عندما درست كرايسلر مشروع إنتاج دودج "نيون" لخلافة "شادو"/"ساندانس" إبتداء من 1994، لم تضع في أعلى أولوياتها جعل تجهيزاته رأس حربة المتوافر عالمياً في القطاع المتوسط الى المتوسط-الصغير، بل توجيه سيارة عملية، ممتعة الإستخدام ومعقولة التسعير الى الشباب 25 الى 45 عاماً العازب أو المتأهل مع عائلة صغيرة أو متوسطة. ومن دون أن تتنازل عن عصريتها شكلاً ومضموناً، تركّز "نيون" على ما أتت به أبحاث كرايسلر وإستطلاعاتها بين زبائن هذا القطاع. فالإستخدام العملي حجماً وأداء، والتسعير المغري كانا في مقدّم إهتمامات العيّنة التي درسها الصانع الأميركي قبل البدء بمشروعه. طبعاً، هناك أيضاً هاجس الحماية الذي روعيَ خصوصاً بضم الوسادتَين الهوائيتين ضمن التجهيزات الأساسية. تلك المتطلّبات ليست بالغة السهولة نظراً الى قوة اليابانيين والأوروبيين في هذا القطاع. لذلك لا يكفي مثلاً أن تصمم السيارة لتكون عملية، بل على وسائل إنتاجها أن توصلها الى المستهلك بسعر تنافسي. وفضّلت العيّنة الإستهلاكية المختارة الحصول مثلاً على علبة سرعات أوتوماتيكية بثلاث سرعات أمامية ومعقولة التسعير بحكم توافرها أصلاً لدى الصانع، على إبتكار علبة خاصة بالموديل تصل الى المستهلك بتسعير أعلى. طبعاً، يمكن الإكتفاء بالعلبة العادية 5 سرعات أمامية المتوافرة كتجهيز أساسي. ولخفض نفقات التطوير أقحمت كرايسلر منذ المراحل الأولى لتصميم "نيون"، منتجي القطع والأنظمة اللازمة للتوصل الى أفضل تسعير ممكن مع أقل نسبة تعديلات ممكنة خلال التطوير. أما تكبير المساحة الداخلية فلم يصعب على كرايسلر إستيحاؤه من مفهوم "المقصورة المتقدّمة" Cab-forward في موديلاتها الأخرى الأكبر حجماً على قاعدة "إل إتش" بإطالة قاعدة العجلات قدر الإمكان عبر توزيع العجلات في أقرب مساحة ممكنة من أطراف الهيكل، لتكسب المقصورة أكبر مقدار ممكن من المساحة. لذلك تستحوذ قاعدة العجلات 642.2 متر ب5.60 في المئة من طول السيارة البالغ 364.4 متر عرضها 715.1 متر، علماً بأن المعدّلات تتراوح في هذا القطاع إجمالاً بين نحو 57 و61 في المئة حسب الموديلات والحديث منها يتجه الى تخطي ال60 في المئة. ويمكن توسيع مساحة الصندوق الخلفي بطي المقعد الخلفي كلياً أو جزئياً، علماً بأن مساحته 334.0 متر مكعّب، أو 334 ليتراً، 8.11 قدم مكعّب لا تتميّز من حيث الحجم. وأوحى توجه التبسيط بإعتماد خيار محرّك واحد لضبط الكلفة والتسعير أكثر وأكثر. لذلك تتوافر "نيون" مع محرك 0.2 ليتر في أربع أسطوانات مع 16 صماماً عمود كامات علوي واحد قوته 132 حصاناً/6000 د.د. وأقصى عزم دورانه 175 نيوتون-متر 8.17 متر-كلغ عند 5000 د.د. قالب المحرّك فولاذي وغطاؤه من الألومينيوم ونظام البخ مرفق بإدارة إلكترونية لوظيفتَي البخ والإشعال. قوته المحددة Specific output 17.66 حصاناً في الألف سنتم3 وعزمه المحدد 95.8 متر-كلغ/1000 سنتم3. التعزيز الهيدروليكي للف جريدة وترس ضمن التجهيزات الأساسية، والمكابح قرصية في المقدم ومع طبلتَين في المؤخر. أما مانع الإنزلاق الكبحي ABS المندرج في التجهيزات الإضافية في معظم الأسواق ومنها الأميركية، فهو لا يتوافر في بعض الأسواق ومنها السعودية. وتُباع السيارة في السعودية في فئتَي "إس إي" القاعدة الموجّهة خصوصاً الى مبيعات الجملة أو المفرّق لمن يهمه الثمن 44 ألف ريال أكثر من بعض العناصر الإضافية، و"إل إي" الأعلى منها تجهيزاً 54 ألف ريال بعلبة عادية أو 56 ألفاً مع الأوتوماتيكية. ويندرج التكييف في التجهيز الأساسي للفئتين. أما الكفالة فتبلغ ثلاث سنوات أو ستين ألف كلم.