"جاء استثمار الدولة السعودية الحديثة في الانسان السعودي كهدف استراتيجي ومحور ثابت تدور حول تحقيقه والوصول اليه خطط الدولة وأجهزتها كافة"... هذه الكلمات التي يكتبها الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز، الرئيس العام للرياضة والشباب، تتصدر العدد الجديد من مجلة "توباد" الفصلية السعودية التي تُعنى بالأدب والفكر والثقافة، وتصدر عن "الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون". ويبدو هذا المنبر الطموح غنياً بالمواد التي تتراوح بين الثقافة التقليدية وأبرز روافد الحداثة العالمية. فالمجلة تشرّع أبوابها للترجمة، وتبدو منشغلة باشكالية النقل في بعض موادها، بدءاً بافتتاحية رئيس التحرير ابو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري تحت عنوان: "نريد نقداً موصلاً". وبعد قصيدة "جبل التوباد" عبدالله الحبشي و "أحاديث نفس" عبدالكريم الجهيمان، ودراسة بعنوان "الدين ضرورة انسانية" وحوار ثقافي مع محمد الشدي رئيس مجلس ادارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، تنشر المجلة دراسة للراحل علي شلش حول المقدمة التي كتبها أحمد شوقي لديوانه، ثم اختفت بعد موته من الديوان... الى جانب نص هذه المقدمة التي تحمل توقيع أمير الشعراء. ويخوض خليل الموسى في النقد العربي الحديث انطلاقاً من "اشكالات مصطلح" الوحدة العضوية"، كما يطل نزار الاسود على سيرة بني هلال، وهي من أغنى السير الشعبية. تبدأ التغريبة مع المجاعة التي حلت بالجزيرة العربية في القرن الخامس للهجرة بسبب انحباس المطر، وسافرت هذه الملحمة عبر انحاء الوطن العربي الى يومنا عبر الروايات الشفوية المختلفة. وفيما يتناول حسن علي قرعاوي "الأدب والحياة"، يستعرض خيرالله سعيد "الفولكلور في العصر العباسي". ومن أدب الاطفال "عبدالرازق جعفر، ننتقل الى دراسة طريفة بعنوان "مكانة الحمار في الأدب" محمد بن سعد الشويعر. وتدرس عزيزة شيخي "علاقة الفن بالأخلاق"، كما يعرّب محمد فؤاد نعناع دراسة للمستشرق الألماني فولف ديتريش فيشر حول "نثر أبي مخنف" وبداية النثر في الأدب العربي. وتفرد "التوباد" حيّزاً للشاعر الباكستاني إقبال، وآخر لشاعر النيل حافظ ابراهيم. ثم تتتالى المقالات والدراسات والترجمات التي تفتح طاقة واسعة على الآداب العالمية: بورخيس وأزمة الكتابة الابداعية، رولان بارت الذي يتمتع بين شبان الطليعة الأدبية والنقدية في السعودية باهتمام كبير، شارل بودلير، إيتالو كالفينو، غابرييل غارثيا ماركيز. ويحظى الأدب العربي المترجم الى لغات عالمية بالاهتمام، وكذلك الفن المعماري الاسلامي في دمشق القديمة... وتخصص المجلة ملفاً واسعاً للابداع الجديد.