بينما يستعد مكتب شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأميركية لتولي مارتن انديك رئاسة المكتب بصفة رسمية، يسود الأوساط الديبلوماسية انقسام على الطريقة التي سيتصرف بها انديك في منصبه المهم الجديد. ولد انديك في استراليا، ثم هاجر الى اسرائيل قبل ان يهاجر ثانية الى واشنطن حيث ساعد في تأسيس "معهد سياسات الشرق الأدنى" الذي أصبح من الركائز الأساسية للوبي الاسرائيلي في الولاياتالمتحدة "ايباك". وفي العام 1993 أضاف الجنسية الأميركية الى جنسيتيه الاسترالية والاسرائيلية، مما ساعده على الانضمام الى ادارة الرئيس بيل كلينتون. وقد أكمل قبل أيام مهمته كسفير في تل أبيب لمدة ثلاث سنوات. ويقول أحد كبار الديبلوماسيين الذين سيعملون تحت امرة انديك: "هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تعيين استرالي - اسرائيلي في مثل هذا المركز الحساس في وزارة الخارجية الأميركية. وعلينا ان نتذكر ان مساعديه الرئيسيين الاثنين في عملية سلام الشرق الأوسط يهوديان وان رئيس مجلس الأمن القومي يهودي أيضاً. وعلاوة على ذلك يجب ان نتذكر ان الشخصيات الكبرى الثلاث في وكالة الاستخبارات المركزية سي. آي. ايه هم من اليهود كذلك. وفي هذا ما يطرح سؤالاً مهماً: هل سيستخدم انديك صلاحياته وسلطاته الجديدة لخدمة سياسات الحكومة الاسرائيلية أياً كانت هذه الحكومة، ام هل سيحاول ان يثبت انه لا يقبل الضغوط؟". ومهما يكن الأمر فإن هناك اختبارين مبكرين مهمين سيشيران الى السياسة التي سينتهجها إنديك وهما: النصيحة التي سيقدمها الى وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت في تعاملها مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ومسألة الصواريخ الايرانية، التي يقال ان روسيا باعتها أو على وشك بيعها لايران. والجدير بالذكر ان الاستخبارات الاسرائيلية هي التي روّجت للخبر الذي ذكر ان شركات روسية تعاقدت مع ايران لبيعها تكنولوجيا الصواريخ البعيدة المدى. اذ ان مصادر الاستخبارات الأميركية تقول ان الأنباء التي تحدثت عن امتلاك ايران قدرات صاروخية "انتقامية" بحلول العام المقبل مبالغ فيها كثيراً، وان ايران لن تستطيع امتلاك مثل هذه القدرات الا بعد ثلاث سنوات. والمعروف انه لا توجد للولايات المتحدة سفارة في طهران لمراقبة الوضع داخل ايران، كما انها الوحيدة بين الحلفاء الغربيين التي تفرض عقوبات اقتصادية على ايران. ومن شبه المؤكد ان الديبلوماسيين الذين يعملون في دائرة شؤون الشرق الأوسط سينصحون إنديك بالتريث والمرونة في التعامل مع نظام الرئيس الايراني الجديد محمد خاتمي. ولكن اذا ما ثبت تورط ايران في انفجار الخبر الذي وقع في السعودية في العام الماضي فإن إنديك سيتعرض للضغط من الكونغرس الذي سيطالب عندئذ بتوجيه ضربة عسكرية الى مواقع الصواريخ الايرانية. في هذه الأثناء ذكرت المصادر المقربة من الرئيس بوريس يلتسن انه أكد لألبرت غور نائب الرئيس الأميركي انه ليس هناك أي دور روسي رسمي على الاطلاق في تزويد ايران بتكنولوجيا الصواريخ.