لم يعاند الحظ سائق وليامس - رينو الاسكتلندي ديفيد كولتهار بمقدار ما عاند سائق فيراري الفرنسي جان أليزي، لكنه انتظر طويلاً قبل ان تدق ساعته ويحرز لقب احد سباقات الجائزة الكبرى علماً انه انطلق في مركز الصدارة في غير سباق خلال هذا الموسم... وهذه المرة في سباق الجائزة الكبرى فورمولا واحد على حلبة ايستوريل "فعلها" كولتهارد بكل إصرار وكل جدارة ورد التحية لفريق وليامس - رينو الذي تخلى عنه بعد تعاقده مع السائق الكندي فيلنوف. إصرار على الفوز وإصرار كولتهارد على الفوز بدا واضحاً خلال التجارب الرسمية التي سبقت السباق فقد انتزع مركز الصدارة من زميله دايمون هبل في فريق وليامس - رينو بعدما سجل هذا الأخير أفضل وقت في تجارب يوم الجمعة، حارماً إياه فرصة الانطلاق من المركز الأول مع ما يمكن ان يترتب على ذلك من انعكاسات سلبية في صراع هيل وشوماخر على اللقب. وبدا واضحاً ايضاً ان كولتهارد أراد ان يثبت وجوده على الساحة كي يضمن انتقاله الى أحد الفرق التي لها حظ في المنافسة على اللقب بشروط غير مجحفة. وتجدر الاشارة الى ان فريق وليامس - رينو حقق نتيجة ممتازة في التجارب الرسمية اذ حل سائقاه في المركزين الأول والثاني على متن سيارتين جهزتا بمعدات جديدة وزودتا محركين من فئة FW17B، لكن الفريق فاجأ المراقبين باشراك سيارتين من الطراز القديم لأن الفنيين اكتشفوا ضعفاً في علبة تغيير السرعات فآثروا عدم المجازفة قبل ان يطمئنوا كلياً الى فاعلية السيارة الجديدة التي يتوقع ان تكون قد شاركت في سباق الجائزة الكبرى في المانيا على حلبة نور بورغرينغ. اصطدام واختراقات بدأ السباق بحادث مؤسف، فاصطدمت سيارة الايطالي لوكا بادور ميناردي بسيارة اليابانية اوكيو كاتاياما التي طارت عن الحلبة وارتطمت بجدار الأمان ثم استقرت مقلوبة على الحلبة بعدما دارت على نفسها دورات عدة ما أدى الى وقف السباق ونقل السائق الى المستشفى لإصابته بارتجاج في الدماغ. وعندما انطلق السباق مجدداً حقق الالماني ميكايل شوماخر اختراقه الأول، متجاوزاً غريمه دايمون هيل وانتزع المركز الثاني وراء ديفيد كولتهارد الذي ظل متصدراً حتى اللفة الپ38 ومن ثم تصدر زميله هيل حتى اللفة الپ43 حيث حاد كولتهارد الى صدارة السباق حتى النهاية. وشهد السباق لحظات من الاثارة المشحونة بالتوتر بين هيل وشوماخر على اعتبار ان فوز كولتهارد لا يبدل شيئاً في طبيعة الصراع على اللقب، ولأن التنافس المحموم بين البطل ووصيفه أدى الى خروجهما معاً صفر اليدين على حلبة سيلفرستون في بريطانيا وعلى حلبة مونزا في ايطاليا، ناهيك باصطدامهما الموسم الماضي على حلبة ايدلابيد في استراليا... والواقع ان شوماخر في المركز الثالث راح يطارد هيل صاحب المركز الثالث ويشدد الضغط عليه مقلصاً الفارق بينهما الى أقل من ثانية وعلى منعطف ضيق وخطير قام شوماخر باختراقه الثاني في اللفة ال 62 إثر مجازفة حبست أنفاس المشاهدين وأتاحت للألماني ان ينتزع المركز الثاني من البريطاني. وهكذا سجل شوماخر في هذا السباق هدفين في مرمى هيل الأول لحظة الانطلاق والثاني عندما تجاوزه بمهارة تجعل منه سيّد المواقف الصعبة والدقيقة واللحظات الحرجة بلا منازع. وبدلاً من ان يقلص هيل فارق النقاط بينه وبين شوماخر على اللقب ارتفع الفارق بينهما الى 17 نقطة ما يعقد مهمة هيل ويجعله بحاجة الى معجزة كما جاء على لسانه "إن فارق 17 نقطة ليس بالأمر اليسير، وأنا الآن أحتاج الى معجزة". أما شوماخر فكان حذراً في تعليقه على السباق معتبراً ان البطولة لم تحسم بعد... فثمة أربعة سباقات متبقية... وكل شيء ممكن، ولعل شوماخر كان يلمح الى محرك وليامس - رينو الجديد FW17B الذي سيشارك على الأرجح في السباقات المقبلة ما يرجح - نظرياً - كفة فريق وليامس على كفة فريق بينيتون. التعاقد مع ماكلارين هذا من جهة الصراع على اللقب اما من جهة كولتهارد فإنه الفوز الذي حقق على حلبة ايستوريل في ثلاثية نادرة بانطلاقه في مركز الصدارة وتسجيله افضل وقت للغة واحدة وإحرازه لقب السباق متغلباً على بطل العالم ووصيفه اللذين حلا تباعاً في المركزين الثاني والثالث، ومما لا شك فيه ان هذا الفوز سيفتح امامه باب التعاقد مع فريق ماكلارين - مرسيدس على مصراعيه، خصوصاً بعد اعلان ألان بروست بطل العالم السابق أربع مرات انه لن يعود الى الحلبة في الموسم المقبل. الترتيب العام للسائقين 1 - ميكايل شوماخر 72 نقطة. 2 - دايمون هيل 55 نقطة. 3 - ديفيد كولتهارد 39 نقطة. 4 - جوني هيريرت 38 نقطة. 5 - جان أليزي 34 نقطة. 6 - غيرهارد بيرغر 28 نقطة. الترتيب العام للصانعين 1 - بينيتون - رينو 100 نقطة. 2 - وليامس - رينو 88 نقطة. 3 - فيراري 62 نقطة. 4 ماكلارين مرسيدس 18 نقطة. 6 - ليجييه موغن هوندا 16 نقطة.