مع استمرار البحث عن محركات طائرة "تي. دبليو. ايه" التي سقطت منفجرة في المحيط الأطلسي، أخذ الغموض الذي يكتنف الحادثة يزداد، نظراً الى أن قسم "مكافحة الارهاب" في مكتب التحقيقات الفيديرالي هو الذي يتولى التحقيق في تحطم الطائرة بدلاً من سلطات الطيران المدني. وكانت الرحلة رقم 800 قد أقلعت من مطار كيندي متجهة الى باريس في 17 تموز يوليو في الساعة الثامنة والدقيقة التاسعة عشرة مساء. كذلك كان الجو صافياً ومجال الرؤية واسعاً لمسافة حوالي 40 كيلومتراً. وكان طاقم الطائرة من طراز بوينغ 747 على درجة عالية جداً من الخبرة. إذ أن قائد الطائرة ستيف سنايدار 57 سنة كان طياراً مع شركة "تي. دبليو. ايه" منذ عام 1964، وسبق له أن سجل 17263 ساعة طيران، منها 2824 ساعة قائداً لطائرات 747. أما مساعده الأول رالف كيفوركيان 58 سنة فكان يعمل مع الشركة منذ عام 1965. وهو أيضاً قائد لكنه اعتاد أن يرافق سنايدار في رحلة مرة كل ستة أشهر. ويشير سجله الذي يمتد على طول ثلاثين سنة الى أنه لم يرتكب أي خطأ على الاطلاق وأنه حافظ على سجل ناصع. وقد سجل 18527 ساعة طيران منها 3873 ساعة في مقعد القيادة في طائرات بوينغ 747 و2398 ساعة مهندساً في الطائرة نفسها. كذلك كان على متن الطائرة أوليفر كريك 25 سنة الذي يحمل رخصة لقيادة طائرات النقل لكنه كان على متن الطائرة التي تحطمت بصفته مساعداً لمهندس الرحلة. وكان قد تخرج من احدى كليات الطيران وحاز على المرتبة الأولى بين زملائه في 15 أيار مايو الماضي، وبلغ من إبداعه أن استخدمته الشركة على الفور ليبدأ العمل على طائراتها. وحين بدأت الطائرة في الاقلاع من مطار كيندي كانت اجهزة الاتصال فيها تعمل بصورة روتينية. وسمح لها برج المراقبة بعيد الاقلاع بالصعود الى ارتفاع حوالي 2100 متر سبعة آلاف قدم. وكان وزن الطائرة مع الوقود والمسافرين والأمتعة يزيد على 135 ألف كيلوغرام. كذلك أبلغ برج المراقبة في نيويورك نظيره في باريس، وجهة الطائرة، وانها تحمل مواد طبية مما يعني وجوب اعطائها أولوية للهبوط لدى وصولها الى باريس، اذا كانت هناك كثافة في حركة المرور الجوية. وكانت الطائرة نفسها قد وصلت الى نيويورك آتية من أثينا قبل أن تقلع ثانية بثلاث ساعات فقط، وقد تأخر موعد اقلاعها لمدة ساعة لأن أحد المسافرين ترك حقيبته أمام مكتب التدقيق وأصبحت الحقيبة على الطائرة لكنه تخلّف عن تدقيق أوراقه وتذكرته. ولهذا اضطرت الطائرة الى انتظاره حتى وصل الى المطار بعدما تأخر نتيجة لازدحام السير. وبعدما تعرف على حقيبته التي خضعت للتفتيش بالأشعة السينية صعد على الطائرة، وبعد دقائق أقلعت من المطار. وبعد ست دقائق، أي في الساعة الثامنة والدقيقة الخامسة والعشرين تولى برج المراقبة في بوسطن مسؤولية توجيه الرحلة أثناء تحول الطائرة في اتجاه دائري عبر شمال الأطلسي. وحين كانت الطائرة على بعد حوالي تسعين كيلومتراً الى الشرق من نيويورك وحوالي 15 كيلومتراً من شاطئ لونغ آيلاند سمح برج المراقبة في بوسطن بتحليق الطائرة على ارتفاع حوالي خمسة عشر ألف قدم. وبعد ثوان أي في الساعة الثامنة والدقيقة الحادية والثلاثين وبينما كانت الطائرة على ارتفاع حوالي 8500 قدم انفجرت في الجو. وعندما تجهم وجه الرئيس بيل كلينتون في مقصورته أثناء حفل افتتاح الدورة الأولمبية في اتلانتا بعدما تسلم ورقة صغيرة تكهن المراقبون بأنه تلقى معلومات عن احتمال كون التخريب السبب في تحطم الطائرة. لكن من الذي قام بذلك؟ لقد كانت هناك تكهنات في مكتب شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأميركية مفادها ان المتطرفين الاسرائيليين المعادين لعملية السلام هم الذين حطموا الطائرة بقنبلة أو صاروخ بعدما تظاهروا أنهم اسلاميون متطرفون. ووصل خفر السواحل الى موقع تحطم الطائرة خلال ربع ساعة. وبعد ذلك باثنتي عشرة دقيقة تمكن رجال الخفر من انتشال أولى الجثث. كانت الجثة بداية لانتشال مئة جثة أخرى من جثث الركاب الذين بلغ عددهم 230 شخصاً. إن الأمر الذي لا مجال للخلاف عليه الآن هو أن الطائرة تحطمت نتيجة انفجار. فقد كان وزنها عند الاقلاع حوالي 270 ألف كيلوغرام بينها حوالي 8 آلاف كيلوغرام من الوقود، أي أن وزنها كان أقل كثيراً من الوزن الأقصى الذي يمكنها الاقلاع به وهو حوالي 700 ألف كيلوغرام. وقد دفع هذا المراقبين الى القول ان ثلث مقاعد الطائرة كان شاغراً. ويتولى جيمس كيتسروم رئيس قسم مكافحة الارهاب في "اف. بي. آي" وروبرت فرانسيس نائب الرئيس العام لمجلس سلامة النقل مسؤولية التحقيق الأولى، فيما أصبح المهندسون مجرد مساعدين. ويقول فرانسيس الذي جاء من عائلة فقيرة في بوسطن ويحاول دائماً تفادي وسائل الاعلام: "ليس هناك أي دليل قاطع على أي شيء. أما "ضابط" اف. بي. آي. كيتسروم وهو من أبناء عائلة ثرية في بوسطن فهو يعشق وسائل الاعلام واحتلال الصدارة في العناوين الرئيسية. ولهذا صدرت عنه تصريحات من قبيل: "سنصل الى الحقيقة مهما طال الزمن. فسبب الانفجار هو اما قنبلة أو صاروخ أو عطل ميكانيكي". قنبلة أم صاروخ؟ كان شين فوريت وهو طيار خاص 46 سنة يحلق بطائرته ذات المحرك الواحد بمحاذاة ساحل لونغ آيلاند مع خطيبته. وكان على ارتفاع حوالي 8500 قدم وينصت الى موجة اللاسلكي نفسها التي ينصت اليها قائد الرحلة 800. وبعدئذ قال فوريت ان قائد الرحلة أشار الى وجود "مرور" باتجاه طائرته البوينغ من اليمين. وعند التحقيق مع فوريت قال انه "نظر الى اليمين فشاهد نوراً أبيض انفجر وتحول الى ألسنة من اللهب وكرة هائلة برتقالية اللون أكبر من الطائرة". ومن الطبيعي أن ينتبه أي طيار الى وجود أي طائرة أخرى على يمينه مباشرة لأن هذا يعني ان الطائرة الأخرى ستتجه في مسار الى الخلف منه. أما إذا كانت الطائرة على زاوية صغيرة على اليمين أي بين الأمام مباشرة واليمين فإن على الطيار أن يسمح لها بالمرور من أمامه. لكن الصاروخ الذي يتعقب مصدر الحرارة يمكنه أن يغير اتجاهه تبعاً لاتجاه الهدف الذي يلاحقه وهو محرك الطائرة. على سبيل المثال نجم انفجار الطائرة فوق بلدة لوكربي في اسكوتلندا عن الضغط الجوي الذي تنفجر معه القنبلة حين تصل الطائرة الى ارتفاع معين. فهل يمكن لنوع آخر من القنابل مثلاً أن ينفجر نتيجة وصول الطائرة الى سرعة معينة؟ المشكلة في هذه النظرية هي أن جميع الطائرات تقلع بأقصى سرعة ممكنة. ونظرية شاهد العيان فوريت هي أنه شاهد صاروخاً يتجه نحو محركات طائرة 747 الموجودة تحت الأجنحة فجأة أكثر قبولاً من نظرية انفجار قنبلة موقوتة أو قنبلة تعمل بالضغط الجوي. وقد تزامن تحطم الطائرة مع اجراء مناورات على الانقاذ في المنطقة باشراف أحد ضباط سلاح الجو الأميركي. إذ قال قائد طائرة للنقل من طراز سي 130 لدى عودته الى قاعدته في لونغ آيلاند انه شاهد ما "يبدو أنه مسار صاروخ من طراز سام أرض - جو انتهى في كرة من اللهب في طائرة 747". ولكن نظراً الى قرب موعد افتتاح الدورة الاولمبية في اتلانتا فقد سارع الناطق بلسان البيت الأبيض الى القول انه لا يمكن لأحد على الاطلاق التكهن بسبب الحادث. وكان بين الطائرات التي اشتركت في مناورات الانقاذ اضافة الى طائرة سي 130 طائرة هليكوبتر من طراز سيكورسكي تحلق على ارتفاع حوالي ألف متر فوق المياه الساحلية حين شاهد قائدها الانفجار، وتحطم الطائرة في المحيط. وقد وصلت طائرة الهليكوبتر الى مكان الحادث خلال دقائق، وشاهد قائدها وقود 747 "يندفع على شكل فقاعات من تحت الماء الى السطح" قبل أن يشتعل. ثلاثة احتمالات هناك وجه شبه ظاهري بين تحطم هذه الطائرة وتحطم طائرة بان آم فوق لوكربي عام 1988، لكن الرئيس كلينتون سارع الى المطالبة "بعدم التسرع" في التوصل الى أي استنتاجات نظراً الى الدورة الاولمبية والى ما حدث عقب انفجار أوكلاهما حين اتضح أن الانفجار كان من تدبير منظمة أميركية يمينية داخلية. ومع ذلك فإن الادارة الأميركية كانت قلقة جداً لا سيما أن عدد ضحايا الكارثة كان ثاني أعلى عدد في تاريخ الكوارث الجوية في الولاياتالمتحدة، كذلك كان تحطم الطائرة أكثر من مجرد حادث عادي. اذ أن مجلة "اسبوع الطيران" الناطقة بلسان صناعات الطيران الأميركية أفييشن ويك قالت ان تحطم الطائرة أدى الى أكبر تحقيق حكومي من نوعه كما أنه أعاد مسألة سلامة السفر والهجمات الارهابية الى صدارة الاهتمامات العالمية وكشف مدى المصاعب التي تواجهها تي. دبليو. ايه". وهكذا بات المحققون يواجهون ثلاثة احتمالات: عطل ميكانيكي، خطأ ملاحي، انفجار قنبلة أو ما شابه. ويبلغ عمر الطائرة 25 سنة لكن الشركة استبدلت جميع محركاتها الأربعة في العام الماضي. ومع ذلك من المحتمل ان يكون البدن أو الأجنحة عاملاً بسبب "الارهاق المعدني". ففي عام 1992 تحطمت طائرة تابعة لشركة العال الاسرائيلية فوق امستردام بعيد اقلاعها بفترة قصيرة بعدما سقط المحرك الثالث وأسقط معه المحرك الرابع للطائرة. وقد أبلغ ناطق باسم وكالة الطيران الأميركية الاتحادية "الوسط" ان "من المرجح ان تعاني الطائرات القديمة بشكل عام من تلف سابق". كما سبق ان أشارت تقارير تفتيش طائرة البوينغ 747 الى تداعي بعض أجزائها، وهو أمر مألوف في الطائرات بصورة عامة. لكن عمر الطائرة عادة لا يؤثر فيها كما هو الحال في السفن أو السيارات لأن الشركات تستبدل باستمرار أجزاء الطائرة القديمة بقطع وأجزاء حديثة. لكن خبراء حوادث الطائرات الحربية يقولون "بمجرد بدء تفكك الطائرة تصبح اجزاؤها الأخرى في حالة من عدم الاستقرار مما يؤدي الى انخفاض مقدمة الطائرة وارتفاع ذيلها وبالتالي الى امكان تحطمها". وقد أدى ارتفاع الأمواج العاتية واضطراب مياه البحر الى اعاقة عملية التحقيق الأولية خصوصاً ان الغطاسين عثروا على "الصندوق الأسود" بعد حوالي اسبوع من الحادث. ولهذا ركز عمال الانقاذ على انتشال الجثث ومختلف قطع الطائرة التي تمكنوا من العثور عليها. وخلال الفترة الأولى لم يستطع المحققون العثور في الأيام الأربعة الأولى على أكثر من نسبة واحد في المئة من حجم الطائرة. لكنهم تمكنوا في اليوم الخامس من العثور على جزء طوله 20 متراً من هيكل الطائرة من دون أن يكون فيه أي علامات أو أثار لحروق. ويمكن للمحققين أن يستنتجوا الكثير أيضاً من الجثث نفسها بقدر ما يمكنهم الاستنتاج من فحص أجزاء الطائرة. إذ أن آثار الصدمات أو الحروق أو الانفجارات أو السقوط من أماكن مرتفعة وما الى ذلك من آثار تختلف عن بعضها البعض ويمكنها أن تقود المحققين الى معرفة أسباب الوفاة أو الموت. ويقول فرانك ماغوايار الخبير الأميركي المعروف في ميدان تحطم الطائرات "ان الارهابي الذي فجر طائرة الخطوط الجوية الهندية 747 فوق ايرلندا عام 1985 تعمد توقيت انفجار القنبلة على بعد مئات الكيلومترات عن الشاطئ الايرلندي مما أدى الى مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 329 راكباً. ومعنى ذلك ان الأدلة تغوص في قاع المحيط على مسافة بعيدة يصعب معها استرداد شيء من الحطام والأدلة. ومما يساعد فرق التحقيق في حوادث تحطم الطائرات ان شركات الطيران تعطي رقماً لمقعد كل مسافر كما أنها تعطي رقماً لأمتعته مما يساعد على التعرف على هويته. ويرى المحققون ان هذا الأمر سيكون على قدر كبير من الفائدة لهم. ويعتقد ماغوايار بأنه إذا كان تحطمها نتيجة قنبلة فإن تلك القنبلة كانت كبيرة جداً ولها قوة الصاروخ. أما القنبلة الصغيرة مثل تلك التي وضعت في حقيبة على متن الطائرة الكورية بوينغ 747 التي تحطمت قبل عقد من الزمن فلن تكون لها القوة الكافية لاحداث انفجار بضخامة انفجار لونغ آيلاند في رأي ماغوايار. ولكن ماذا عن انفجار لوكربي؟ اذ أن وزن القنبلة لم يزد على كيلوغرامين؟ يقول ماغوايار: "هذا صحيح لكن الطائرة كانت تحلق على ارتفاع 31 ألف قدم مما أدى الى انفجار ضخم بسبب الضغط". إذن هل كان انفجار لونغ آيلاند نتيجة صاروخ؟ "ربما. ولكن ربما كانت الطائرة تحمل أيضاً شحنة من المواد التي يمكن أن تسبب انفجاراً مثلما حدث حين انفجرت طائرة "فاليوجيت" في فلوريدا هذه السنة". ومع ان المحققين يقولون انهم لم يستثنوا احتمال تحطم الطائرة بصاروخ أطلق من على الكتف فإن المراقبين يشيرون الى أنه ليس في وسع أي صاروخ من هذا النوع ان يصل في مداه الى 8500 قدم وهو الارتفاع الذي تحطمت عنده الطائرة. إذن هل يمكن أن ينطلق الصاروخ من أحد القوارب؟ من المستبعد جداً لأن اطلاقه سيؤدي الى اغراق القارب نفسه نتيجة قوة الارتداد الذاتي. لكن نظريات انفجار قنبلة على متن الطائرة لا تزال مستمرة لأنه تم العثور على بعض أجزائها وقد انحنت باتجاه الأعلى مما يثير احتمال حدوث انفجار داخل الطائرة. إلا أن القطع الأولى التي تم انتشالها كانت خفيفة وربما "انثنت" أو "التوت" نتيجة الضغط والارتطام بمياه البحر. إذن هل يمكن أن يعود الانفجار الى هجوم انتحاري؟ يقول مصدر في اف. بي. آي: "ليس هناك أي دليل على وجود أي شخص يثير الاشتباه أو الارتياب بين المسافرين". هل يحتمل أن يكون هناك مسافر "خيالي" أو "وهمي"، أي ان شخصاً سافر تحت اسم مستعار أو منتحل؟ أو بهوية كاذبة؟ مرة أخرى يرى المسؤول الأميركي ان هذا غير وارد لأنه ليست هناك محطة لهبوط الطائرة يستطيع النزول فيها والهرب قبل باريس. كذلك تطرق المحققون الى امكانية وضع قنبلة على متن الطائرة في أثينا لكنهم استبعدوا هذا الاحتمال. وهكذا، إذا ما توصل المحققون في نهاية الأمر الى الاستنتاج ان سبب الكارثة هو صاروخ أو قنبلة فإن الأصوات ستتعالى للمطالبة بتعزيز اجراءات الأمن في المطارات. وقد ينطوي هذا على اخضاع المسافرين ومودعيهم للأشعة السينية وعلى اطالة مدة التدقيق والتفتيش وربما على استخدام أجهزة جديدة متقدمة لأن الأنظمة الأمنية الحالية لا تميز بين المواد والأشياء الخطيرة في الجيوب أو الحقائب والأشياء العادية مثل المفاتيح. ومع هذا فإن المشكلة الأمنية لن تختفي لأن العاملين في المطارات يتعرضون لضغوط كبيرة ويعملون لساعات طويلة. إذن ما هو الجواب على سبب تحطم الطائرة في الرحلة الرقم 800؟ خطأ ارتكبه القائد أو مساعدوه؟ هذا أمر ممكن. عطل فني أو ميكانيكي؟ أمر وارد أيضاً. لكن هذا لا يؤدي الى انفجار هائل فجأة. حمولة من بعض المواد الخطرة؟ إن طبيعة الانفجار تشير الى هذه الامكانية أو الى انفجار قنبلة على متن الطائرة، أو الى ان الانفجار نجم عن صاروخ أرض - جو أطلق من أحد القوارب في البحر لا من الشاطئ. إذن أين القارب؟ ومن أين بدأ رحلته؟ ثم كيف تم تحميله بمنصة الاطلاق؟ من سفينة في البحر؟ وأين هي قاعدة الانطلاق الأولى؟ من احدى جزر البهاما؟ ومن هم الذين أطلقوا الصاروخ؟ إن كل هذه الأسئلة أشبه بأسئلة من رواية مثيرة. لكنها حادثة واقعية لا تزال أسبابها غامضة وربما لا يستطيع أحد حل لغزها.