأننا لم نرد ان يكون التوقيت في 1965 "الإنطلاقة" لأننا كما قلت لا نستطيع ان ننزع عن صراعنا طابعه القومي. في 1965 كان عبد الناصر عقد اتفاقاً مع الملك فيصل لسحب الجيش من اليمن وكان الجيش المصري منهمكاً. كنا نتناقش مع الفتحاويين القدماء في ان تكون الانطلاقة المسلحة في 1967 لإعطاء وقت كافٍ للإستعدادات. وكانت هناك ثورة البعث في سورية ابتداء من 1963 ووجدنا ان من الضروري اعطاء وقت. اتفقنا على استمرار الحوار حول موعد تفجير الكفاح المسلح، لكنهم بدأوا فجأة في 1 / 1 / 1965 وفرضوا علينا ذلك. وحين سألناهم اعطى عرفات اسباباً غير مقنعة ومنها ان محمد رسول الكيلاني "رئيس المخابرات الاردنية آنذاك" اعتقل عدداً من خلاياهم ويمكن ان يعتقل خلايا اخرى اذا تأخروا. اعتقد بأنهم كانوا مدفوعين بنوع من النرجسية للقول لاحقاً نحن الذين فجروا الثورة. لكنهم كانوا يعرفون اننا موجودون ومنظمون وندرس الوضع السياسي الملائم للإنطلاقة المسلحة. الجميع يعرف طبعاً انه لم يكن هناك شهر عسل بيننا وبين عرفات منذ 1965 ولا يتعلق الامر بعداوة كار كما يقولون. عملنا معاً تسعة اشهر بعد 1965 وحاولنا ان نقوّم مسيرة هذه الثورة لكنه كان هو قادماً لإفساد معاني الثورة الحقيقية. كان الطلاب يدفعون من "خرجيتهم" والعمال من مداخيلهم وقرارهم هو القتال ثم اتى عرفات ومعه الفلوس واسلوب المرتبات والوظائف. لقد امتهن الكذب في البلاغات العسكرية. البلاغ الاول اذا عدت اليه تجد 99 في المئة منه كذباً بكذب. اقصد البلاغ رقم واحد الذي اصدرته "فتح" في شأن نسف نفق عيلبون. الآن يمكن رؤية النفق على الطبيعة. تفجيره يحتاج الى طنين من المتفجرات. تصور ان مقاتلين في 1965 يعبرون من الاردن ومعهم هذا القدر الهائل من المتفجرات من اربد الى جبال طبريا وصفد لتفجر النفق. الحقيقة ان الامر كان يتعلق برزمة من المتفجرات رميت قرب المنطقة في ذلك الوقت. هكذا بدأ عرفات الكذب منذ 1965 ولم يتوقف حتى اليوم. * إذا وقّعت سورية سلاماً مع اسرائيل، اين يقيم احمد جبريل وماذا يفعل؟ - انا لا اريد ان ادافع عن سورية او عن الرئيس حافظ الاسد لكنني اريد ان اسجل للانصاف: على رغم ما يروج له كلينتون والاسرائيليون عن تفاؤلهم انا لا اعتقد بأن القيادة السورية ستوقع اتفاقاً مع الاسرائيليين على غرار ما وقع من اتفاقات مع الملك حسين او ياسر عرفات او في كامب دايفيد. انا اعرف الرئيس الاسد منذ عقود وهو مثقل بتاريخ كبير لسورية الحديثة. الغزوة الصليبية استمرت 130 عاماً واحتلت الساحل السوري بكامله حتى ساحل شمالي مصر وليبيا ومالطا. وكان هناك وجود اجنبي في قلعة النمرود فوق بانياس وقلعة الشقيف في جنوبلبنان ولم يستطع احد ان يدخل دمشق. ومن دمشق تم توحيد الامة العربية على يد نور الدين زنكي في مواجهة الصليبيين. من دمشق كانت بداية المواجهة الحقيقية مع نابليون وهزيمته في عكا. حتى بعد الحرب العالمية الاولى وسايكس - بيكو، وكانت فرنسا وبريطانيا في وضع الدول العظمى كأميركا حالياً وربما اكثر، جاءت فرنسا لتأخذ حصتها من سورية وكان جيش سورية حديث العهد تماماً. الملك فيصل الذي توّج نفسه ملكاً على سوريا ترك بلاده ... الحكومة السورية اتخذت قراراً بالمواجهة وهي لم تكن سورية بالمعنى القطري اذ كان فيها اللبناني والفلسطيني والاردني لأنها حكومة بلاد الشام أو سورية الطبيعية. ودارت في ميسلون معركة غير متكافئة واستشهد وزير الدفاع يوسف العظمة ثم ثورات الفلاحين في الغوطتين. دمشق التي نجلس فيها الآن دكت عشرات المرات بمدفعية الفرنسيين وبالطائرات ايضاً. القيادة السورية مثقلة اذاً بأعباء تاريخ سورية القديم والحديث وبمبادئ حزب البعث. انني استغرب لا سمح الله ان يرفرف العلم الاسرائيلي في اجواء دمشق. انا، مع احترامي لكل التحليلات، اعتقد بأن القيادة السورية لن توقع إتفاقاً مع الاسرائيليين على غرار ما وقع سابقاً. يمكن ان يوقع إتفاق لإنهاء حالة الحرب وان يكون نوعاً من الهدنة. وعندها نقول انا وغيري من المناضلين اننا سنبقى نصارع ما دمنا احياء وستكون الظروف متاحة لنا لنتابع نضالنا بوسائل متعددة ومختلفة. علاقات السلم العادية قد تكون بمعنى عدم التحارب. كأن يحتل شخص طبقة في مبنى وتأتي ظروف تطالبك بعدم مواجهته وعدم المواجهة لا يعني التسليم بحق ذلك الشخص في الذي احتله. ما صدر عن القيادة السورية حتى الآن قابل لأكثر من تأويل وتفسير وهذا ما يقوله الاسرائيليون. انا شخصياً اعتقد بأن القيادة السورية تفضل في النهاية خيار القتال او الحرب، أياً كانت الظروف، على خيار القبول بسلام اميركي - اسرائيلي. "تهمة الإرهاب تشرفني" * ايران متهمة بالإرهاب وانتم كذلك وعلاقتكم معها وثيقة. هل يمكن ان تكون طهران مقر إقامتكم المقبل؟ - نحن نحترم الجمورية الاسلامية الايرانية ولها في قلوبنا احترام كبير. وسبب هذا الإحترام انها تتخذ الموقف الذي تتخذه وهي دولة غير عربية، أي موقفها المناصر لقضية فلسطين. في حين تخلى ابناء عمومتنا عن هذا الصراع. نحن نقدر تماماً ثورة الخميني وهي ثورة مبدئية. ما قاله الخميني ان اسرائيل غدة سرطانية يجب ان تقتلع لم يتغير في الخطاب السياسي الايراني بعد غياب الخميني سواء بالنسبة الى رفسنجاني أو خامنئي فهما من التلامذة الاوفياء للخميني. ما هي الإثباتات ان ايران دولة إرهابية؟ لقد ألصق الإرهاب بالثورة الإسلامية في ايران منذ إنتصارها وحتى الآن سواء الإرهاب الغير منظم أو إرهاب الدولة المنظم. ولسنا في صدد سرد الاعمال الإرهابية التي تمارس ضد ايران. واذا كانت الثورة الإسلامية في ايران تصرفت بمنطق الدفاع المشروع عن النفس فهذا طبيعي. اما نحن فالقصة معروفة. لو اعلنت انا الآن انني مستعد لبيع فلسطين كما فعل عرفات لأسقطوا كل التهم ضدي. اذا كنت متهماً بالإرهاب لماذا يوجه رابين وبيريز اليّ شخصياً دعوة للتوجه الى غزة "حين طرح موضوع عقد المجلس الوطني الفلسطيني"؟ هذا يعني انني اذا وافقت على إلغاء الميثاق الوطني الفلسطيني لن أتهم بالإرهاب. اما اذا قلت انني ولدت في فلسطين وخرجت منها وعمري 10 سنوات ولا يمكن ان اقبل إلا بالعودة الى حيث ولدت فإنهم يتهمونني بالإرهاب. كلينتون، ومعه الادارة الاميركية، يعتبر قتل الجنود الاسرائيليين الذين يحتلون ارضنا والمدججين بالسلاح عملاً بربرياً. تخيل ان "حماس" أسرت عريفاً اسرائيلياً بلباسه العسكري وسلاحه وتطالب بطلب شرعي وهو مقايضته بمعتقلين، ويعتبرون هذا عملاً إرهابياً في حين يدخل الاسرائيليون بقوات مجوقلة الى لبنان وارض مستقلة بالعرف الدولي ويخطفون الشيخ عبيد والديراني ويقتلون عباس الموسوي "الامين العام لحزب الله" وزوجته وابنته في عملية إغتيال وتضع "سي. آي. ايه." عبوة متفجرة في بئر العبد وتقتل وتجرح المئات بهدف اغتيال السيد محمد حسين فضل الله... ويعتبرون كل هذا عملاً مبرراً، أما اسر جندي اسرائيلي أو قتل جندي اسرائيلي يحتل ارض جنوبلبنان فيعتبر عملاً إرهابياً! نحن لم نعد نهتم بهذه اللغة ونعتبر هذه التهمة شرفاً لنا ولكل المؤمنين والثوريين ونقول من ليس متهماً بمثل هذه التهمة في هذه الايام ليس وطنياً ولا شريفاً. الدعم الايراني * كم تقدم ايران الى "الجنهة الشعبية - القيادة العامة"؟ - وسائل اعلام كثيرة تتحدث عن ملايين الملايين لنا ول "حماس" ول "الجهاد الاسلامي". وانا اقول بصدق ان هذا مبالغ به. الجمهورية الاسلامية لا تقدم دعماً مادياً الى هذه الفصائل الا اشياء محدودة وعينية. هناك جمعية شهداء فلسطين تقدم الى بعض عائلات الذين استشهدوا. وكي اكون اكثر دقة ان الدعم توقف منذ اشهر حتى لأسر الشهداء بسبب الأزمة الإقتصادية. نحن لا نقوم علاقتنا مع الجمهورية الإسلامية بما يمكن ان تقدمه من المال، نحن نعتبر ان الموقف السياسي هو الاساس. * حكي عن تنسيق ميداني بينكم وبين حزب الله برعاية ايرانية؟ - نلتقي نحن والاخوة في "حزب الله" ونقاتل جنباً الى جنب. وكنا قبل 24 ساعة في معركة واحدة في الجنوب. هذا من منطلق موقعنا وتشخيصنا لتحالفاتنا. وهذه العلاقة مفتوحة لكل المجاهدين والمناضلين ونحن مللنا من كثرة ما رددنا للفلسطينيين واللبنانيين المؤيدين للمقاومة في جنوبلبنان تعالوا ننسق ونصعد أكثر فأكثر. العلاقة ليست قائمة لأن ايران أو سورية ترعى مثل هذه العلاقة. "لا علاقة لنا بلوكربي" * من وقت الى آخر يعود اسم "القيادة العامة" ليتردد في قضية لوكربي او قضية تفجير الملهى في برلين. - انها تهمة اميركية جوالة، تهمة سياسية يريدون إخافة العالم بها. نحن لا نخاف. يخاف من يحب الحياة ويخشى خسارة شيء. نحن اناس استشهاديون نطلب الموت. انا بلغت هذا العمر واطلب من ربي ان اموت شهيداً في ساحات القتال. بيني وبين نفسي اقول لماذا يحرمني ربي من الشهادة في سبيل الله؟ كل هذا الجبروت الاميركي والغربي لا يهز شعرة لدينا. وها انتم ترون اننا نتحرك من دون حراسة. يريدون محاصرتنا او الضغط على الدول لمحاصرة حركتنا. ويستطيع الانسان دائماً ان يتكيف استناداً الى الظروف، لقد اعلنا مراراً ان ليست لنا أي علاقة بالأعمال التي تحدثت عنها وطلبنا أن يأتونا بدليل واحد على هذه التهم. ضبط الملحق الاميركي * هل تعرضت لمحاولة اغتيال في مرحلة ما بعد بيروت؟ - لا اريد الخوض في موضوع يمكن ان يظهر كأنه نوع من الدعاية الشخصية، لكنني اقول ان المحاولات الاسرائيلية والاميركية ليس لها حدود، وهي تستهدف بإستمرار المناضلين الذين يقفون في هذا الخط وباءت كلها بالفشل، والحمد لله، وكنا نتكتم عليها. لن اخوض في التفاصيل ولكن حصلت عشرات المحاولات وفشلت ليس لأن لدينا أجهزة أمنية ضخمة او جهات دولية تنذرنا، بل انها ارادة رب العالمين وبعض الاجراءات الخاصة بنا. * نريد مثلاً على مشاركة اميركية في محاولة إغتيال او التمهيد لها؟ - ماذا تريد اكثر من ضبط الملحق العسكري الاميركي ومعاونه والقبض عليهما في حال التلبس بالجريمة، قرب احد مواقعنا. والاميركيون يعرفون هذه المسألة. اضافة الى تجنيد العملاء والغارات الجوية والطرود الملغومة وقد اصيب بعض رفاقنا وتستطيع لقاءهم. موعد مع كارلوس * هل التقيت كارلوس؟ - لم اعرفه اصلاً وجاء شخص ذات يوم وقال لي انه راغب في زيارتي. حدث ذلك قبل نحو سبع سنوات. جاء كارلوس وأمضى معي ساعتين. كان اللقاء نوعاً من التعارف لكن برنامج كارلوس مختلفاً عن برنامجنا. انا لا انتقد برنامج بعض الثوريين في مواجهة معاركهم بطرقهم. كما كنت مرات ألتقي صبري البنا "ابو نضال" وكنت اقول له لك انت طرق في مواجهة الاعداء ولكن نحن لنا طرق مختلفة. نحن نواجه اعداءنا بكل وضوح وفي المعارك والاسرائيليون يعرفون هذا منذ 1965، في معركة ديشوم جنوبلبنان. وأول شهيد لدينا اسمه خالد الامين. * متى كان آخر لقاء مع "ابو نضال"؟ - قبل عشر سنوات تقريباً. * لم يحدث أي لقاء جديد؟ - لا * هل طالبت جهات معينة بخروجك من سورية؟ - لا علم لدي. * ألم يحصل أي عمل مشترك مع كارلوس؟ - معرفتي به سطحية وكما اوضحتها ولم يحصل أي تنسيق. وقلت أن برنامجنا مختلف عن برنامج كارلوس وأسلوبه. ماذا قال الوفد السوداني؟ * الطريقة التي سلم فيها كارلوس او اوقع في شباك الامن هل أثارت مخاوف القياديين الفلسطينيين من ان تسلمهم عاصمة ما؟ - نحن، من حي المبدأ، ابدينا انزعاجنا من الخرطوم ومن هذا التصرف وان كانوا حاولوا ان يبرروا عملهم. لقد ارسلوا وفداً كبيراً والتقيته. شرحوا الموضوع وقلنا لهم نحن نتفهم موقفكم لكننا لا نوافق عليه. اعطوا تبريرات ان كارلوس كان في الخرطوم وان الاستخبارات المصرية والاردنية كانت تعرف وتشاغب عليهم لإلصاق تهمة الإرهاب بهم. .... ويقول السودانيون انهم طلبوا من كارلوس الرحيل خصوصاً انه لم يقم بينهم وبينه تعاون ولم يقدم اليهم خدمات. جلس نحو سنة، وطلبوا منه الرحيل اكثر من مرة وحذروه في النهاية من تسليمه وبدا انه لم يصدق. كل هذه تبريرات. اما ان تكون سابقة كارلوس ذات مغزى بالنسبة الينا او الى بعض المناضلين فإنني اقول ان المدرسة التي اناضل فيها هي غير مدرسة كارلوس. وهذا ما يعرفه الاستعمار والاميركيون والاسرائيليون. الاسرائيليون هم مارسوا الارهاب ضدنا ويجب ان يحاكموا. خطف الطائرة الليبية * كيف نجوت من خطف الطائرة الليبية الى اسرائيل؟ - اعتقد الاسرائيليون بأنني موجود في الطائرة التي كانت تقل ايضاً السادة عبدلله الاحمر ورياض رعد وعمر حرب. وفي الواقع كان مقرراً انا ان اكون في الطائرة، وفي الساعة الآخيرة دفعني حس في داخلي الى عدم السفر. لماذا هذا الحس؟ لا اعرف. خطفوا الطائرة واحضر شارون نجله الى المطار وقال له سأريك كيف اصطدنا احمد جبريل. سالوا ركاب الطائرة اين احمد جبريل. وهذا منتهى الارهاب. انا كنت مستهدفاً لانني كنت أستقل هذه الطائرة الليبية الخاصة في الذهاب الى طرابلس وفي العودة منها. الواقع ان العقيد معمر القذافي قال لي امام مجموعة هل انت مسافر فقلت له نعم. وحين عدت الى الفندق شعرت بأنني اخطأت بقولي امام مجموعة انني مسافر فربما كان هناك بعض الصحافيين. سألني عبدلله الاحمر هل انا مسافر فقلت له اسبقوني الى المطار وسألحق بكم بعد المرور لدى العقيد. حين وصلوا الى المطار ابلغتهم انني لن الحق بهم فسافروا. ذهبت لزيارة العقيد اثناء وجودنا في الخيمة ادخلت ورقة ابلغوه فيها خطف الطائرة. كانت عملية الخطف رداً على عملية الجليل التي نفذناها. أول عملية إستشهادة * ما هي العمليات النوعية التي نفذتها القيادة العامة ؟ - عملية الخالصة كانت اول عملية استشهادية وهي كانت مدرسة. تعرف نحن شعوب اصحاب خلفية روحية اسلامية، ليس من السهل ان تعطي امر قتال لشاب وتقول له عندما تنتهي ذخيرتك ستفجر نفسك. هذا مخالف لبعض المفاهيم. عملية الخالصة كانت نقطة فاصلة لم يسبق ان حصل مثل ذلك في مواجهة الاستعمار. ثلاثة فتيان عراقي وسوري وفلسطيني نفذوا العملية. انها المدرسة التي انجبت لاحقاً سناء محيدلي وغيرها والشهيد الجوهري وشهيد القدس الاخير "من حماس". بعد الخالصة جاء وفد من اساتذة الجامعات اليابانية وقابلني وسأل عن الأسباب والتفسيرات. * هل ذهبت حديثاً الى الخرطوم؟ - انا لم ازر الخرطوم ابداً. * ولا مرة؟ - ولا مرة. تربطنا بهم علاقات احترام. *ألا تعرف الدكتور حسن الترابي؟ - بالمراسلة فقط. * هل كانت لكم أي علاقة بعملية تفجير مقر المارينز في بيروت؟ - لا لكن من نفذ جاء من المدرسة التي بدأت قبل 20 عاماً مع عملية الخاصة. نحن لا ننكر تحالفنا مع "حماس" و "حزب الله" و "الجهاد الاسلامي" والتنسيق والتدريب بين هذه الاطراف. لا اريد ان اكشف اشياء بيننا وبين "حماس" على المستوى الميداني داخل الاراضي المحتلة. ثم هناك عمليات الطائرة الشراعية. هل تعتقد بأن الراكب في هذه الطائرة يعتقد بأنه سيعود. * من اين انطلقت هذه الطائرات؟ - من جنوبلبنان وعن بعد خمسين كيلومتراً. طائرتان نفذتا العملية وطائرتان للإتصال. الإنطلاق كان من شمال العرقوب. * هل تتوقع اضطرابات نتيجة لاتفاقات السلام والمعارضة لها؟ - انا اقول ان هذه الاشياء هي بداية. السادات قتل بعد عامين من التوقيع. الامور الآن ستتفاعل اسرع. * هل تقصد ان الإسلامبولي الفلسطيني قريب؟ - نعم الإسلامبولي الفلسطيني .... انا لا احلم واقول لكم بجدية والوقائع تقول ذلك. انهم يدمرون امن الامة العربية. عبر الإتفاقين مع عرفات والملك حسين ماذا فعل الاسرائيليون؟ اعدوا لصراع بين الفلسطينيين لأنهم استدرجوا فئة منهم وجعلوها توقع بإسم الفلسطينيين على الرغم ان من وقع لا يمثل ارادة الفلسطينيين في الداخل والخارج. * هل هناك خطر حرب أهلية؟ - في أي ساعة ممكن ان تتفجر. اذا لم يعالج عرفات ومن معه الامور بحكمة. نحن نعرف انهم شرطة وأنه رئيس مخفر، لكنني اقول لعرفات لا تكن رئيس مخفر سيئاً ورديئاً لئلا تسحل إرباً إرباً. فكر في انك استقدمت من اجل الحرب الأهلية الفلسطينية. لقد جيء به لتهديد الملك حسين.