فاز البريطاني دايمون هيل ببطولة العالم للسيارات بعد احرازه سباق الجائزة الكبرى في اليابان لبطولة فورمولا واحد على حلبة سوزوكا، وقد وضع فوزه حدّاً للحرب الأهلية التي ذرّت قرنها في فريق وليامس - رينو اثر اشتعال المنافسة على اللقب بينه وبين زميله السائق الكندي جاك فيلنوف الذي كان في طليعة مهنئيه معبّراً عن روح رياضية رائعة. هدية الوداع وجاء فوز هيل تتويجاً لمسيرة رياضية حافلة بالصعاب والخيبات، كما جاء بمثابة هدية الوداع لفرانك وليامس الذي يعود اليه الفضل في كونه فتح ابواب سباق فورمولا واحد على مصراعيها امام هيل وهو في الثانية والثلاثين، لكنه عاد وصفق الباب في وجهه عندما رفض تجديد عقده مع وليامس للموسم المقبل مع انه كان يتصدر الترتيب العام للسائقين في البطولة بفارق مريح، وكان المرشح الأوفر حظاً لإحراز اللقب. على منصة التتويج وفي لحظة من اللحظات النادرة كان هيل على منصة التتويج نهباً لمشاعر هي مزيج من النشوة العارمة والخيبة المريرة على حدّ سواء، فهو بطل العالم من جهة، وهو البطل الذي تخلى عنه فريقه بدل ان يتمسك به ويضاعف أجره من جهة اخرى. وخلال عزف النشيد الملكي البريطاني مرّ في ذهن هيل شريط الذكريات وتعاقبت صور والده غراهام هيل الذي توّج بطلاً للعالم في سباقات فورمولا واحد مرتين 1962 و1968 وصورته عندما قضى ضحية حادثة طيران مشؤومة مخلفاً العائلة في احضان المجهول. وعلى الأثر توالت صور فوز دايمون بلقب بطل بريطانيا للدراجات النارية وصور مشاركاته في بطولة فورمولا ثلاثة وحلوله في المركز الخامس 1987 وفي المركز الثالث 1988 وانسحابه في منتصف موسم 1989 بسبب ضائقة مالية حلّت بفريق فوتورك، وعودته الى الحلبة في العام 1990 مع فريق لولا من دون ان يحقق نتائج باهرة، واحتلاله المركز السابع في العام 1991، وانتقاله الى سباقات فورمولا واحد خلال العام 1992 مع فريق برابهام خلفاً للسائقة الايطالية جيوفاني أماتي التي فشلت فشلاً ذريعاً، واحتلاله المركز الثالث مع فريق وليامس - رينو في العام 1993 والمركز الثاني في العامين 1994 و1995. وانتهى النشيد الملكي البريطاني ودايمون هيل بطل العالم للمرة الاولى وأول بطل سبق لوالده ان احرز اللقب. أداء لا غبار عليه كان خبراء رياضة السيارات يتوقعون قبل انطلاق سباق الجائزة الكبرى في اليابان ان يتعرض هيل لضغط نفسي شديد ينعكس سلباً على ادائه فوق حلبة سوزوكا خصوصاً ان منافسه فيلنوف احتل المركز الاول في التجارب الرسمية وانتزع هو المركز الثاني امام شوماخر في المحاولة الاخيرة. لكن هيل فاجأ الجميع بأداء لا غبار عليه مكّنه في لحظة الانطلاق من انتزاع مركز الصدارة الذي ظل محافظاً عليه حتى النهاية، ومن السيطرة على مجريات السباق سيطرة مطلقة جعلت المنافسة مقتصرة على المركز الثاني. ولم يستطع اي من منافسيه ان يشكّل تهديداً جدياً لتصدّره السباق وعندما بلغ هيل ان منافسه فيلنوف خرج من السباق في اللفة ال 37 بعد ان انفصل اطار سيارته وقفز فوق حواجز الامان، تابع هيل السباق - مع ان الصراع على اللقب قد حسم لصالحه أياً كانت نتيجته - وفقاً للخطة التي رسمها لنفسه مؤكداً تصميمه على اصابة عصفورين بحجر واحد: احراز اللقب العالمي والفوز بسباق اليابان، وقد تمّ له ما أراد كأنه قرر ان يبدد الصورة السيئة التي انطبعت في اذهان الناس عن قيادته السيئة بعد تعثره في السباقات الاخيرة. ولا شيء ينجح كالنجاح في اقناع المشاهدين في ان هيل استحق اللقب عن جدارة علماً انه بعد فوزه على حلبة سوزوكا رفع عدد انتصاراته الى ثمانية انتصارات في هذا الموسم والى 21 انتصاراً في سباقات فورمولا واحد. عناد وجرأة ومع ان فيلنوف حقق انطلاقة سيئة وتقهقر في نهاية اللفّة الاولى من موقع الصدارة الى المركز السادس، فقد أذهل المشاهدين بعناده وجرأته وكفاءته العالية عند تخطي ايرفين سائق فيراري مرتين، وبيرغر سائق بينيتون - رينو، واحتل المركز الرابع مقلّصاً الفارق بينه وبين هيل المتصدر الى 5 ثوانٍ قبل ان يخرج بالضربة القاضية كما أشرنا الى ذلك سابقاً. صحيح ان فيلنوف لم ينجح في تحقيق الانجاز الذي سبق ان حققه مانسيل الفوز ببطولة فورمولا واحد وبطولة اندي كار في موسمين متتاليين لكنه رسّخ اقدامه في سباقات الجائزة الكبرى منذ الموسم الاول وظل منافساً جدياً على اللقب حتى السباق الاخير، وحلّ ثانياً في الترتيب العام للبطولة، وكل الدلائل تشير الى ان بطولة العالم في متناول يده، خصوصاً ان هيل سيقود الموسم المقبل سيارة أروز وهي سيارة حظها في المنافسة على اللقب العالمي كحظ ابليس في الجنة، كما ان سيارة فيراري بقيادة شومخار، قد لا تكون استكملت كل التجهيزات التي تتيح لبطل العالم السابق مرتين 1994 و1995 ان يكون في كامل جهوزيته لانتزاع اللقب مجدداً. على اي حال تعد المنافسة بين وليامس - رينو وبينيتون - رينو وفيراري وماكلارين بموسم جديد حافل بالإثارة قد لا يضع حداً لسيطرة وليامس على الحلبات لكنه يحدّ من تسلطها ويقلّم اظافر احتكارها. ترتيب السائقين في سباق اليابان 1 - دايمون هيل وليامس - رينو 1.32.33.791 ساعة 2 - ميكايل شوماخر فيراري بفارق 1.883 ثانية 3 - ميكا هاكينن ماكلارين - مرسيدس بفارق 3.212 ثانية 4 - غيرهارد بيرغر بينيتون - رينو بفارق 16.526 ثانية 5 - مارتن بروندل جوردان - بيجو بفارق 1.07.12 دقيقة 6 - هايننس هارالدفريتشن ساوبر - فورد بفارق 1.21.186 دقيقة. ترتيب الصانعين 1 - وليامس - رينو 175 نقطة 2 - فيراري 70 نقطة 3 - بينيتون - رينو 68 نقطة 4 - ماكلارين - مرسيدس 49 نقطة 5 - جوردان - بيجو 22 نقطة 6 - ليجييه موغن هوندا 15 نقطة. الترتيب العام لبطولة 1996 1 - دايمون هيل 97 نقطة 2 - جاك فيلنوف 78 نقطة 3 - ميكايل شوماخر 59 نقطة 4 - جان أليزي 47 نقطة 5 - ميكاها كينن 31 نقطة 6 - هبرغارد بيرغر 21 نقطة