يُقدّم الشاعر عبدالقادر الجنابي، في كتابه «ديوان إلى الأبد: قصيدة النثر/ أنطولوجيا عالمية» (دار التنوير)، مختارات شعرية تضمّ ما يقارب 420 قصيدة نثر نموذجية ل117 شاعراً من العالم والعالم العربي، تمّت ترجمتها من اللغات الأصلية، والهدف ليس فقط وضع دراسة في قصيدة النثر ولا المقارنة بين قصيدة النثر الأوروبية وقصيدة النثر العربية، إنما لمتعة القارئ أولاً، وثانياً ليتعرّف إلى شكل قصيدة النثر كما تمّ إنتاجها في هذه اللغات. ويعتبر الجنابي أنّه وجد نفسه مضطراً إلى ضمّ بعض النماذج العربية المتطابقة والمفهوم الأوروبي لقصيدة النثر، بهدف إعطاء عبارة «أنطولوجيا عالمية» مداها الصحيح. ومن الشعراء والكتّاب العالميين المذكورين: شارل بودلير، لو تريامون، مالارميه، نيرودا، إيفان تورجينييف، كافكا، اليوت، إيتالو كالفينو، بورخيس، سان جون بيرس... ومن العرب: أنسي الحاج، عبدالقادر الجنابي، عقل العويط، سركون بولص، عبدالمنعم رمضان، فاضل العزاوي، أمجد ناصر، يوسف غصوب... ويقول الجنابي في مقدّمته: «صحيح أن مصطلح قصيدة النثر كان شائعاً منذ القرن الثامن عشر، وأول من استخدمه، وفق سوزان برنار، هو اليميرت عام 1777، أما مونيك فتلاحظ، في دراستها التي تتمحور حول الإيقاع في شعر سان جون بيرس، أن المصطلح هذا يعود إلى شخص اسمه غارا، وقد استعمله في مقال حول «خرائب» فونلي، عام 1791. وفي دراسة قيّمة، صدرت في باريس عام 1936، حول «قصيدة النثر في آداب القرن الثامن الفرنسية»، يتّضح أن المصطلح كان متداولاً في النقاشات الأدبية، على أن بودلير أحدث تغييراً في مصطلح قصيدة النثر، وأطلقها كجنس أدبي بذاته، بل هو أول من أخرج المصطلح من دائرة النثر الشعري إلى دائرة النص: الكتلة المؤطرة. ولم يكن اعتراف بودلير بمرجعية اليزيوس برتران في هذا المجال اعتباطياً أو مجرّد اعتراف بالجميل.