مع استيلاء حركة طالبان الافغانية المعارضة على مدينة جلال آباد ثاني اهم مدينة افغانية اصبحت العاصمة كابول مقطوعة عن العالم الخارجي عبر البر، او تعيش تحت رحمة معارضيها، فالجنرال عبدالرشيد دوستم زعيم الميليشيات الاوزبكية الذي فتح طريق الشمال اخيراً وربط كابول ومزار شريف سيعمد الى فرض او مضاعفة شروطه على الحكم الائتلافي في كابول كون هذا الطريق الشريان الحيوي للعاصمة خصوصاً بعد سقوط جلال آباد. وبسقوط جلال آباد تكون حركة طالبان استولت على معظم الجنوب الافغاني من شرقه الى غربه باستثناء ولايتي كونار ونوريهتان. وسيتعذر الآن على اعضاء الحكومة السفر من باكستان واليها، الا اذا كانت اسلام اباد لم تقطع جسورها الاخيرة مع حكومة كابول. وكان سقوط جلال اباد اصبح محتماً بعد اغتيال حاكم الولاية الجديد المهندس محمود واعضاء مجلس الشورى واحتجاز آخرين وفرار البقية، مما ترك المدينة من دون قيادة لتسيطر عليها طالبان، ويرتفع بذلك عدد الولايات التي تخضع لسيطرة الحركة الى 17 ولاية من اصل 31 ولاية افغانية. لكن بقدر ما خسرت الحكومة الافغانية من فقدانها جلال اباد بقدر ذلك ربحت شيئاً مهماً بنظر بعض المراقبين وهو زيادة الثقة بين اطرافها خصوصاً حكمتيار ومسعود الخصمين التقليديين، اذ وصلا سريعاً الى دروبي معقل رئيس الوزراء حكمتيار شرق كابول لتعزيز المواقع. لكن هناك مخاوف كثيرة من التقسيم الذي خطا خطوة متقدمة، فالطالبان يسيطرون على الجنوب ودوستم على الشمال، ولم يبق سوى حركة من هنا وهناك للقضاء على ما تبقى من الدولة، وعندها اما ان يتفق دوستم والطالبان على تتويج الملك الافغاني السابق ظاهر شاه زعيماً للبلاد واما ان يحدث التقسيم.