"معه سيارة كبيرة". في الماضي، كان الحجمُ دليلاً على المكانة الإجتماعية مثل "كرش الوجاهة". لا حاجة لذكر الماركة أو الموديل، إلا نادراً: "معه مرسيدس" أو "أميركية". صمدت القاعدة حتى أزمات النفط في السبعينات وأوائل الثمانينات، وإختناق المدن إزدحاماً مع نمو المبيعات في ظل نمو الإقتصاد العالمي بين الخمسينات والثمانينات، وصولاً الى صعود دعاة حماية البيئة. منذ العقد الماضي، راجت مقولة "الجمال في الصِغَر". لم تسقط أهمية الحجم، لكنها لم تعد حصرية. قد يسهل على صانع السيارات الصغيرة والمتوسطة تحجيم الهيكل مع توسيع الداخل، بتوزيع العجلات قرب الزوايا الأربع لتبدو السيارة كدعابة. لكن ماذا تفعل بقطاع السيارات الكبيرة أصلاً؟ ستتحوّل الى مسخ "سيارة صغيرة ممدودة"، لا كبيرة مميّزة بصندوقَين أمامي وخلفي لهما "مكانتهما" الواضحة. يبقى الحل في جعبة أخرى: التصميم. التصميم في السياق ذاته، لا ينحصر تحول تصميم موديل "إي" الجديد لدى مرسيدس-بنز بالمصابيح الأمامية المستديرة وحدها، بل خصوصاً في إخراج سيارة أوسع من سابقتها ولو بدت أنعم وأصغر منها. صحيح أن المصابيح الدائرية ترمز الى الثورة الداخلية لدى صانع شتوتغارت. فالموديلات الآتية كثيرة وفي قطاعات مختلفة رباعي الدفع وكوبيه صغير وأحادي الهيكل، وبكلفة إنتاجية أدنى مما في الماضي. لكن الواجهة الجديدة ستدمغ إطلالة عدد من الموديلات المقبلة، ويرجح أن تكون بينها فئة "إس" المقبلة التي لن تنزل قبل أواخر العام المقبل تعرف برمز "دبليو 220"، مع "شقيقة" أكبر وأفخم منها مبنية على القاعدة الطويلة ل"إس" المقبلة، وتعرف برمز "دبليو 240" لن تُعرض قبل 1999. لذلك تمثل "إي" الجديدة رمزاً لتحوّل المفاهيم لدى مرسيدس، وعصرنتها. فالإطلالة الفتية الرشقة المائلة الى النعومة تخفي وسائل حماية أنجع مما في سابقتها، وتقنيات أقل أذى للبيئة إن في إمكان إعادة تصنيع كثير من القطع، أو في خفض معدّلات الإستهلاك نحو ستة في المئة في الفئات مجتمعة وخصوصاً في تمتعها بمستوى تجهيزي لم يكن يتوقع، قبل بضع سنوات، نزوله من القطاع الفخم العالي F segment الى قطاع "إي" الكبير" E segment. خيارات التجهيز أول ما يُلفت في التجهيز إمكان تزويج أصغر المحرّكات مع أعلى التجهيزات. وإضافة الى الألوان الخارجية الخمسة عشر، والإحد عشر للمقصورة، هناك ثلاثة مستويات تجهيزية: "كلاسيك" و"إيليغانس" وأرقاها "أفانغارد". ألوان الجلود تخيّر بين صيغ كثيرة. وفي المحرّكات البنزينية أربعة صمامات لكل أسطوانة، تتوافر الأسطوانات الأربع 0.2 ليتر/136 حصاناً و3.2 ليتر/150 حصاناً، أو الست المتتابعة 8.2 ليتر/193 حصاناً و2.3 ليتر/220 حصاناً. وفي الأعلى "إي 420" 2.4 ليتر/279 حصاناً بثماني أسطوانات V-8، ولا تتقدّمها إلا فئة "أ إم جي إي 50" العليا رياضياً وتجهيزاً والتي تعدّها "أ إم جي AMG" الفرع الرياضي لدى مرسيدس-بنز بمحرّك 0.5 ليتر/347 حصاناً مع علبة أوتوماتيكية بخمس نسب أمامية. ويُذكر بأن مرسيدس ستُطلق الخريف المقبل عائلة محرّكات جديدة بست أو ثماني اسطوانات V6 وV8. العلب عادية بخمس نسب أمامية أو أوتوماتيكية بأربع أو خمس أمامية حسب الفئات. المقصورة رحبة مع مقاعد مريحة، والسقف لا يُفسد تسريحة أصحاب القامات الطويلة. الأزرار والمفاتيح سهلة الرؤية والمنال، والصندوق الخلفي عريض الفتحة ومتدني الحافة، مع مساحة تحميل جيدة 500 ليتر. السلوك مع أن السلوك يختلف دائماً بين فئة وأخرى في الموديل الواحد حسب المحرّك والعلبة وقسوة التعليق، أظهرت التجربة العامة سلوكاً ممتازاً في ثبات الموديل وطواعيته في معظم الظروف، لا سيما في نجاح التعليق في التخميد "الحازم"، الكافي المرونة لإمتصاص الحدبات من دون ميوعة. التوجه ممتاز الدقة ويعتمد اللف نظام الجريدة والترس، والعزل الصوتي ممتاز بدوره وفي مختلف الفئات المجرّبة. التجهيزات تختلف التجهيزات طبعاً حسب الفئات والأسواق. لكن مختلف الفئات يقدّم في تجهيزاته الأساسية وسادتَين هوائيتين للسائق والراكب المجانب له. ومن التجهيزات الإضافية في أي من الفئات وسادتان هوائيتان جانبيتان في البابين الأماميين وجهاز يطلق المسّاحة فور إستشعار جهاز الرصد هطول المطر على الزجاج الأمامي. وتبدأ التجهيزات الأساسية في فئة "كلاسيك" مع كهربائية تحريك النوافذ الأربع والمرآتين الجانبيتين والقفل المركزي مع تحكم من بُعد وشيفرة لمنع السرقة وعجلات معدنية خفيفة Alloy وضبط آلي لحرارة المقصورة مع "إي 420"، وعرض المعلومات في لوحة القيادة معدّلات الإستهلاك والحرارة الخارجية، وخشب من قشرة الدلب Plane wood veneer، وجعبتان إضافيتان في البابين الخلفيين. وتُضاف في "إيليغانس" مسند ذراع يٌغطي علبة توضيب بين المقعدين الأماميين مع تهوئة داخلية، وقشرة خشب من عقد الجوز Burr walnut وغلاف جلدي للمقود ولقاعدة مقبض الغيار، ونظام تهوئة لركاب المقعد الخلفي، ومقاعد أكثر ضبطاً لجانبَي الجسم، وتلبيق لون المقصورة خمسة خيارات ألوان في هذه الفئة وحدها مع لون أحزمة السلامة وأزرار اللوحة، وإضاءة لمرآتَي حاجبَي الشمس. وفي "أفانغارد" عجلات معدنية خفيفة قطرها 16 بوصة 15 بوصة في الفئات الأخرى مع تعليق أقسى مما في الفئتين الأخريين، وقشرة خشب قيقب منقّط Bird's eye maple وجلد أسود لغلاف المقود ومقبض الغيار، وثلاثة خيارات لألوان المقاعد أسود/رمادي وأسود/أحمر وأسود/أخضر، ومصابيح كزينون وطلاء الصادمَين والعوارض الجانبية الواقية بلون الهيكل، وشبك أمامي بعوارض أسمك مما في الفئتين الأخريين. السلامة الفاعلة ومن تجهيزات السلامة الفاعلة مانعُ الإنزلاق الكبحي ABS، الأساسي في مختلف الفئات، وإستُغلّ نظامه لتأمين الدعم الإلكتروني للدفع Electronic Traction Support, ETS بتشغيل الكبح ترددياً على العجلة الدافعة التي تأخذ في الدوران بسرعة تفوق سرعة العجلات الأخرى بفعل الدفع على أرضية إنزلاقية، وهو يعمل دون سرعة 40 كلم/ساعة. أما مانع الإنزلاق الدفعي ASR, Acceleration Skid Control فهو يعمل في مختلف مجالات السرعة، ويمكن طلبه إضافياً مع الفئات الأوتوماتيكية المجهّزة بمحرّك 8.2 أو 2.3 ليتر تجهيز أساسي في "إي 420" بمحرّك 2.4 ليتر. مهمته تخفيف البخ عن المحرّك وتشغيل نظام الكبح لضبط العجلة الدافعة المنزلقة بفعل الدفع. أخيراً هناك البرنامج الإلكتروني للثبات ESP, Electronic Stability Program وهو لا يكتفي بمقارنة سرعة دوران كل من العجلات في مختلف مجالات السرعة فحسب، بل يحسب درجة لف المقود والتسارع الجانبي في المنعطفات بحيث يضبط الكبح في العجلة المعرّضة للإنزلاق عند تغيير الوجهة فجأة في المنعطف مثلاً أو عند تحاشي جسم ما، مع ضبط عزم المحرّك في الوقت ذاته.