اوقفت وزارة الخارجية الاميركية سفير الولاياتالمتحدة لدى اسرائيل مارتن انديك عن العمل بتعليقها الإذن الأمني الممنوح له للاطلاع على الوثائق السرية، بانتظار نتائج التحقيق بتهم خرق المعايير الأمنية المتبعة في وزارة الخارجية. راجع ص 3 وقال مسؤول كبير في الخارجية لوكالة "فرانس برس" ان انديك اعفي من مهماته "موقتاً" وأنه عاد الى واشنطن و"يتعاون كلياً" مع المحققين. واوضحت ناطقة باسم الخارجية ان الوزارة "مضطرة وفقاً للتشريع الساري الى وقف التصريح الممنوح للسفير انديك بالاطلاع على وثائق سرية". وقالت: "لا توجد قضية تجسس في هذه المسألة ... ووفي هذه المرحلة لا يوجد اي دليل على افشاء معلومات سرية. انها فقط مسألة قواعد امنية لم تتبع". وأكد مسؤول في الخارجية ان هذه الانتهاكات المحتملة للقواعد الامنية وغياب انديك عن الشرق الاوسط لن يؤثرا في الجهود التي تبذلها واشنطن من اجل التوصل الى اتفاق سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين او المساس بمصالح واشنطن. واكدت السفارة الاميركية في اسرائيل امس ان انديك لن يعود الى مركزه في تل ابيب قبل انتهاء التحقيق. وشدد الناطق باسم السفارة لاري شفارتز على "عدم وجود ادلة تثبت كشف محتويات وثائق سرية". وذكرت مصادر الخارجية ان التحقيقات التي تجري حالياً ويقودها مكتب التحقيقات الفيديرالي ومكتب الأمن الديبلوماسي التابع لوزارة الخارجية تركز على اساءة انديك التعامل مع الوثائق السرية والاستهتار بحفظها، وذلك منذ ان كان مساعداً لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط. وفي غياب انديك يصبح المسؤول الثاني في السفارة بول سيمونز المسؤول الاميركي الرئيسي في اسرائيل. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" امس ان التحقيق الجاري الآن يتعلق، جزئياً، باستخدام انديك خلال اسفاره اجهزة كومبيوتر نقالة غير محمية امنياً في اعداد مذكرات عن لقاءاته مع زعماء أجانب. وأصدر أنديك بياناً عبر محاميه أكد فيه انه لم يعرض أي معلومات سرية للخطر، معرباً عن أسفه لقرار تعليق ترخيصه الأمني الذي أدى الى عدم قدرته على الاستمرار في العمل سفيراً للولايات المتحدة لدى اسرائيل. وجاء في بيان انديك: "ان تعريض المصالح الأمنية القومية للولايات المتحدة للخطر أمر بغيض لدي بصورة مطلقة، ولا يمكنني أبداً ان أفعل أي شيء يخل بتلك المصالح". وانديك هو اول سفير يهودي تعينه الولاياتالمتحدة لدى اسرائيل واول شخص عين في مجلس الامن القومي الاميركي مسؤولاً عن شؤون الشرق الاوسط على رغم انه شغل من قبل منصباً في جهاز استخبارات اجنبي، اذ كان نائب رئيس الاستخبارات الاسترالية لشؤون الشرق الاوسط. ومعروف عن انديك 49 عاماً الذي ولد في لندن ونشأ في استراليا انه كان مرتبطاً بمنظمات مؤيدة لاسرائيل. ولم يحصل على الجنسية الاميركية الا في كانون الثاني يناير 1993 وذلك قبل اسبوع من تعيينه في مجلس الامن القومي الاميركي.