اكد رفائيللو فلاح رئيس رابطة اليهود من اصل ليبي ل "الوسط" ان الحوار مع ليبيا في شأن تعويضات اليهود الليبيين ما زال مستمرا. واشار الى ان الظروف الاقتصادية التي تمر بها ليبيا بسبب الحصار هي التي ادت الى ابطاء الحوار. وقال فلاح الذي كان يبحث في القاهرة عن مكان مناسب ليقيم عليه مطعماً ايطالياً ومركزاً لبيع المنتجات الايطالية مع شركاء ايطاليين، انه حصل من العقيد معمر القذافي على وعد بدفع تعويضات لليهود الليبيين. ورفض فلاح الافصاح عن تقديره للتعويضات المستحقة لليهود الليبيين، وقال انها "مبالغ كبيرة جدا والتقديرات متروكة للجان التي يجب الاتفاق على تشكيلها". وذكر انه قدم الى كل من العقيد القذافي والرئيس ياسر عرفات اقتراحا بهدف تحريك قضية التعويضات. واضاف ان اقتراحه يقضي بالجمع بين التعويضات المستحقة ليهود البلدان العربية - وليس يهود ليبيا فقط - والتعويضات المستحقة للفلسطينيين التي يجب ان يدفعها الاسرائيليون لهم، على ان توضع هذه الاموال في بنك خاص يتم انشاؤه خصيصا لهذا الغرض تمهيدا لاستثمارها في مشاريع سلام اقتصادية تقام في الاراضي الفلسطينية وفي كل بلدان المنطقة بالشراكة بين الفلسطينيين واليهود العرب بنسبة 50 في المئة لكل منهما. واكد ان الرئيس عرفات لم يعترض على الفكرة. واشار فلاح الى ان يهود ليبيا، وعددهم 120 الفاً، يرفعون شعار "نطالب بحقوقنا بالتلاحم بتاريخنا"، وأنه لذلك اقترح انشاء مركز للحضارة الشرقية، وهو عبارة عن حركة جديدة - وليس حزبا - تضم عربا ويهودا مرتبطين بالحضارة نفسها، ويمكن ان ينضم اليها اليهودي الروسي، مثلاً، اذا كان له تفكير شرق اوسطي ويتحدث اللغة العربية، واوضح ان هذا المركز يمكن ان يلعب دورا في تحقيق التعايش بين العرب واليهود وتحقيق "نهضة شرقية بالشراكة". ولفت الى انه لم يحصل حتى الآن على الجنسية الاسرائيلية حتى يكون حراً وغير مقيد. وقال: "طموحي الحضارة وليس الجنسية الاسرائيلية او عضوية الكنيست"، مشيراً الى انه اسس شركة ايطالية - فلسطينية للبناء في غزة مع شركاء متعددين قامت بالفعل ببناء مساكن ومتاجر في غزة اضافة الى شركة سياحية اخرى في اريحا ستقوم بتجديد الفنادق وانشاء المشاريع السياحية. وقال فلاح، وهو احد مهندسي عملية سفر الحجاج الليبيين الى القدس العام 1993، ان سفر الحجاج الليبيين الى القدس كان يمكن ان يشكل اهم خطوة تجاه السلام بعد اتفاقية كامب ديفيد، واعتبر ان الاميركيين والاسرائيليين والفلسطينيين ساهموا في فشل العملية على رغم انها تخدم السلام. فالاميركيون عارضوها من البداية، والاسرائيليون عاملوا الليبيين معاملة غير مقبولة وغير لطيفة على رغم انهم ضيوف. اما الفلسطينيون فهاجموها بضراوة. ويذكر ان العقيد معمر القذافي كان نفى علمه بسفر الحجاج الليبيين الى القدس وطالب بمحاكمتهم بعد ردود الفعل العنيفة والهجوم الذي تعرض له بسبب هذه الخطوة. ورفض فلاح الافصاح عما اذا كان القذافي كان على علم مسبق بهذه الخطوة ام فوجئ بها، كما اوضح بعد ذلك. وقال: "لم اتحدث مع العقيد القذافي في هذا الخصوص لكنها شجاعة سياسية من الحكومة الليبية التي سمحت للحجاج ان يأتوا الى القدس".