أثبت الالماني ميكايل شوماخر أنه حالياً أفضل سائق على الحلبة، فأحرز سباق الجائزة الكبرى في ايدا اليابان واحتفظ بلقب بطولة العالم للمرة الثانية. ومرة أخرى وضع شوماخر النقاط على الحروف وأظهر الفارق الشاسع بين سائق همه ان يجمع النقاط للفوز ببطولة العالم وسائق يستمتع بالقيادة ويتصرف على الحلبة تصرفاً يليق بسمعة بطل العالم بمعزل عن النقاط وعن حسابات الربح والخسارة، فقد كان يكفيه ان يحتل المركز الرابع ويجمع 3 نقاط لكي يضمن احتفاظه باللقب، إلا انه أبى بدافع الحرص على السلامة ان يتوّج بطلاً للعالم في سباق ينهيه رابعاً فخطط وجازف وأصاب نجاحاً مزدوجاً. سوء تقدير كان سباق الجائزة الكبرى على حلبة ايدا مثيراً وممتعاً منذ لحظة الانطلاق حتى لحظة الوصول، وقد شهد من المناورات الخفية والمعلنة ومن تبديل المواقع في الترتيب ما جعله سباق الموسم بلا منازع. فور انطلاق السباق حاول شوماخر الثالث ان يتخطى هيل الثاني المرشح المحتمل الوحيد لحرمانه من لقب بطولة العالم، لكن هذا الأخير أساء التقدير على عادته فحال دون السماح لشوماخر بتجاوزه وأفسح في المجال أمام أليزي سائق فيراري لاحتلال المركز الثاني وراء كولتهارد سائق وليامس - رينو. ومع ان شوماخر تقهقر بعد هذه المناورة الى المركز الخامس وراء بيرغر سائق فيراري فقد دفع هيل غالياً ثمن سوء تقديره كما سنكتشف من تتبع مجريات السباق. الوحي المشترك من المؤكد ان وضع شوماخر في المركز لم يكن مريحاً، لكنه استطاع لاحقاً ان يتجاوز بيرغر ببراعة نادرة وأن يمارس ضغطاً شديداً على هيل الذي كان بدوره يضغط على أليزي في حين كان كولتهارد ينعم في الصدارة بفارق مريح عن مطارديه الأربعة. وفي اللفة التاسعة عشرة توجه أليزي وهيل وشوماخر الى المرأب لتبديل الاطارات والتزود بالوقود كما لو ان الوحي هبط عليهم في لحظة واحدة، وعندما عادوا الى الحلبة من جديد تبدلت المواقع فقفز شوماخر من المركز الرابع الى الثاني وهبط هيل الى المركز الرابع وراء أليزي في المركز الثالث. وبعد مطاردة حبست الأنفاس تمكن هيل من تخطي أليزي واحتلال المركز الثالث وراء شوماخر ولكن بفارق كبير يجعل فرصة اللحاق به مستبعدة للغاية إلا إذا خرجت سيارة شوماخر من السباق أو طرأ عليها عطل ما… الحسم على مراحل ويبدو ان شوماخر حسم مسألة الاحتفاظ باللقب، إلا انه لم يحسم الصراع على احراز السباق، إذ ظل كولتهارد متصدراً بعد تبديل اطاراته بفارق 5.7 عن شوماخر الذي نجح في تقليص هذا الفارق تباعاً حتى كادت مقدمة سيارته تلامس مؤخرة سيارة وليامس - رينو، قبل ان يدخل المرأب للمرة الثانية في اللفة الپ38. وظل التنافس سجالاً بين شوماخر وكولتهارد الى ان دخل الأخير المرأب ثانية والفارق بينهما 7.8 ثوان، وعندما عاد الى الحلبة كان شوماخر قد تصدّر السباق في اللفة الخمسين وظل متصدراً حتى النهاية مع انه دخل المرأب للمرة الثالثة. وواجه شوماخر متاعب جدية في اللفة الأخيرة كادت تجعل جميع جهوده ومناوراته هباء فقد راحت اشارات الانذار الحمراء تضيء لوحة القيادة أمامه فبدت أشبه بشجرة الميلاد ما أثار قلقه وقلق الميكانيكيين الذين يتابعون السباق على شاشة الكومبيوتر… لكن النهاية جاءت سعيدة إذ عبر شوماخر خط الوصول متجاوزاً متاعبه وقد أصاب نسرين بحجر واحد. وكاد فلافيو برياتوري مدير فريق بينيتون يخنق شوماخر عناقاً عند مدخل المرأب وذلك احتفالاً بالنصر المزدوج على طريقته الخاصة. هدية الوداع ان ما حققه شوماخر في هذا السباق هو أفضل هدية يمكن ان يقدمها الى الفريق الذي أحرز له ومعه بطولة العالم مرتين قبل ان ينضم في الموسم المقبل الى فريق فيراري. وهنا لا بد من الاشارة الى ان الفوز في سباقات الجائزة الكبرى لم يعد مجرد عزف منفرد يؤديه السائق وحده مهما بلغت مهاراته في القيادة، بل هو حصيلة جهود مشتركة يقوم به فريق متكامل. فمحرك السيارة له دور، والميكانيكيون لهم حصة، والعاملون في المرأب لهم نصيب، والذين يرسمون خطط السباق الاستراتيجية لهم شأن، ناهيك بالدور الخطير والحاسم الذي يلعبه السائق. وقد كان التناغم الرائع بين شوماخر وبينيتون وراء الانجازات الباهرة التي حققها البطل الالماني. وإلا كيف نفسّر اخفاق زميله هيربرت في فريق بينيتون عن تحقيق نتائج مماثلة لنتائجه؟ او كيف نفسر فشل دايمون هيل وديفيد كولتهارد عن مجاراة شوماخر مع انهما بشهادة الخبراء يقودان سيارة افضل قليلاً من سيارته، وهما في التجارب الرسمية يحققان نتائج افضل من نتيجته؟ ترى هل يستطيع شوماخر الذي احرز لقبه الاول مع فورد - بينيتون وكرر انجازه مع بينيتون - رينو ان يحرز لقبه الثالث مع فيراري ام انه ارتكب خطأ استراتيجياً بتخليه عن بينيتون؟ من السابق لأوانه الاجابة عن هذا السؤال، لكن بوسعنا التأكيد ان شوماخر، سواء احرز اللقب الثالث ام لم يحزره في الموسم المقبل، هو حالياً افضل سائق في فورمولا واحد حتى اشعار آخر. أسماء الذين فازوا ببطولة العالم مرتين ألبرتو أسكاري 1952 و1953 غراهام هيل 1962 و1969 والد ديمون جيم كلارك 1963 و1965 ايمرسون فيتبالدي 1972 و1974 ميكايل شوماخر 1994 و1995 الابطال الاكثر فوزاً في سباقات الجائزة الكبرى بعدما سجل شوماخر انتصاره الثامن عشر على حلبة ايدا في اليابان، بأت يحتل المركز التاسع على قائمة ابطال سباقات الجائزة الكبرى. 1 - بروست 51 انتصاراً 2 - سينا 41 انتصاراً 3 - مانسيل 31 انتصاراً 4 - ستيورات 27 انتصاراً 5 - كلارك ولودا 25 انتصاراً 7 - فانجيو 24 انتصاراً 8 - بيكيه 23 انتصاراً 9 - شوماخر 18 انتصاراً