أسعار النفط تستقر عند أعلى مستوى في أسبوعين    تحديات "الصناعة والتعدين" على طاولة الخريف بهيئة الصحفيين السعوديين بمكة اليوم    القيادة تهنئ رئيس جمهورية سورينام بذكرى استقلال بلاده    استمرار هطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    مدينة الأمير عبدالله بن جلوي الرياضية تستضيف ختام منافسات الدرفت    البريد السعودي يصدر طابعاً بريدياً بمناسبة اليوم العالمي للطفل    أمير الشرقية يفتتح أعمال مؤتمر الفن الإسلامي بنسخته الثانية في مركز "إثراء"    الدفاع المدني يحذر من الاقتراب من تجمعات السيول وعبور الأودية    الاتحاد يخطف صدارة «روشن»    دربي حائل يسرق الأضواء.. والفيصلي يقابل الصفا    تهديدات قانونية تلاحق نتنياهو.. ومحاكمة في قضية الرشوة    لبنان: اشتداد قصف الجنوب.. وتسارع العملية البرية في الخيام    مذكرة تفاهم بين إمارة القصيم ومحمية تركي بن عبدالله    بركان دوكونو في إندونيسيا يقذف عمود رماد يصل إلى 3000 متر    «التراث» تفتتح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض    المنتدى السعودي للإعلام يفتح باب التسجيل في جائزته السنوية    جامعة الملك عبدالعزيز تحقق المركز ال32 عالميًا    «العقاري»: إيداع 1.19 مليار ريال لمستفيدي «سكني» في نوفمبر    16.8 % ارتفاع صادرات السعودية غير النفطية في الربع الثالث    «التعليم»: السماح بنقل معلمي العقود المكانية داخل نطاق الإدارات    لندن تتصدر حوادث سرقات الهواتف المحمولة عالمياً    صفعة لتاريخ عمرو دياب.. معجب في مواجهة الهضبة «من يكسب» ؟    «الإحصاء» قرعت جرس الإنذار: 40 % ارتفاع معدلات السمنة.. و«طبيب أسرة» يحذر    5 فوائد رائعة لشاي الماتشا    في الجولة الخامسة من دوري أبطال آسيا للنخبة.. الأهلي ضيفًا على العين.. والنصر على الغرافة    في الجولة 11 من دوري يلو.. ديربي ساخن في حائل.. والنجمة يواجه الحزم    السجل العقاري: بدء تسجيل 227,778 قطعة في الشرقية    السودان.. في زمن النسيان    لبنان.. بين فيليب حبيب وهوكشتاين !    مصر: انهيار صخري ينهي حياة 5 بمحافظة الوادي الجديد    «واتساب» يغير طريقة إظهار شريط التفاعلات    اقتراحات لمرور جدة حول حالات الازدحام الخانقة    أمير نجران: القيادة حريصة على الاهتمام بقطاع التعليم    أمر ملكي بتعيين 125 عضواً بمرتبة مُلازم بالنيابة العامة    ترحيب عربي بقرار المحكمة الجنائية الصادر باعتقال نتنياهو    تحت رعاية سمو ولي العهد .. المملكة تستضيف مؤتمر الاستثمار العالمي.. تسخير التحول الرقمي والنمو المستدام بتوسيع فرص الاستثمار    محافظ جدة يطلع على خطط خدمة الاستثمار التعديني    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    نهاية الطفرة الصينية !    أسبوع الحرف اليدوية    مايك تايسون، وشجاعة السعي وراء ما تؤمن بأنه صحيح    ال«ثريد» من جديد    الأهل والأقارب أولاً    اطلعوا على مراحل طباعة المصحف الشريف.. ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة يزورون المواقع التاريخية    أمير المنطقة الشرقية يرعى ملتقى "الممارسات الوقفية 2024"    «كل البيعة خربانة»    مشاكل اللاعب السعودي!!    انطلق بلا قيود    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين ونيابة عنه.. أمير الرياض يفتتح فعاليات المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة    مسؤولة سويدية تخاف من الموز    السلفية والسلفية المعاصرة    دمتم مترابطين مثل الجسد الواحد    شفاعة ⁧‫أمير الحدود الشمالية‬⁩ تُثمر عن عتق رقبة مواطن من القصاص    أمير الرياض يكلف الغملاس محافظا للمزاحمية    اكثر من مائة رياضيا يتنافسون في بطولة بادل بجازان    محمية الأمير محمد بن سلمان تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش    "الحياة الفطرية" تطلق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    قرار التعليم رسم البسمة على محيا المعلمين والمعلمات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الوسط" تسأل فورد ووليام روجرز وهيغ وكوانت وتشومسكي ومدراء المخابرات الاميركية السابقين هيلمز وكولبي ووبستر عن توقعاتهم للعام الجديد 1993
نشر في الحياة يوم 28 - 12 - 1992


رابين قد يزور سورية
ايران مشكلة كبرى والخليج والعراق موضع اهتمام كبير
مواجهة محتملة مع الاصولية والتطرف
أوضاع روسيا بالغة الخطورة وقد تشكل تهديداً للعالم
كىف ستكون احوال العالم ومنطقة الشرق الاوسط خلال عام 1993؟ "الوسط" طرحت هذا السؤال على 8 شخصيات اميركية بارزة ذات خبرة واسعة في قضايا المنطقة والعالم، وهذه الشخصيات هي: الرئيس الاميركي السابق جيرالد فورد، وزيرا الخارجية السابقان وليام روجرز والكسندر هيغ، مدراء وكالة المخابرات المركزية الاميركية السي.آي.ايه السابقون ريتشارد هيلمز ووليام كولبي ووليام وبستر، ومستشار الرئيس السابق كارتر وليام كوانت، والبروفسور نعوم تشومسكي من اشهر الشخصيات اليهودية الاميركية المعادية للصهيونية. وأبرز ما توقعته هذه الشخصيات هي الأمور الآتية:
1 - احتمال قيام رئيس الحكومة الاسرائيلية اسحق رابين بزيارة دمشق.
2 - ايران ستكون مشكلة كبرى بالنسبة الى الولايات المتحدة ومنطقة الشرق الاوسط، لكن الآراء مختلفة حول كيفية تعامل الرئيس الاميركي الجديد بيل كلينتون معها.
3 - الوضع في منطقة الخليج العربي والعراق سيلقى اهتماماً كبيراً من ادارة كلينتون، ويتوقع ان يكون الرئيس الاميركي الجديد اكثر تشدداً مع نظام صدام حسين من الرئيس بوش.
4 - ظاهرة الاصولية والتطرف خطرة، والمواجهة بين الولايات المتحدة والاصوليين واردة.
5 - قلق كبير حول مستقبل الوضع في روسيا الى حد ان الرئيس السابق فورد يعتبر ان روسيا ستكون مشكلة 1993، وان تشومسكي يحذر من ان يشكل الوضع الروسي خطراً على العالم.
وفي ما يأتي توقعات هذه الشخصيات الاميركية:
وليام روجرز
اجاب وليام روجرز وزير خارجية الولايات المتحدة في عهد الرئيس نيكسون عن سؤال "الوسط" كالآتي:
الشرق الأوسط: عدت للتو من زيارة المنطقة وأنا متفائل. عقدت محادثات مطولة مع اسحق رابين رئيس الوزراء الاسرائيلي. وما فعله حتى الآن بموجب خطة جيمس بيكر شيء رائع. فهذه هي المرة الأولى منذ عقود لدينا أمل في التوصل الى تسوية سلمية دائمة للنزاع العربي - الاسرائيلي. وللمرة الاولى ايضا نجد ان جميع الأطراف لا تريد السلام فحسب، بل وتدرك المصاعب وضرورة الأخذ والعطاء. ويواجه كل من رابين والأطراف التي تتفاوض معه مشكلات مع المتطرفين. لكنني لا أظن أن بيل كلينتون سيسمح لهذه الجائزة الكبرى بالافلات من يديه لا سيما وأنها باتت قريبة المنال.
روسيا: سيحدث أحد أمرين: إما ان تنهار روسيا أو ألا تنهار. فعلى رغم كل المشكلات التي تواجه التحول من اقتصاد مركزي ديكتاتوري الى اقتصاد ليبرالي متحرر فانني اعتقد ان نقل الملكية الى القطاع الخاص سيتم بسرعة ومن خلال المشاريع المشتركة مع رأس المال الاجنبي لأن روسيا تعاني من نقص رؤوس الأموال ومن انعدام النظام المصرفي السليم.
الدفاع والشؤون العسكرية: ستحافظ الولايات المتحدة على هيمنتها الدولية. الا ان التغييرات في العالم ستحتاج الى موقف أقل عدوانية وإلى اعادة النظر في الطريقة التي ننظر بها نحن وحلفاؤنا الى الأمن العالمي الشامل.
ريتشارد هيلمز
اجاب ريتشارد هيلمز مدير وكالة المخابرات المركزية الاميركية السي.آي.ايه وسفير الولايات المتحدة لدى ايران سابقاً عن سؤال "الوسط" كالآتي:
الشرق الاوسط: ان طرفي الصراع العربي - الاسرائيلي لديهما مصلحة في استمرار مفاوضات السلام. ويجب على اسرائيل والولايات المتحدة ان تقدرا بصورة أفضل موقف الرئيس السوري حافظ الأسد لأنه لا يمكنه ان يتوصل الى سلام مع اسرائيل من دون ان يكون لديه شيء يعلن عنه، وبشكل خاص ما يتعلق بالانسحاب الاسرائيلي من مرتفعات الجولان. وربما يحتاج هذا الى وقت. ولكن ليس هناك من يريد انهيار المفاوضات، ومن المؤكد ان الرئيس الاميركي الجديد كلينتون لا يمكن ان يقبل انهيارها.
ايران: لن يحدث الكثير على المدى القصير، أي خلال عام 1993. اذ أن هناك الكثير من الخطب الرنانة البغيضة الصادرة عن طهران. وستواصل ايران عملية البناء العسكري من غواصات وصواريخ وربما اسلحة نووية مما يؤدي الى اثارة انزعاج الولايات المتحدة وجيران ايران. وعلى الايرانيين ان يتحدثوا بصراحة وبصفة رسمية الى الولايات المتحدة، مما يعني انه يجب علينا ان نتحدث اليهم بصراحة وبصفة رسمية. فديبلوماسية الباب الخلفي غير واردة لأننا لا نريد فضيحة ايران غيت اخرى. وأعتقد ان الرئيس الايراني رفسنجاني يريد فعلاً تحسين العلاقات مع اميركا ولكنه مضطر للتعامل مع الراديكاليين. لهذا فان تأييد الولايات المتحدة للمعارضة الايرانية في الخارج، وهو ما قد يميل الكونغرس الاميركي الى فعله، لن يساعد الا على تأخير التطبيع.
روسيا: ان أي شخص يحاول توقع ما سيحدث في روسيا انما يخوض عالم المجهول، اذ حتى الروس لا يعرفون.
قضايا الدفاع والشؤون العسكرية: سيواجه كلينتون المشكلات نفسها التي واجهت بوش. اذ لا يستطيع خفض موازنة الدفاع اكثر مما ينبغي من دون زيادة البطالة في القوات المسلحة والصناعات العسكرية.
فيتنام: سيحدث تطبيع للعلاقات بسرعة لأن الولايات المتحدة وفيتنام لديهما الحوافز اللازمة، وليس لمجرد منافسة اليابان وأوروبا.
وليام كولبي
اجاب وليام كولبي المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الاميركية عن سؤال "الوسط" كالآتي:
الشرق الأوسط والمفاوضات العربية - الاسرائيلية: ستستمر هذه المفاوضات، لكننا لن نرى سوى انسحابات اسرائيلية متواضعة في الجولان مثلاً، في مقابل ضمانات سورية امنية لاسرائيل. وماذا عن استخدام القوات الاميركية كعازل؟ انني أؤمن بقوة بوجوب عدم تورط الدول الكبرى مع أنه قد تكون هناك مساهمة اميركية رمزية لاقناع اسرائيل بقبول فكرة المناطق العازلة مع الدول العربية. ويجب على الولايات المتحدة ان تواصل المشاركة سياسياً. اما عسكرياً فيجب ألا تشترك الا نيابة عن الأمم المتحدة. وبالنسبة الى العراق علينا، ببساطة، ان ننتظر الى ان يحدث تغيير في نظام الحكم ويجب ان يقوم العراقيون انفسهم بهذا التغيير. وأنا أتوقع بكل ثقة ان يحدث ذلك.
إيران: ايران هي دولة كبرى في المنطقة، وهي بلاد غنية فيها خمسون مليون نسمة. ومن الواضح ان هذا فيه تحد للأمر الواقع. لكننا سنرى ان رفسنجاني سيحاول اكثر فأكثر اعادة ايران الى المجتمع الدولي. فقد عاش اليابانيون مثلاً في عزلة 250 عاماً ولكنهم غيروا رأيهم فيما بعد وسرعان ما تعلموا بسرعة كبيرة جداً. وأظن ان الشيء نفسه سيحدث لايران وبسرعة.
الدفاع والشؤون العسكرية: لن يعود هناك صراع دولتين عظميين. فالقضية العسكرية التي هيمنت على شؤون العالم لنصف قرن من الزمن تراجعت ليحل مكانها التنافس الاقتصادي. ولذا فأنا أؤيد خفض موازنة الدفاع بنسبة خمسين في المئة خلال السنوات الأربع المقبلة وحتى بعد هذا التخفيض ستظل لدينا القوة للقيام بعملية مماثلة لعاصفة الصحراء وأكثر منها. وبالطبع لن تكون تلك التخفيضات على غرار ما حدث عام 1945 عندما انخفضت قواتنا من 12 مليون رجل الى مليون ونصف المليون خلال عام واحد. كذلك يمكن تحقيق هذا التخفيض من دون ان تحدث بطالة لأن هناك صناعات جديدة كثيرة لا بد من تطويرها. ولهذا أعتقد اننا سنتحول اكثر فأكثر الى الامم المتحدة للتعامل مع الصراعات الباقية في العالم التي اصبحت كلها اقليمية. وستظل هناك بالطبع حاجة الى القيادة الاميركية، ولكن الأمم المتحدة هي التي ستصبح في الصدارة.
روسيا: سأغامر وأقول ان الرئيس الروسي بوريس يلتسن سيصمد من خلال التضحية ببعض وزرائه. وستواصل روسيا والجمهوريات السوفياتية السابقة الانتقال الى القطاع الخاص. اذ ان ايطاليا كانت افقر عام 1946 من روسيا اليوم، ولكن ايطاليا صمدت وبنت اقتصاداً اقوى من الاقتصاد البريطاني اليوم. ولهذا فان روسيا ستعاني لفترة من الزمن من الفساد مثلما عانت ايطاليا، ومن التقاعس وتخلف الصناعات التي تملكها الدولة، لكن المشاريع الخاصة ستبدأ في الهيمنة. فروسيا بلاد غنية والروس شعب جيد التعليم ولديهم مهندسون من الطراز الأول. وسيواصل الروس اعادة الأراضي الى الملكية الخاصة ولكن ببطء. وحتى قبل ميخائيل غورباتشوف نجد ان الأراضي الخاصة التي كانت تشكل نسبة ثلاثة في المئة من أراضي اوكرانيا كانت تنتج ثلاثين في المئة من الانتاج الزراعي.
فيتنام: سيكون تطبيع العلاقات معها آخر هدية يقدمها جورج بوش الى الأمة والى ادارة كلينتون الجديدة. كما ان فيتنام ستصبح "العملاق" الآسيوي الجديد.
كوريا الشمالية: لن يحدث شيء الى ان يختفي كيم سونغ وابنه. وبمجرد ذهابهما ستحدث الأشياء بسرعة. اذن هل سيكون لدينا بلاد واحدة بنظامين؟ كلا. سنشهد وحدة عادية مثلما حدث في ألمانيا.
وليام وبستر
اجاب وليام وبستر مدير وكالة المخابرات المركزية الاميركية ومدير مكتب التحقيقات الفيديرالي سابقاً عن سؤال "الوسط" كالآتي:
قضايا الدفاع: قال باكاتين، نظيري في المخابرات السوفياتية كي.جي.بي ذات مرة لجيمس بيكر: "من هم أعداؤنا؟" وهذا القول ينطبق على الولايات المتحدة هذه الأيام. اذ ان جميع اعدائنا هذه الأيام ثانويون، وليس هناك الكثير من القضايا التي تقتضي منا التدخل وحدنا. أعتقد ان القضية الأساسية عام 1993 هي قضية انتشار الأسلحة النووية والكيماوية والجرثومية وحتى التقليدية في العالم الثالث. وسيجد كلينتون نفسه خلال 1993 والأعوام الثلاثة التالية يتعامل مع صراعات اقليمية بما فيها الصراعات داخل الاتحاد السوفياتي السابق، لكن هذا لا يعني ان الاتحاد السوفياتي السابق أو دول الصراعات الاخرى ستكون عدوة لنا. الا ان تلك الصراعات ستشكل تهديداً للتوازنات الاقليمية. ولا اتوقع ان نشهد في عهد كلينتون حملات ارهابية عنيفة مكشوفة. وأظن ان كلينتون سيكون رئيساً اخلاقياً جداً على الساحة العالمية.
الشرق الاوسط: ليس من الامور غير الواقعية ان نخشى اصابة اسرائيل بمس من الجنون، واستخدامها الأسلحة النووية لمجرد انها تعرضت للغزو. لكنني لا أعتقد ان هذا سيحدث خلال عام 1993 أو في المستقبل القريب. ولهذا فان البحث عن قوة نووية موازية ومضادة لها سيستمر. الا انني اعتقد ان من المرجح اكثر، ان تستخدم اسرائيل اسلحتها في المنطقة، وان تستخدم الصين كذلك اسلحتها ضد تايوان لو كانت هناك قوة نووية موازية لها بدلاً من العكس.
الاصولية الاسلامية: اعتقد انه يجب عدم المبالغة في تقدير "خطر" الاصولية والاصوليين لكنني اعتقد ايضاً انه يجب عدم اهمال هذه الظاهرة. فمن الواضح انها ايديولوجية بديلة. وقد قال الرئيس حافظ الاسد اخيراً انها تمثل خطرا في المنطقة. وأظن ان ايران ستستخدمها اكثر فأكثر، الا انني لا أتوقع ان تظهر دولة كالولايات المتحدة، معارضة مباشرة للاصولية الاسلامية. وربما يحتاج الامر الى الولايات المتحدة لمساندة الحكومات الاسلامية الاقل تطرفاً. وفي رأيي ان هذا هو الوضع الذي سنشهده في الشرق الاوسط خلال عام 1993 وخلال الأعوام المقبلة أيضاً.
جيرالد فورد
اجاب الرئيس الاميركي السابق جيرالد فورد عن سؤال "الوسط" كالآتي:
مفاوضات سلام الشرق الاوسط: انا متفائل بتحقيق شيء هذا العام على صعيد مفاوضات السلام العربية - الاسرائيلية لأنني اعتقد ان اسحق رابين يريد فعلا تحقيق تقدم، كما انه بحاجة الى ذلك. اسحق شامير اراد ان يتهرب من السلام ومن تطبيق قرارات الأمم المتحدة. ولكن رابين مستعد لتحقيق السلام ولو على مضض. وأظن ان فرصة التوصل الى اتفاق تزيد على خمسين في المئة. ولن استغرب، نظراً الى الأهمية التاريخية التي يعطيها رابين لزيارة أنور السادات الى القدس، اذا ما قرر الذهاب الى دمشق لكن شرط الا يعود بخفي حنين، اي من دون ان يحصل على شيء من الرئيس الأسد. ومن الواضح ان من الاسهل عليه ان يذهب الى دمشق على ان يزور الرئيس الأسد مدينة القدس.
التطرف والاصولية الاسلامية: أعتقد ان التطرف سيكون مشكلة اكبر في جمهوريات آسيا الوسطى منه في الشرق الاوسط، مع انه سيؤثر تأكيداً في احداث الشرق الاوسط عام 1993 ولسنوات طويلة ايضاً. وبالطبع، اذا ما انتشر التطرف فان الشرق الاوسط بأكمله سيصبح في حالة من الفوضى، مع انني لا اعتقد ان هذا سيحدث.
ايران: لا أظن ان الولايات المتحدة ستقيم علاقات ديبلوماسية او تعيد العلاقات التجارية الكاملة مع ايران عام 1993 مع اننا نشتري النفط منها. فايران عدوانية اكثر مما ينبغي في نياتها. ولهذا اعتقد ان ادارة كلينتون ستكون حذرة ومتحفظة مثل ادارة بوش.
كوبا وفيتنام وكوريا الشمالية: الجميع يقولون اننا على وشك تطبيع العلاقات مع فيتنام. ولكنني أرى هذه الخطوة مكافأة لها لا تستحقها حتى الآن. ولذا سيتفادى كلينتون ذلك عن طريق تقديم تنازلات تجارية. ولا أظن انه سيحدث أي شيء بالنسبة الى كوريا، الى ان تقوم علاقات طبيعية بين الشمال والجنوب، وهو ما لا أتوقع حدوثه عام 1993. اما بالنسبة الى كوبا فاعتقد انها ستصاب بالانحلال الاقتصادي خلال عام أو عام ونصف عام، وعندها سيتغير كل شيء مثلما حصل في الدول الشيوعية الاخرى.
الاتحاد السوفياتي السابق: اخشى من حدوث كارثة حقيقية هناك: كارثة على غرار يوغوسلافيا، ولكنها ستكون على نطاق هائل. ولذا ينبغي على الولايات المتحدة ان تساعد القيادة الروسية بكل وسيلة ممكنة لتحافظ على رابطة الدول المستقلة. وأظن ان كلينتون سيفعل ذلك. لكنني اخشى من حدوث كارثة اقتصادية وسياسية واجتماعية، وبالتالي فان هذا يعني كارثة عالمية، أي العودة الى الحكم الاستبدادي. وستكون هذه المشكلة الرئيسية في العالم عام 1993.
الكسندر هيغ
اجاب السكندر هيغ وزير الخارجية الاميركي السابق عن سؤال "الوسط" كالآتي:
المفاوضات العربية - الاسرائيلية: لست متفائلاً كثيراً بشأن هذه المفاوضات. صحيح ان الفرصة لاحراز تقدم هي أفضل الآن من أي وقت مضى، لا سيما بعد انتهاء الحرب الباردة، ولكن الشرق الاوسط لا يزال على حاله. ومع ذلك فان مصالح موسكو ومصالحنا في الشرق الاوسط أقل مما كانت سابقاً. وأعتقد ان اسحق رابين سياسي ماهر ولكن علينا ألا نفترض وجود أي حسن نية بين اسرائيل وسورية على سبيل المثال.
ايران: ستواصل ايران جهودها لاعادة تسليح نفسها وستواصل مسعاها لمحاولة السيطرة على المنطقة. كما انها ستظل تمثل خطراً ايديولوجياً في لبنان وفي الجمهوريات الاسلامية السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى التي زرتها للتو، وفي اماكن اخرى. لكنني اعتقد ان كلينتون سيكون حريصاً على عدم دفع ايران الى انتهاج موقف اكثر تطرفاً، اذ ان تناقضات البلد الداخلية ستفعل ذلك لوحدها.
روسيا ورابطة الدول المستقلة: لقد عدت للتو من زيارة الى موسكو. هناك مطالب قوية جدا لكي يبطئ الرئيس بوريس يلتسن في عملية الاصلاح بل وبالتوقف عنها كلياً. وأظن ان كلينتون سيدرك ان يلتسن في حاجة ماسة الى المساعدة. وستظهر قيادة قومية استبدادية وحتى استعمارية في موسكو. وستبحث الولايات المتحدة عن اصدقاء بديلين اذا ما فشل يلتسن. وفي هذا ما يدفعني الى التساؤل: هل سيكون 1993 عاماً حاسماً وفاصلاً بالنسبة الى روسيا؟ لقد قلنا ان السنوات الثلاث الماضية ستكون حاسمة وفاصلة ولكننا لم نشهد حدوث اشياء مهمة.
الدفاع والشؤون العسكرية: اعتقد ان كلينتون حذر جداً، بمعنى انه لا يتوقع الكثير من "فوائد السلام" نتيجة نهاية الحرب الباردة. كما ان البيئة العالمية لا تبرر اجراء اي تخفيضات اضافية على مخصصات الدفاع. ولهذا لا أعتقد ان سياسة كلينتون الدفاعية ستختلف كثيراً عن سياسة بوش.
فيتنام: تطبيع العلاقات مع فيتنام امر لا مناص منه. والقضية الحقيقية ليست أسرى الحرب أو "المفقودين"، وإنما القضية الحقيقية في رأيي هي كمبوديا: إذ أن هدف كلينتون سيكون تفادي حدوث خلاف مع الصين.
وليام كوانت
اجاب وليام كوانت مستشار الرئيس الاميركي السابق كارتر لشؤون الشرق الوسط وأحد ابرز الخبراء الاميركيين في شؤون المنطقة عن سؤال "الوسط" كالآتي:
مفاوضات السلام العربية - الاسرائيلية: لن تنهار هذه المفاوضات وإنما ستستمر خلال عام 1993. الا ان الطريقة الوحيدة التي يمكن لها ان تحقق اي تقدم هي تغيير اطارها وتركيبتها. ولا بد من ان تكون هناك مشاركة اميركية مباشرة فيها، ربما على شكل ديبلوماسية مكوكية، او اجتماعات على مستوى سياسي أعلى: مثلاً بين الرئيس كلينتون ورؤساء الدول أو الحكومات المعنية بالنزاع العربيپ- الاسرائيلي. لكنني لا أعتقد ان جيمس بيكر أو الرئيس السابق جيمي كارتر سيلعبان دوراً مهماً في سياسة كلينتون في الشرق الاوسط مع انه قد يطلب المشورة منهما.
ايران: لا أتوقع تطبيعاً للعلاقات بين الولايات المتحدة وايران وإنما العكس. وأعتقد ان الامور تسير في اتجاه معاكس بالنسبة الى علاقات ايران مع الولايات المتحدة وعلاقاتها أيضاً مع المنطقة. فقد عدت للتو من زيارة الى الشرق الاوسط وفوجئت من كثرة الحديث هناك عن كون ايران تشكل الخطر الجديد الذي يهددها، نظراً الى التطورات الاخيرة في الخليج ونظراً الى الغواصات الروسية التي اشترتها. وهناك ادراك عام بأن ايران بلاد كبيرة بطموحات كبيرة وقدرات كبيرة ايضاً. وأظن ان ايران ستكون الدولة المعادية للأمر الواقع في المنطقة خلال السنوات القليلة المقبلة، مما سيجعل الأمور صعبة، ويزيد من احتمالات المواجهة بين الولايات المتحدة وايران.
قضايا الشرق الاوسط الاخرى: أشار كلينتون الى أنه سيولي اهتماماً أكبر بحقوق الانسان. فما الذي يعنيه هذا بالنسبة الى الشرق الاوسط؟ لقد قال أشياء قاسية عن سورية اثناء الحملة الانتخابية بما في ذلك دعوته الى سحب قواتها من لبنان. اذن هل سيفسد العلاقات معها؟ من الممكن ان يفعل ذلك. ثم ماذا سيكون موقفه من دول عربية اخرى بالنسبة الى حقوق الانسان؟ هل يستطيع انتقاد حقوق الانسان فيها من دون الحديث عن حقوق الانسان في الأراضي العربية التي تحتلها اسرائيل؟ احساسي انه لا يريد ان يفسد الامور ولكنه ربما يضطر الى ذلك.
قضايا الدفاع: من المرجح ان تنظر ادارة كلينتون بعين الريبة والشك الى مبيعات الاسلحة الى الشرق الاوسط، لا سيما مبيعات الاسلحة المتقدمة والتكنولوجيا المتطورة، وستسعى الى منع بيع المعدات التي يمكن استخدامها للأغراض السلمية والحربية معاً لا سيما الى دول مثل ايران. وستظل الولايات المتحدة مهتمة بالوضع في منطقة الخليج العربي وبالعمل على دعم الاستقرار في هذه المنطقة. الا انني لا أتوقع اطلاقا ان تتعامل الادارة الاميركية مع مشكلة الاحتكار الاسرائيلي النووي في المنطقة في وقت مبكر، ولهذا فان ايران وغيرها من الدول ستسعى الى امتلاك قوة لموازنتها. لكنني اعتقد ان كلينتون سيكون اكثر حزماً في تعامله مع قضية انتشار تلك الاسلحة مما كان بوش، وسيكون أشد كذلك في تعامله مع العراق. ويبدو ان ايران تحاول ان تفعل الآن ما كان العراق يحاول فعله، اي ان تصبح القوة المهيمنة سياسياً في المنطقة.
روسيا والجمهوريات السوفياتية السابقة: من الصعب ان أرى ان عملية التحول الديموقراطي والانتقال الى اقتصاد السوق الحرة ستمر من دون مشاكل. ومن الامور المثيرة للاهتمام ان لتوانيا انتخبت شيوعياً سابقاً لرئاسة الحكومة بدلاً من رئيس حكومة مناوئ للشيوعية. وهناك حاجة ماسة الى الاستقرار والمحافظة على القانون والنظام، كما انني أرى هناك خطراً من أن يكون النظام الجديد في روسيا والجمهوريات السوفياتية السابقة اكثر يمينية بل وفاشياً، وسيكون من الصعب التعامل مع المشكلات العرقية.
نعوم تشومسكي
أجاب البروفسور نعوم تشومسكي من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والمعتبر من ابرز الشخصيات الاميركية اليهودية المعادية للصهيونية عن سؤال "الوسط" كالآتي:
المفاوضات العربية - الاسرائيلية: سيسير كلينتون على نهج بوش - بيكر، كما انه سيمنع أية محاولة من الأمم المتحدة أو الجامعة العربية للعب دور في مفاوضات السلام. ونظراً الى النفط فقد أصبحت منطقة الشرق الاوسط ذات اهمية كبرى بالنسبة الى الولايات المتحدة. ولن تحدث تغييرات جوهرية في سياسة كلينتون تجاه الشرق الاوسط. فالولايات المتحدة ستواصل استبعاد مشاركة اوروبا في عملية السلام. وقد اصبحت اوروبا تقبل هذه الحقيقة الآن. ولن يحدث أي تقدم بالنسبة الى الفلسطينيين عام 1993. وكلينتون لن يغير شيئاً، مع ان هناك احتمالاً بالتوصل الى اتفاق عربي - اسرائيلي عام 1993، اذ من الممكن ان تسترد سورية مرتفعات الجولان في مقابل احتفاظ اسرائىل بالسيطرة عليها لفترة من الزمن، مثلاً على غرار هونغ كونغ. وستظل اسرائيل محور السياسة الاميركية في المنطقة.
ايران: ستحاول ادارة كلينتون التودد الى ايران لمحاولة اعادتها الى اطار النظام الاميركي للمنطقة، كما ستحاول تشجيع استمرار الصراع العراقي - الايراني. الا ان القيادة الايرانية منقسمة على نفسها في نظرتها الى ما هو أفضل شيء لصالحها. لكنني لا اعتقد ان الكثير سيحدث خلال 1993 لأن مطامح ايران اكبر مما ينبغي.
الاصولية الاسلامية: الاصولية تمثل فكراً مستقلاً في العالم العربي وهي امر غير مقبول للولايات المتحدة، مثلما هي غير مقبولة لاسرائيل، تماماً مثلما لم تكن مقبولة لبريطانيا قبل عقود من الزمن. ونظراً الى فشل القومية العلمانية نجد ان الاصولية حلّت مكانها. وفي هذا ما يخيف القاهرة وواشنطن. ولهذا ستستمر المواجهة مع الاصوليين في عهد كلينتون مثلما كان عليه الحال في عهد بوش.
روسيا: كانت الحرب الباردة في جوهرها صراعاً بين الشمال والجنوب. اذ ان أوروبا الشرقية كانت جزءاً من العالم الثالث. وستظل روسيا وجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق دول عالم ثالث مثل اميركا اللاتينية. لكننا سنرى تعاظم الكراهية والاحقاد العرقية في روسيا ودول رابطة الكومنولث مثلما هو الحال في يوغوسلافيا وافريقيا بسبب الفشل الاقتصادي. فهل يشكل هذا خطراً على بقية العالم؟ أرجو الا يكون الأمر كذلك. لكن علينا ان نتذكر ان لدى كل من روسيا وأوكرانيا قنابل نووية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.