إنتهت هذا الاسبوع الدورة الخامسة والعشرون ل "معرض القاهرة الدولي للكتاب" الذي يعتبر بحقّ تظاهرة ثقافيّة وعربيّة ضخمة . الموسم هذه السنة كان حافلا ً بالغلال، وقد ربحت "الهيئة المصريّة العامة للكتاب" رهانها في تقديم جواب حضاري على التحدّيات التي تواجه المجتمع المصري اليوم. "الوسط" حضرت التظاهرة، بندواتها وأمسياتها الشعريّة، وتنقلت بين أجنحة العرض وكواليس النشر والاجواء الادبيّة على هامش المعرض، وعادت بإنطباعات وصور تختصر الحياة الثقافيّة الراهنة في القاهرة اليوم، وعنوانها "المواجهة". تدرك أنك ذاهب إلى القاهرة، قبل أن يلفحك دفؤها الشتائي وتغمرك حرارة ناسها. فما أن تركب الطائرة حتّى تشعر أن شيئا ً ما تغيّر يستعصي على التسمية، وأن العلاقة بالزمن لم تعد هي نفسها... حتّى تعليمات السلامة التي تُعطى عادة للمسافرين، من خلال تشخيص المضيف وإيماءاته، إستبدلت هنا بشريط فيديو ! وما العجب في ذلك، ألسنا نستعدّ لدخول بلاد "السيما"، حيث للصورة تأثير على الناس لا يضاهيه أيّ تأثير آخر ؟ كلما أوغلت في المكان، يتأكد هذا الإنطباع ويترسّخ، حتّى ليتساءل المرء : أيّهما يتشبه بالآخر ويحاكيه، الواقع أم السينما ؟ فكل ما يصادفك من التفاصيل، يخامرك شعور بأنّك شاهدته أو "عشته" قبلا ً... على الشاشة. الناس والشوارع والحياة بصخبها وزحامها، والنسوة بتسريحاتهنّ وأزيائهن وألوانهنّ الفاقعة، العبارات التي تتطاير من هنا وهناك، هل كلها منقولة من الافلام أم أن الافلام قد جعلتها مادة ً لها ؟ لا شك أن الحدود الفاصلة قد ضاعت "من زمان" بين السينما والواقع، وأن الناس يعيشون هنا في فيلم متواصل هو بين الميلودراما والكوميديا الغنائيّة مع محطات واقعيّة. الناس، وأنت تصبح واحدا ً منهم بلمح البصر، يعيشون في "فيلم مصري طويل"... لكن القاهرة، ليست فقط "هوليوود العرب"، بل أنّها - وقبل ذلك - عاصمة عربيّة كبرى للكتاب، ومهد أبرز الحركات الادبيّة والفكريّة في تاريخنا الثقافي المعاصر. وإذا كانت الفنون البصريّة والمشهديّة تجتاز اليوم في مصر أزمة ً حادة، ليس حديث الساعة عن تحويل السينما والمسرح إلى القطاع الخاص "الخصخصة" يكتب المصريّون ! إلا أحد تجلياتها، فإن الكتاب المصري بصحّة جيّدة وحركة النشر تعرف إزدهارا ً مرضيا ً، وغزارة مطمئنة، رغم بعض المشاكل التي يلاحظها المراقب المتمهّل. والمناسبة التي نحن بصددها، خير برهان على ذلك. شهدت مصر بين 25 كانون الثاني يناير و8 شباط فبراير الحالي، حدثا ً هو من حيث الضخامة والاهميّة وحجم الإمكانات الماديّة والبشريّة والإعلاميّة المستنفرة، و نوعيّة الضيوف الآتين من العالم أجمع، ومن حيث إنعكاسه على الحياة الفكريّة والإبداعيّة مصريّا ً وعربيّا ً، أبرز التظاهرات الثقافيّة المصريّة دون شك. إنّه "معرض القاهرة الدولي للكتاب"، الذي تشرف على تنظيمه "الهيئة المصريّة العامة للكتاب" التابعة لوزارة الثقافة. وقد إحتفل "معرض الكتاب"، وهو تقليد سنوي تحوّل إلى مؤسّسة ثقافيّة قائمة بحدّ ذاتها، إحتفل هذا العام بيوبيله الفضّي، وسط مناخات فكريّة وسياسيّة وإجتماعيّة خاصة، أكسبت الحدث أهميّة خاصة على أكثر من صعيد. فالزلازل المتلاحقة التي ضربت مصر، المجازي منها كما الحقيقي، جعلت من الحدث المذكور عنوانا ً ورمزا ً للمقاومة والمواجهة. أقلام مصر الحرّة ومفكروها ومبدعوها، كانوا هنا على إختلاف إتجاهاتهم، مشاركين في النشاطات الكثيرة أو شهودا ً وقرّاءً، ليؤكدوا تصميمهم على الدفاع عن وجه مصر المشرق، مهد النهضة وعاصمة التنوير. والقرار الرسمي جاء حازما ً لا يترك مجالا ً للشك : الفكر والإبداع ضدّ الجهل والتعصّب، الإنفتاح والحوار وإحترام الحريّات في مواجهة التزمّت والإنغلاق والإرهاب، الديمقراطيّة والتعدديّة كبديل من العنف الاعمى. الندوات الفكريّة التي أقيمت ككل عام على هامش المعرض، جاء أغلبها مكرّسا ً لمناقشة ودرس ومواجهة "مظاهر التطرّف والإرهاب الفكري" من جوانبه المتعدّدة، إضافة إلى اللقاءات مع كتاب ومسؤولين مصريّين، وتطرّق مسهب ل "مسيرة الثقافة المصريّة خلال 25 عاما ً"، من زوايا مختلفة تشمل الادب والفنّ والسياسة والإقتصاد والفكر والثقافة. أما المعرض نفسه فتوزّع على 19 سرايا، غطت حوالي 190 ألف متر مربّع، عرضت فوقها دور النشر العربيّة والعالميّة ما يقارب 16 مليون كتاب ل 2150 ناشر. وكعادته كل عام، إفتتح الرئيس مبارك رسميّا ً المعرض عشيّة فتحه للجمهور، وعقد لقاءه الشهير مع الكتاب والإعلاميّين المصريّين، حيث طرحت عليه مباشرة ً، مجموعة من الاسئلة المتعلقة بقضايا الساعة من "الموازنة" إلى "السودان"، من "التعليم الجامعي" إلى "حقوق الإنسان"... وكرم الرئيس المصري الرؤساء السابقين ل "الهيئة العامة للكتاب"، وهم : عبد العظيم أنيس، محمود أمين العالم، سهير القلماوي، محمود الشنيطي، سعد الدين وهبة، والراحلين صلاح عبد الصبور، وعزّ الدين إسماعيل. كما صافح مبارك الفائزين الثلاثة عشر بجائزة الكتاب لهذا العام : عبد الفتاح الجمل جائزة الرواية، مصطفى ناصف النقد الادبي، محمد المخزنجي القصّة القصيرة، أحمد مستجير الترجمة، فاروق شوشة الشعر، أحمد طه إبداع الشباب، سمير حنا صادق العلوم، إبراهيم نافع الفكر السياسي، مختار العطار أفضل كتاب في الفن، أبو العلا السلاموني المسرح، زكي نجيب محمود الفكر، إبراهيم العلم أفضل ناشر ومحيى الدين اللباد أفضل إخراج فنّي. الدنيا بألف خير... صباح الثلاثاء 26 كانون الثاني يناير الماضي، موعد فتح أبواب المعرض للجمهور العريض، حركة عصبيّة في كل إتجاه. تمام العاشرة أمام "سراي الإستثمار" في أرض المعارض في مدينة نصر، بدأ حجم الجمهور المنتظر أمام القاعة المخصّصة للندوات والامسيات، يتزايد والضجيج يرتفع تدريجيّا ً. أوّل الندوات مكرّسة لكتاب خالد محيى الدين رئيس "حزب التجمّع التقدمي الوطني الوحدوي" المعارض "الآن أتكلم"، الذي يعرض تجربة "الضباط الاحرار" في المرحلة الاولى من ثورة 23 يوليو التي كانت أحد عناصرها. طالبان بدآ النقاش من الخارج، مجموعة من الجامعيّين "الاقلّ شبابا ً" تتحدّث عن البرنامج وعما يبدو أساسيّا ً لكل واحد من أفرادها، بينما تتحدّث سيّدتان عن أسعار الكتب والحسومات. نحضر عرض محيي الدين، ونتسلل إلى الخارج لمتابعة النشاطات الاخرى، بينما تتالى الندوات في "سراي الاستثمار" أمام صالة ممتلئة أغلب الوقت : "جذور التطرّف" بمشاركة سعد الدين إبراهيم، رفعت السعيد، عبد العظيم رمضان، وآخرين، ثم ندوة "25 عاما ً في مسيرة الثقافة المصريّة"... في الخارج، وفي الهواء الطلق، "سور الازبكيّة" الشهير إنتقل كما هو إلى أرض المعارض. أكداس من الكتب القديمة والصحف والوثائق المختلفة، وعشرات الايدي التي تنقب بحثا ً عن صيد ثمين... الحركة أمام الجناح المخصّص للأطفال بدأت خفيفة، كأن الجمهور فضّل أن يبدأ من السرايا الخاصة بالكتب المصريّة، والاخرى الخاصة بالناشرين العرب. فما أن تطأ قدماك عتبة الجناح الاخير حتّى تدخل في معمعة بلا قرار. حشود تتدافع في كلّ إتجاه. نهم إلى إكتشاف الكتب، لمسها، تصفّحها، إبتياعها. وجوه متفرّسة، من كل الاعمار والفئات الإجتماعيّة، وأكداس كتب ترتفع في الهواء، وأنت تتوه لا تستطيع التحكم في وجهة سيرك، فيجرفك السيل البشريّ العارم معه. تفكر أن الدنيا، هنا، ما زالت بألف خير، ما دامت الحاجة إلى الكتاب ماسة، والإقبال عليه كبيرا ً إلى هذا الحدّ. في طريقنا إلى سرايا الناشرين العرب يعترض طريقنا مراهقان باسمان بحركات ملؤها الحيويّة وخفّة الدم : "حضرتك بتحب المسرح؟". وقبل أن يأتي الجواب، يمدك أحدهما ببرنامج بسيط نقرأ عليه : "عند تمام الثامنة من هذا المساء في سرايا إلمانيا، مسرح الرسالة الحر يقدم لكم مسرحيّة "أنتيجوني" عن سوفوكليس-كوكتو-أمل دنقل-صلاح عبد الصبور-نجيب سرور. إعداد وإخراج : محمّد جابر". ونلتفت إلى الشابين للسؤال عن دور كل منهما في العمل، فإذا بهما قد مخرا عباب الحشد البشري، وإبتعدا تاركين مناشيرهما بين الايدي الفضوليّة. لكنّنا هذا المساء على موعد مع أولى الامسيات الشعريّة، فكيف نوفّق بين كل هذه النشاطات ؟... الإقبال على الكتب غير المصريّة هو الآخر يشهد زخما ً مفرحا ً لن يتضاءل خلال الايّام المقبلة، بل أن عناوين كثيرة ستنفد في وقت قصير. فقد حضر الناشرون العرب من المغرب العربي والمشرق على السواء، ولجأ كثيرون ممن لم يستأجروا ركنا ً خاصا ً إلى العرض لدى موكل مصري أو عربي. ف "دار الجيل" مثلا ً تعرض ألفي عنوان من إصداراتها، كما تعرض ألفي عنوان آخر لدور نشر شتّى. "مكتبة مدبولي" تعرض 500 عنوان لها وعشرة آلاف عنوان من العالم العربي.الامر نفسه بالنسبة ل "دار سيناء للنشر" التي مثلت ما يقارب 10 دور نشر من لبنان ولندن وقبرص والمغرب. وحسب إحصاء نشرته "وكالة الانباء الفرنسيّة" فإن الكتب المعروضة توزّعت كالآتي : 70 في المئة من المؤلفات التراثيّة والدينيّة، 20 في المئة من العناوين السياسيّة، وتتوزّع كتب التربية والاطفال والمؤلفات الادبيّة والفنيّة النسبة الباقية. وتنتمي الكتب المصريّة اللافتة في مجال الإبداع في أغلبها إلى نوع القصّة والرواية، وقد حفلت بها رفوف "الهيئة العامة للكتاب" نشير إلى مجلة "القاهرة" ومجلة "إبداع" و"دار شرقيّات" و"الهلال" وغيرها. نتابع "اللف" بين الاجنحة... عند ركن من الاركان نلتقي الكاتب جمال الغيطاني يتموّن، وهناك نصادف القاص إبراهيم عبد المجيد يبحث عن صغيره الذي يدور على الكتب منذ الصباح، أو تطالعنا بين الفينة والاخرى إبتسامة إبراهيم أصلان الحزينة وشارباه المتعبان... وتجدر الإشارة إلى تفرّد الدار التي أسّستها الشاعرة الكويتيّة سعاد الصبّاح في القاهرة خلال السنتين الاخيرتين، بجناح خاص بين إصداراته مجموعات الصبّاح الشعريّة ونصوص كثيرة للغيطاني والقعيد وحجازي وبلند الحيدري وسميح القاسم ومجيد طوبيا إضافة إلى ترجمة "رباعيّة الإسكندريّة" للورانس داريل. الساعة تقارب الرابعة. ولا بد من العودة إلى "سرايا الإستثمار"، حيث يلتقي وزير الثقافة، الفنان فاروق حسني جمهور المعرض في جلسة حوار ومصارحة، سيتولى إدارتهاالكاتب سمير سرحان. حول منبر الندوات كلهم كانوا هنا، كأنما للتأكيد على دور مصر الحضاري وما أعطته للعرب والعالم : طه حسين بنظارتيه السوداوين، أحمد شوقي و"بابيونه"، توفيق الحكيم و"البيريه". العقاد، والبارودي بشاربيه المعقوفين، وعبد الرحمن الشرقاوي، حافظ إبراهيم بطربوشه، يوسف إدريس ويحيى حقّي آخر الراحلين، وإحسان عبد القدوس كأنّه نجم سينمائي... وقبالتهم وحده دائم الشباب نجيب محفوظ يشرب قهوته الابديّة. دار الحوار مع وزير الثقافة حول مسائل عدّة تبدأ مع كيفيّة إنقاذ آثار القاهرة، ومسألة إستعادة آثار سيناء من العدو الإسرائيلي، وصولا ً إلى إنحسار دور مصر الريادي في الحياة الثقافيّة العربيّة. لا رقابة على الكتب تنوّعت المحاور الفنيّة والادبيّة الاخرى في معرض الكتاب هذا العام. نذكر على سبيل المثال العروض السينمائيّة حول محور "الادب والسينما"، وهي وفّرت الفرصة لإعادة مشاهدة بعض الافلام المصريّة الهامة : "يوميّات نائب في الارياف" توفيق صالح توفيق الحكيم، "الارض" يوسف شاهين عبد الرحمن الشرقاوي، "الكيت كات" داوود السيّد إبراهيم أصلان، "المواطن مصري" صلاح أبو سيف يوسف القعيد، "الطوق والاسورة" خيري بشارّ يحىى الطاهر ... كما تم إحياء عروض مسرحيّة وأمسيات فنيّة شيّقة. في الخارج كان "مخيّم الإبداع" يحتضن ندوات ولقاءات مصغرة، ونقاشات عن قصيدة النثر، تطفح فتفيض إلى الخارج، حيث تحلق الادباء الشباب في "المقهى الثقافي" : شاعر عماني، وآخر لبناني، وثالثة بحرينيّة. نلتقي عددا ً من الكتاب المصريّين الشباب، نسجّل الاسماء وعناوين الكتب بعناية، فبين هؤلاء بلا شك يكمن جيل الورثة وحملة المشعل على عتبة القرن الحادي والعشرين. في "المقهى" تعقد الصلات وتمد جسور التواصل وتوثق الصلات ويلتقي الاحبّة بعد فراق. ومن طاولة إلى أخرى أيضا ً تنتقل الاخبار وتسري الإشاعات، وتتبادل أخبار الكواليس وتسمع الإنتقادات اللاذعة. هل سيأتي محمود درويش ؟ فانيسا ردغريف هي إعتذرت، لكن الماغوط وأدونيس؟ "يقال أن الكتب نفدت في "الجناح السوري"، بسبب سعرها البخس وكثرة الترجمات العالميّة" يعلق أحدهم. "لماذا إختفى تمثال الكاتب المصري الجالس؟" الذي كان من المنوي تسليمه للمكرّمين يسأل آخر بشيء من الخبث. ويعقّب ثالث : "كيف نواجه التطرّف بإسم حريّة التعبير وهناك كتب لم تعرض مع أنها صادرة هذا العام ؟"... ويتذكر البعض ما حدث خلال العام الماضي من مصادرة لكتب العشماوي، أعقبها أمر من مبارك نفسه بإعادتها. هذه السنة لا رقابة بالمعنى الحرفي للكلمة. لكن هذا لم يمنع الكاتب يوسف القعيد من المطالبة برفع الرقابات عن المعرض، مطالبا ً بصون حريّة الكتاب في ممارسة حقّهم المشروع والطبيعي في التجريب والمناقشة". وربّما كان موعد الجمهور مع الشعر، تلك العشيّة الاولى، هو اللحظة الحاسمة التي تختصر روح المعرض وتعبّر عن مناخاته. فقد تصدّر أحمد عبد المعطي حجازي الجلسة الشعريّة وألقى ثلاث قصائد أبرزها تلك المهداة إلى الكاتب الراحل فرج فوده الذي تمّ إغتياله قبل أشهر. موقف جميل وجريء طبعا ً، لكن أين كتب فوده المثيرة للجدل، فنحن لم نجدها في أي من الاجنحة المصريّة ؟ بعد حجازي بيومين، ووسط الكم الهائل والمضني من الشعراء وأشباههم من مختلف الاجيال والمدارس، سيتميّز الشاعر اللبناني عبّاس بيضون بحضور أكثر حميميّة وأقل منبريّة. كما سيحصد الشاعر الفلسطيني الآتي من الارض المحتلة سميح القاسم تصفيقا ً عارما ً ويثير في الجمهور مشاعر الحماسة والإنفعال. وسيكون للشعر العامي حضوره المميّز إيضا ً من خلال الشاعر المصري زين العابدين فؤاد. كما سيأسف أكثر من كاتب محترم، من تكرار بعض الوجوه ذات البعد "النجومي" في الامسيات، على حساب شعراء أصيلين من أمثال محمد عفيفي مطر وآخرين. ويطول الكلام عن "المعرض الدولي للكتاب" في دورته الخامسة والعشرين. لكن الاكيد أنّه ليست هناك أماكن كثيرة في العالم العربي، يجتمع فيها هذا الكم من الزائرين، حول دور النشر ومختلف النشاطات المتعلقة بالكتاب. جمهور متنوّع الآفاق والإتجاهات كان يتبدّل بين جناح وآخر، ويتناوب على الندوات الاربع عشرة الرئيسيّة، التي عقد أغلبها أمام قاعة تغص بالحاضرين. وقد أولى المشرفون على المعرض وعلى الثقافة في مصر إهتماما ً خاصا ً ب "حقوق المؤلف" العربي، وتم إتخاذ سلسلة من الإجراءات للدفاع عنها وصونها خلال المعرض وفي المستقبل، لكننا إستغربنا عدم وجود ندوة متخصّصة تجمع الناشرين العرب حول طاولة مستديرة، للبحث في قضايا تسهيل توزيع الكتاب العربي عبر الاقطار والحدود، وتسهيل وصوله للقارئ العادي. ففي غياب سياسة عربيّة مشتركة للنشر والتوزيع، تبقى كل الجهود المبذولة في سبيل تطوير الكتاب العربي، واهية ومحدودة النتائج.