سباق الجائزة الكبرى الذي اشعلته الامطار التي هطلت بغزارة على حلبة سوزوكا في اليابان في السادس من تشرين الثاني نوفمبر اذ قلصت الفارق بين المتصدر ميكايل شوماخر ومتحديه دايمون هيل الى نقطة واحدة. سباق الجائزة الكبرى هذا أطفأ أواره العناق المعدني على حلبة اديلايد في استراليا بين سيارة المتصدر بينيتون - فورد وسيارة منافسه الرئيسي وليامس - رينو في اللفة السادسة والثلاثين، وقد خرج شوماخر على اثر ذلك العناق من حلبة المنافسة فوراً، ولحق به هيل بعد فترة وجيزة ما اتاح لنايجل مانسيل ان يحرز سباق الجائزة الكبرى في اديلايد كما اتاح لميكايل شوماخر ان يتوج بطلاً للعالم وهو أول الماني يفوز بهذا اللقب العالمي. وقد شهدت سباقات الجائزة الكبرى في هذا الموسم أحداثاً درامية أدت الى وفاة البرازيلي ايرتون سينا بطل العالم ثلاث مرات والمرشح الأوفر حظاً لاحراز اللقب هذا الموسم والسائق النمسوي رولاند راتزنبرغر، كما شهدت سيطرة مطلقة للألماني شوماخر في المراحل الأولى من البطولة ففاز بالسباقات الاربعة الاولى في ساو باولو وتاناكا وايمولا وموناكو وحل في المرتبة الثانية في برشلونة، ثم احرز سباقي مونتريال وماني كور. وفي حين بدا شبه مؤكد لعشاق هذه الرياضة بعد ادمان شوماخر الفوز واحتكاره الانتصارات، ان بطولة العالم غدت في جيبه، وان الطريق اليها معبد وسالك وآمن اذ بلغ الفارق بينه وبين اقرب منافسيه 37 نقطة، بدأت تطارده المتاعب فحرمه الاتحاد الدولي من النقاط الست التي نالها اثر حلوله ثانياً في سباق سيلفرستون كما حرمه الاشتراك في سباقين من سباقات الجائزة الكبرى ثم حرمه من النقاط العشر بعد فوزه بسباق سبا في بلجيكا. ومع ان هذه العقوبات القاسية اشعلت نار الاثارة في سباقات الجائزة الكبرى وأفسحت في المجال أمام دايمون هيل للحاق بالمتصدر، فهي اوقعت ظلماً فادحاً بالبطل الألماني وجاءت بمثابة انتقام شخصي منه بعد الانتصارات الباهرة التي سجلها. وكان من المتوقع ان يحسم شوماخر أمر البطولة في سباق سوزوكا وكان الأمر في متناول يديه لولا خطأ استراتيجي ارتكبه الجهاز الفني في فريق بينيتون - فورد اذ اوعز اليه ان يبدل اطاراته وان يتزود بالوقود للمرة الثالثة فأضاع ثواني ثمينة حرمته من الفوز وقلصت الفارق بينه وبين هيل الى نقطة واحدة وأرجأت معركة الحسم الى سباق اديلايد وهو السباق الاخير في روزنامة فورمولا واحد لهذا الموسم. بدأ شوماخر سباق الموسم الاخير بداية طيبة فانتزع لحظة الانطلاق مركز الصدارة من نايجل مانسيل الذي قام بمناورة لحساب هيل لم يكتب لها النجاح لكن هيل نجح في اللحاق بشوماخر وفي ملازمته كظله وظل الفارق بينهما على امتداد ست وثلاثين لفة يتراوح بين ثانيتين في حده الاعلى ونصف ثانية في حده الادنى، وكانت كل المؤشرات تؤكد ان سباق اديلايد سيبلغ ذروة المنافسة وقمة الاثارة. وفجأة فقد شوماخر زمام السيطرة على سيارته فاصطدمت بأحد الجدران ثم عادت الى الحلبة وفي هذه اللحظة كان هيل يحاول تجاوزه مستغلاً فرصة العمر، لكن شوماخر بحركة عفوية سد امامه الطريق ووقع الاصطدام فانحرفت سيارة شوماخر واصطدمت بحاجز من الاطارات ثم لفظت انفاسها الاخيرة وخرج شوماخر منها دون ان يصاب بأذى لكنه كان محطماً ومحبطاً لأنه أيقن بأن البطولة ضاعت من يده وتابع هيل السباق ببطء لأن احد اطارات سيارته اصيب بثقب وعندما دخل المرأب لتغيير الاطار تبين ان عطلاً طرأ على جهاز التعليق يتعذر اصلاحه ويتعذر عليه بالتالي متابعة السباق. وهكذا تبددت احلام هيل في احراز بطولة العالم بعد 26 عاماً من فوز والده الراحل غراهام هيل بها. وعندما غابت سيارة هيل عن الحلبة طوال لفتين عادت البسمة الى شفاه شوماخر الذي كان متكئاً على حافة الجدار ولدى سماعه عبر مكبرات الصوت اعلان فوزه ببطولة العالم كاد يطير فرحاً بعد المعاكسات القاهرة التي اعترضتها وكادت تحرمه من اللقب، وراح افراد فريق بينيتون - فورد يتقاذفونه في الهواء وهم لا يصدقون هذه البشرى السعيدة. وتجدر الاشارة الى ان بطل العالم الجديد أهدى فوزه الى البطل البرازيلي الراحل ايرتون سينا في لفتة انسانية رائعة، واعتذر وهو في ذروة الزهو والنشوة من منافسة دايمون هيل عن تعليقات سابقة أدلى بها حول أدائه وكفاءته وأشاد بعناده ومثابرته وبقدرته على المنافسة. وقد أدلى ألان بروست بطل العالم اربع مرات في سباق الفورمولا واحد وهو يعلق على السباق لحساب التلفزيون الفرنسي القناة الاولى بالتصريح الآتي حول حادث الاصطدام: "انه رد فعل طبيعي لدى سائقي السباق وما من شيء يثبت انه مقصود او مخطط له. ان خطأ في القيادة من شأنه ان يفقد السائق مركزه يقود حكماً الى رد فعل من هذا النوع لأن السائق يتصرف عندئذ بدافع من الغريزة ولكنها ليست غريزة القاتل. ان ما قام به شوماخر لا يمكن اعتباره عملاً عدائياً انما هو رد فعل دفاعي". الترتيب النهائي الصانعون السائقون 1 وليامس - رينو 118 1 شوماخر ألماني - بنيتون 92 2 بنيتون - فورد 103 2 هيل بريطاني - وليامس 91 3 فيراري 71 3 بيرغر نمسوي - فيراري 41 4 ماكلارين - بيجو 42 4 هاكينين فنلندي - ماكلارين 26 5 جوردان - هارت 28 5 اليزي فرنسي - فيراري 24 6 ليجييه 13 6 باريشتييللو برازيلي - جوردان 19 7 تيريل - ياماها 13 7 براندل بريطاني - ماكلارين 16 8 سوبر - مرسيدس 12 8 كولتهارد بريطاني - وليامس 14 9 فوتورك - فورد 9 9 مانسيل بريطاني - وليامس 13 10 ميناردي - فورد 5 10 فيرستابن هولندي - بنيتون 10 غرافيك نيوز بطاقة هوية * الاسم: ميكايل شوماخر. * من مواليد كيرين في المانيا في الثالث من كانون الثاني يناير 1969. * بدأ سباقات الكارتنغ وهو في الرابعة عشرة من عمره. * احرز بطولة المانيا للشباب في الكارتنغ 1984 وحل ثانياً في بطولة العالم للكارتنغ 1985 واحرز بطولة المانيا وبطولة اوروبا 1987. * بطل المانيا في سباق فورمولا كونيغ 1988 ووصيف بطل اوروبا لفورمولا فورد 1600. * حل ثالثاً في بطولة المانيا لفورمولا 3. * احرز بطولة العالم للسيارات الرياضية مع سوبر - مرسيدس 1990 كما احرز بطولة المانيا لفورمولا 3. * احرز بطولة العالم للسيارات الرياضية مع سوبر - مرسيدس 1991 وحل في المرتبة الثانية عشرة في فورمولا واحد برصيد 4 نقاط. * حل ثالثاً في بطولة العالم فورمولا واحد 1992 برصيد 53 نقطة. * حل رابعاً في بطولة العالم فورمولا واحد 1993 برصيد 52 نقطة. * توج بطلاً للعالم 1994 برصيد 92 نقطة. * شارك في 52 سباقاً من سباقات فومورمولا واحد وأحرز عشرة انتصارات منها 8 انتصارات في هذا الموسم.