لم تكن الدورة التاسعة والعشرون ل "معرض الكتاب"، هذا الموعد القاهري والعربي الذي ينتظره المبدعون والناشرون والقرّاء، على مستوى التوقّعات والتمنّيات. بل أن تخوّفات الناشرين والكتّاب كانت في محلّها، إذ ظلم التوقيت المفروض على "الهيئة المصريّة العامة للكتاب" تلك التظاهرة القاهريّة، وحرمها من الجمهور الواسع، ومن الحماسة والزخم اللذين يصنعان بريقها ويكوّنان مذاقها الخاص. لكنّ ذلك لم يمنع بعض الدور من بيع اصداراتها الجديدة، ولم يمنع النقاشات الحامية من الانفجار في قاعة الملتقيات. كما التقى شعراء "الوزن الثقيل" بعضاً من جمهورهم المعتاد... واجه "معرض القاهرة الدولي للكتاب" هذا العام الكثير من المتاعب. لكن الدورة التاسعة والعشرين التي أسدل عليها الستار قبل أيّام، حافظت على شيء من بريقها عبر محطّات قويّة عرفت الاستقطاب وأثارت النقاش. لم تعرف اللقاءات الفكرية التجليات نفسها التي تميّزت بها الدورات السابقة، أيّام النزال العنيف بين رجال الدين والعلمانيين، أو عندما كان الكاتب والصحافي البارز محمد حسنين هيكل يحقّق اقبالاً هائلاً ويصنع الحدث بمواقفه السجاليّة وتحليلاته وتوقّعاته. كما يبدو أن المعرض فقد إلى الأبد نزار قباني صاحب الشعبيّة الواسعة في مصر، فهو لم يعد يبدي أيّة رغبة في المجيء. وتساءل المراقبون عن سرّ فقدان محمود درويش وسميح القاسم الكثير من جاذبيتهما لدى جمهور المعرض، هل هي ظروف انعقاد المعرض في شهر رمضان، أم التطورات التي عرفتها القضية الفلسطينية؟ هل تقلّص "معرض الكتاب" وتراجعت أهمّيته؟ انطلقت هذه التظاهرة أواخر الستينات في أرض المعارض في الجزيرة، ثم انتقلت أوائل الثمانينات إلى أرض المعارض في مدينة نصر، وأخذت في التوسّع والنموّ حتّى أصبحت الأبرز على الساحة العربيّة. والذين عايشوا هذه المسيرة، وتابعوا تطور المعرض على يد سمير سرحان اعتباراً من منتصف الثمانينات ليصبح مهرجاناً ثقافياً عربياً كبيراً، يدركون أكثر من غيرهم أن الدورة الأخيرة بدت شاحبة، وأن عائدها الثقافي كان قليلاً، وأنّها بالنسبة إلى الناشرين، لم تكن مربحة. فالناشرون الذين التقتهم "الوسط" أجمعوا على "مر الشكوى" من انخفاض المبيعات مقارنة بالدورات السابقة، ولكن هؤلاء ينسون غالباً أن اصداراتهم الجديدة نادرة وأن أسعارهم في ازدياد مضطرد، وهذه من العوامل التي من شأنها أيضاً أن تؤثّر سلباً على حركة المبيع. ومن جهة أخرى لاحظ بعض الناشرين أن "زبائن" معيّنين لم يترددوا بالكثافة نفسها على معرض هذا العام، وكانوا يشترون أطناناً من الكتب الدينية. بدأت فعاليات المعرض بلقاء الرئيس حسني مبارك مع المثقفين وهو التقليد المستمر منذ سنة 1985، حيث يفتتح رئيس الجمهوريّة المعرض، ويقيم حواراً مفتوحاً مع عيّنة موسّعة من أهل الفكر والابداع تمثّل، بدقّة وأمانة، مختلف حساسيات واتجاهات الحركة الثقافيّة المصريّة. وكان الرئيس مبارك انقطع عن هذا التقليد في العام الماضي، فأناب عنه في الافتتاح رئيس الحكومة كمال الجنزوري، ولم يلتقِ المثقفين إلا بعد الافتتاح بأيّام، وفعل ذلك خارج المعرض في مكتبة القاهرة بالزمالك. لقاء الرئيس بالمثقفين هذا العام تناول، كالعادة، القضايا السياسية والاقتصادية الراهنة. وطالب جمال الغيطاني بزيارة للأدباء إلى مشروع تنمية جنوب الوادي قناة توشكى، فيما طالب مصطفى عبد الغني بقرار سياسي للقضاء على الأمية. ووافق الرئيس على اصطحاب الادباء معه لقناة توشكى في زيارة مقبلة، لكنّه قال "إن هناك خططاً" موضوعية لمحو الأميّة، ولكن الناس تتهرب منها. شارك في المعرض 2400 ناشر من 79 دولة. واحتضن أنشطة متعددة: لقاءات فكرية، أمسيات شعرية، سوق عكاظ، المقهى الثقافي، العروض الفنية، ابداعات شابة، سوق عكاظ، وندوات متخصصة. صدمة اليوم الأوّل منذ اليوم الأول للمعرض، بدأت مخاوف المنظمين والناشرين والمثقفين تلوح في الأفق. وكان التردّد حول موعد التظاهرة ساد طويلاً، وتمخّض عن خلافات، وتخوّفات من امكان فشلها خلال شهر رمضان، بسبب الصيام وانشغال المصريين بالسهرات و"العزومات" ومسلسلات التلفزيون وجلسات المقاهي. فأين حركة الاقبال على المعرض - في أحسن أيّامه - من الزحام الذي شهدته منطقة الحسين في أيام رمضان؟! لكنّ القيّمين على التظاهرة لم يجدوا حلاًّ آخر، وكان ما كان. من جهة وجهة النظر التي عبّر عنها الناشر المصري ابراهيم المعلم رئيس اتحاد الناشرين العرب، ومن جهة أخرى سمير سرحان، رئيس "الهيئة المصريّة العامة للكتاب"، الذي وجد نفسه محاصراً بأحكام الروزنامة، وبمواعيد صعبة حددتها له هيئة المعارض الدولية المشرفة على ادارة أرض المعارض. وجاءت الصدمة منذ اليوم الأوّل حين لم يحظَ الحوار الفكري الذي دار - بعد الافطار - مع وزير الثقافة فاروق حسني، باقبال كبير. وبعد اللقاء، جاء موعد الأمسية الشعرية الأولى مع الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، فلم يكن هناك في القاعة سوى صفين أو ثلاثة، فرفض إلقاء قصائده وحُدّد له موعد آخر في نهاية أيام المعرض. ولم يكن جمهور اللقاءات الفكرية حاشداً باستثناء لقاءي وزير الخارجية عمرو موسى، ومدير مكتب الرئيس للشؤون السياسية أسامة الباز. كما لم يتمكن شعراء "الوزن الثقيل" من ملء الصالة، اذا استثنينا عبد الرحمن الأبنودي ومحمود درويش. الشعراء الآخرون لم ينجحوا في ملء نصف القاعة، في أحسن الحالات. وغالباً ما كانت اللقاءات الفكرية تسرق الوقت، ولا يصعد الشعراء إلى المنبر الا بعد منتصف الليل، ما دفع بمعظم هؤلاء إلى التعليق على هذه الظاهرة قبل المباشرة بالالقاء. فاروق جويدة الذي اعتلى المنبر بعد منتصف الليل، قال: "هذه ليست المرّة الأولى التي تجور فيها السياسة على الشعر، ولن تكون الأخيرة. ولكن العزاء أن الشعر يبقى والسياسة إلى زوال". وعندما أطلّ سعدي يوسف من على المنصّة، استقبل بتصفيق خافت من قبل جمهور ضئيل أنهكته الندوة السياسية عن "تقرير الحالة الدينية في مصر"، فما كان منه إلا أن طالب بعدم التصفيق. أما سميح القاسم الذي ألقى شعره بعد ندوة عن "المدن الجديدة ومستقبل مصر" فعلّق ساخراً: "لعلنا الأمة الوحيدة التي تتسحّر شعراً". حدّدت مدّة المعرض ب 41 يوماً، ثم مدّدت خمسة أيام أخرى. ومنذ اليوم الأوّل اتخذ سمير سرحان قراراً بجعل الدخول مجانياً، محاولاً جذب الناس وتشجيعهم على الخروج من ايقاع الحياة في رمضان، وعلى مقاومة الجو البارد. وكانت مواعيد وأحكام رمضان، فرضت مصاعب على رواد المعرض من الأقاليم، كما أن النصف الأوّل من أيّام المعرض تزامنت مع فترة امتحانات نصف العام التي تشغل الطلبة، وهم نواة جمهور "معرض الكتاب". كلّ ذلك جعل الدورة 29 على نحو ما، باهتة ومتلعثمة. قطيعة "موسميّة" إحتضنت الصالة الرئيسية أمسيات لأحد عشر شاعراً، تولّى تقديمهم أحمد سويلم. ونظّمت بشكل مواز أمسيات في "سوق عكاظ" قدّم شعراءها محمد أبو دومة، ما أحدث قطيعة "موسمية" بين الشعراء. في الأساس أراد منظمو المعرض تفادي خطأ الدورات الماضية حيث كان يحشد عدد كبير من الشعراء في أمسية واحدة، فأفردوا لكلّ من الشعراء "الكبار" أمسية مستقلّة. لكنّ نتيجة هذا الفرز الجديد، على أساس تراتبيّة شعريّة، لم تكن مرضية. إذ ان "سوق عكاظ" لم ينجح في اقامة أمسية واحدة مما تمّ الاعداد له. فالشعراء المعلن عنهم رفضوا دخول الخيمة المخصّصة لهم، وكانوا غالباً يبقون جالسين على بعد أمتار منها في قهوة شعبيّة تقدم الشاي والشيشة، ما جعل السوق خاوياً كأنها جنازة من دون جثة أو معزين. ولعلّ السبب واضح، فهؤلاء الشعراء عبّروا عن امتعاضهم واحتجاجهم، اذ انهم "ليسوا أقل قيمة من شعراء الصالة الرئيسية وليسوا كومبارساً لهم" بحسب تعبير أحدهم. أما أحمد سويلم، فقال ل "الوسط" إنها تجربة "يحكم عليها بعد الانتهاء منها. لا حيلة لنا، وأمامنا أحدى عشرة أمسية لاحد عشر شاعراً". هؤلاء الشعراء هم: أحمد عبد المعطي حجازي، سعدي يوسف، فاروق شوشة، فاروق جويدة، محمد الفيتوري، عبد الوهاب البياتي، عبد الرحمن الأبنودي، سميح القاسم، محمد ابراهيم أبو سنة، حسن عبد الله القرشي ومحمد التهامي في أمسية واحدة، محمود درويش. ثم أضيف إليهم بعد تمديد المعرض: أحمد سويلم، بدر توفيق، وفاء وجدي، ابراهيم عيسى، عبد العليم عيسى،. كمال نشأت، وعبد المنعم عواد يوسف، ورفض محمد أبو دومة عندما دعي. أبو دومة قال ل "الوسط": كنت أتمنى الا يعتذر زملاؤنا المشاركون في "سوق عكاظ"، فالشاعر شاعر بصرف النظر عن المكان الذي يلقي فيه". وجرت محاولات لانقاذ "سوق عكاظ" بعد تمديد المعرض بنقل امسياته إلى الصالة الرئيسية 36 شاعراً، إلا أن المدعوّين بقوا عند موقفهم ورفضوا هذه التسوية! فيما رفض الشعراء الشباب الجيل الجديد المشاركة في فعاليات "ابداعات شابة" للسبب نفسه، وتضامن معهم النقاد. وكان أن جذبت "هيئة قصور الثقافة" الشعراء الغاضبين، وأقامت لهم أمسيات في الأحياء الشعبيّة. وصرّح سمير سرحان، رئيس "هيئة الكتاب"، ل "الوسط" أن المعرض لن يقام في شهر رمضان ثانية "إلا بعد 30 سنة من الآن. وأنّه سيعود إلى موعده المنتظم اعتباراً من العام المقبل أي بعد عيد الفطر مباشرة". وحضر جمهور المثقّفين في "معرض الكتاب" بشكل ملموس، مؤكّدين دوره كملتقى مهم للمبدعين المصريين والعرب، وكفضاء يحتضن النقاشات الحامية احتضانه للأحاديث الحميمة التي امتدّت طوال أيام المعرض. وعلى الرغم من ضيق وقت ما بعد الافطار، وتأثيره على قدرة الجمهور على متابعة كل الانشطة المصاحبة للمعرض، فإن "المقهى الثقافي" حافظ إلى حد ما على شيء من سخونته. ووقّع بعض المثقّفين على بيان أعدّته زليخة أبو ريشة، تضامناً مع الكاتبة الكويتيّة ليلى عثمان. جابر عصفور: تنوير "حكومي"؟ في المقهى أيضاً كان الحضور قليلاً. لكنّ ذلك لم يمنع الندوة التي ضمّها لمناقشة كتاب جابر عصفور "أنوار العقل"، من أن تكون واحدة من أهم ندوات العام. ناقش الكتاب ابراهيم فتحي، ومحمود أمين العالم، وحسن حنفي، وأدار اللقاء ابراهيم عبد المجيد. ودارت معركة بين جابر عصفور وحسن حنفي، حيث اعتبر حنفي الكتاب تنويراً "حكومياً"، نظراً لموقع عصفور في الادارة الرسميّة. ورد المؤلف الذي يشغل منصب الأمين العام ل "المجلس الأعلى للثقافة"، بأنه خط الكتاب قبل الوظيفة، وهاجم حنفي بضراوة. والطريف أن الندوة استكملت خارج المقهى في القهوة المجاورة، واستمر النقاش حتّى الثانية صباحاً. إستغرب المفكر الاسلامي حسن حنفي لجوء جابر عصفور إلى فلاسفة الغرب، واعتبر أنه "لا فرق في بنية الخطاب بين من يقول: "قال فولتير"، ومن يقول: "قال ابن تيمية"، فهو خطاب القول نفسه. من يقول قال فولتير يمشي معه المثقفون، ومن يقول قال ابن تيمية يمشي معه جماهير الشعب". وأكد حنفي على ضرورة "تجاوز خطاب السلطة". وتساءل عصفور: "من يقول قال ابن تيمية حتى تتبعه؟ ومن يقول قال فولتير حتى تناقشه؟". اشترك أحمد عبد المعطي حجازي في النقاش منتقداً حسن حنفي، وقال إنه "من الخطأ اعتبار الثقافة الشعبية غير آثمة، والثقافة الأجنبية آثمة. فعلماء الاسلام الأول ترجموا اليونان والفرس واتصلوا بأوروبا. كيف يجوز لنا أن نعتبر أن من هو مع فولتير يقف ضد الاجماع الشعبي وخارج الوطن وخارج الاسلام؟". أما حنفي فأصرّ حتى آخر المناقشة، على أن المثقف اللاجىء إلى معرفة أجنبية، هو مثقّف نخبوي لا يستطيع أن يؤثر في حركة الناس. بينما يستطيع المنتسب إلى الجماعة الاسلامية أن يؤثر في جماهير الشعب في مصر والجزائر وغيرهما"! ودخل على الخط عدلي رزق الله وهشام قشطة وهالة البدري وصلاح قنصوة واشتركوا في نقد حسن حنفي واتهموه بالانغلاقية، واعتبر قنصوة أنه لعب كثيراً بما يسميه "الثقافة الوطنية". وتحمل حنفي الكثير من الهجوم في تلك الجلسة الحرة، ولكنها كانت من متع المعرض التي لم يشهدها للأسف سوى جمهور محدود. ومع أن رفعت سلام يعتبر أن "قضايا المعرض مفتعلة وقديمة أيضاً"، فإن النقاشات المثارة لم تخلُ من الفائدة. وبعض القضايا أخذ حقه من النقاش، على الأقل في ندوتين مهمتين عن مستقبل المنطقة العربية. الأولى كان نجمها أسامة الباز وحاوره اسماعيل صبري عبد الله والسيد ياسين وعادل حمودة. فاجأ الباز الحضور بأرقام مهمة عن العولمة، واعتبر أن للشعوب دوراً فيها، كأي حركة تاريخية أخرى. فالعولمة في نظره "ليست قدراً محتوماً، والمجال مازال أمامنا مفتوحاً لندلي بدلونا فيها". الندوة الثانية التي أثارت الجدل، كانت اللقاء الفكري مع وزير الخارجية عمرو موسى حول مستقبل السلام في المنطقة. وشارك في محاورة الوزير أنيس منصور وسعد الدين وهبة ولطفي الخولي ومكرم محمد أحمد. وحدث صدام بين سعد الدين وهبة ولطفي الخولي حول قضية التسوية بين العرب واسرائيل. وغادر وهبة القاعة بعد أن لاطفه سمير سرحان مدير الندوة قائلاً: "أنت فنّان كبير، تعرف كيف تثير التصفيق". وفي محاولة لجذب جمهور أوسع، شارك في اللقاءات فنّانون مصريون، بينهم يسرا التي هاجمت التطبيع، يحيى الفخراني، أبو بكر عزت، أحمد آدم، أشرف عبد الباقي، علاء ولي الدين... بينما اعتذر عادل امام بعد المشاكل التي اثارها في العام الماضي، بموقفه من التطبيع. وبعد مجموعته القصصيّة "الأرض الأرض... القرية القرية... ومصرع رائد الفضاء"، عاد الرئيس الليبي معمر القذافي إلى دائرة الضوء هذا العام مع روايته "تحيا دولة الحقراء" عن "هيئة الكتاب المصرية". وحضر القذافي ندوة مع جمهور المعرض عن طريق الأقمار الاصطناعيّة، حيث ظهر على شاشة كبيرة لمدة ساعة. الاقبال على الجناح السوري وعلى مستوى حركة مبيع الكتب، برزت في المعرض ثلاثة توجّهات أساسيّة: الكتب الدينية التي باعتها المكتبات المصرية المتخصصة، وتميزت بمجلدات فخمة وبأسعار رخيصة - الكتب التراثية والشعبية المعروضة على "سور الازبكية" وتميزت فيها كتب السير الشعبية التي بيعت بأسعار رخيصة وبشكل لافت - الكتب الابداعية وتميزت فيها ثلاثة أجنحة بالتحديد: جناح وزارة الثقافة السورية، وجناحا الناشرين المصريين واللبنانيين. إلا أن الاقبال على جناح سورية فاق كلّ التوقعات. فالكتب المترجمة الصادرة حديثاً - الروايات خصوصاً - سجّلت كثافة واضحة، وتهافت عليها المثقفون المصريون. فدار جفرا السورية عرضت مثلاً "باولا" لايزابيل اليندي ترجمة صالح علماني، و"حياتي مع بيكاسو" لفرانسواز جيلو وكارلتون لايك ترجمة كميل داغر، و"ساعي بريد نيرودا - صبر متأجج" لأنطونيو سكارمتيا ترجمة صالح علماني. وكثرت منشورات "دار المدى" التي تستحقّ الاهتمام، وبينها "الوشيجة - الصلب الوردي" لهنري ميللر ترجمة عدنان حسن، كما عرض بين عناوين الدار الديوان الأخير لسعدي يوسف "قصائد ساذجة". نشير أيضاً إلى "سلالم الشرق" لأمين معلوف ترجمة منيرة مصطفى، و"الريف المقبرة" لوليم فوكز ترجمة محمد علي حرفوش. وبين الكتب الابداعية الآتية من بيروت والتي لاقت رواجاً، نشير إلى ديواني "سماء بلا سماء" لايتيل عدنان ترجمة فايز ملص، عن دار امواج، و"سطوة المساء" لوليد خازندار دار بيسان، وإلى "حكايات من البوسنة" لايفو اندرتش ترجمة زهير خوري، تقديم عبدالرحمن منيف، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، "المرأة والابداع" لعبد الله الغذامي الكتاب نفذ في الايام الاولى من المعرض. وعن الدور المصرية كتب نجيب محفوظ التي جمعها فتحي العشري عن مقالات في "الأهرام" ثمانية كتب عن الدار المصرية اللبنانية، وكتاب جمال الغيطاني "خلسات الكرى"، ورواية ميرال الطحاوي "الخباء" "دار شرقيات". كما لوحظ الاقبال على رواية "عالم صوفي" لجوستين غاردر التي أسالت حبراً غزيراً، وكانت معروضة في ترجمتين واحدة سورية لأحمد لطفي، والثانية أردنية لحياة الحويك عطية. وبعد غياب ست سنوات عاد العراق إلى المشاركة، وعرض عدداً من العناوين والمجلات