انفجرت في فرنسا مجدداً قضية "المحارق النازية" التي استهدفت اليهود والغجر وغيرهم خلال الحرب العالمية الثانية، مع صدور كتاب للفيلسوف روجيه غارودي بعنوان: "الاساطير المؤسسة للسياسة الاسرائيلية" حيث يتعرض الى "المحارق" المذكورة ويؤكد انه لا توجد وثائق تشير الى حجم ضحاياها كما هو الأمر بالنسبة الى جرائم النازية الأخرى. واذا كانت هذه الحجة ليست جديدة تماماً اذ سبق ان رددها مناهضون للصهيونية ولليهود في فرنسا، فان الجديد فيها هو الكاتب روجيه غارودي عضو المكتب السياسي سابقاً للحزب الشيوعي الفرنسي والذي تنقل فيما بعد بين البروتستانتية والاسلام والعلمانية، وهو الكاتب الكبير الأول الذي يتبنى هذا الموضوع. والسبب الآخر الذي أدى الى تأجيج هذه القضية هو قيام رجل الدين الفرنسي الشهير الأب بيار بدعم غارودي وتوفير التغطية الاخلاقية لكتابه باعتبار ان صداقة تجمع بين الرجلين مستمرة منذ أربعين سنة. وعلى رغم تراجع الأب بيار عن دعمه هذا إثر ضغوط تعرض لها من مثقفين يهود نافذين ومن طرف الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية فضلاً عن وسائل الاعلام، على رغم ذلك يبدو ان مجاهرة الأب بيار ذي الشعبية الكبيرة، بالتشكيك بموضوع "المحارق" قد تسبب باعطاء القضية بعداً لم تبلغه من قبل. يُذكُر هنا أن الأب بيار زار اخيراً غزة وقدم اعتذاراً الى الرئيس ياسر عرفات عن جريمة اقتلاع الفلسطينيين من ارضهم والتي تسببت بها، حسب قوله "وحشية النازي الكاثوليكي" هتلر ضد اليهود وحملهم بالتالي على استيطان فلسطين. يبقى القول ان اصواتاً بدأت تظهر في الغرب ضد اليهود والصهيونية من بينها صوت مارلون براندو ضد سيطرة اليهود على هوليوود وصوت جان بول بلموندو ضد سيطرة هوليوود على شبكات التوزيع السينمائية الفرنسية، اضافة الى صوت الأب بيار الذي قال في احدى المقابلات "ان انتقاد مغنٍ يهودي سيئ الأداء يجب الا يعتبر مناهضة للسامية".