في موقف لافت انتقد وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية الكويتي الدكتور علي الزميع بشدة التوجهات والاطروحات الفكرية التي تتبناها الحركات الطلابية الاسلامية في الاتحاد الوطني للطلبة في جامعة الكويت وتفسيراتها للتعاليم الاسلامية وفقاً لأهوائها الخاصة. وقال "ان الجامعة ليست أقدس من المسجد ليحظر فيها الاختلاط بين الجنسين". وأكد الزميع في المؤتمر الخامس عشر للاتحاد الوطني لطلبة الكويت ان هناك تراجعاً في عملية التجديد الثقافي داخل الاتحاد الوطني الذي يعاني من جمود فكري منذ عشرين عاماً. ويذكر ان "الاخوان المسلمين" يسيطرون على الهيئة التنفيذية للاتحاد منذ أكثر من 15 عاماً، من خلال الانتخابات التي تجرى سنوياً للتجديد لأعضاء الهيئة داخل الجامعة ويقترع فيها طلبة الجامعة من الجنسين، وتشارك في الانتخابات بقائمة خاصة بها تحت اسم "القائمة الائتلافية"، تدعمها جمعية الاصلاح الاجتماعي الواجهة السياسية للحركة الدستورية الاسلامية وهي التسمية السياسية للاخوان بعد تحرير الكويت من الاحتلال العراقي. وانتقد بشدة تهميش دور المرأة داخل المجتمع الكويتي وتساءل: "كيف نريد حركة تجديدية ورائدة تنجح في التنمية وهي تعمل على تهميش دور المرأة التي تشكل نصف المجتمع؟". وقال انه من الخطأ تشبيه المؤسسات الطلابية بالأحزاب السياسية التي لهابرامجها المحددة وتسعى الى الوصول عبرها الى الحكم. وأضاف ان اتحاد الطلبة كان أكثر تفتحاً وتفاعلاً وليبيرالية قبل عشرين سنة. ويعتبر حديث وزير الأوقاف أول انتقاد رسمي شديد لآراء وتوجهات وسيطرة الاخوان المسلمين على الحركة الطلابية من مسؤول حكومي رفيع منذ انشاء اتحاد الطلبة نهاية الستينات. ومن المعروف ان الزميع كان من أحد المؤيدين للحركة الطلابية الاسلامية عندما كان طالباً في الجامعة في نهاية السبعينات. ويذكر ان قانوناً اقترحه التكتل الاسلامي في البرلمان للفصل بين الطلاب والطالبات في الجامعة فشل في الحصول على الغالبية لاقراره في بداية العام الحالي، وكان موضع جدل واسع. ومن المتوقع ان يقدم التكتل نفسه هذا القانون في الدورة البرلمانية المقبلة للبرلمان التي تبدأ أعمالها في شهر تشرين الثاني نوفمبر المقبل.