دور أمانات المناطق في تحسين تجربة المواطن والمقيم    لبنان.. فرصة التغيير والتعاطف مع المقاومة !    لبنان ينتصر ببناء الدولة    رأي «جون ميرشايمر» في أحداث غزة.. !    كيف سيرد حزب الله بعد مقتل قائده؟    الهلال يعزّز صدارته بتغلبه على الخلود برباعية في دوري روشن للمحترفين    "الخليج" يواجه ماغديبورغ الألماني في بطولة العالم للأندية لكرة اليد    رقم قياسي للهلال بعد الفوز على الخلود    من دمَّر الأهلي ؟    ما أجمل رباعيات الهلال والأخدود    بغلف وباربيع يحتفلان بعقد قران أصيل    الزواج التقليدي أو عن حب.. أيهما يدوم ؟    «التعاون الخليجي» يتطلع لعلاقات استراتيجية وثيقة مع العالم أجمع    نائب أمير جازان يستعرض مراحل الإنجاز في مطار الملك عبدالله    يوم مجيد توحدت فيه القلوب    وكيل إمارة الرياض يحضر حفل السفارة الصينية    المملكة وجهة سياحية عالمية    محمد بن عبدالرحمن يثمن إطلاق "مؤسسة الرياض غير الربحية"    وزير الخارجية والمبعوث الأممي لسورية يبحثان التعاون بشأن الملف السوري    سلمان الخير    خرائط تفاعلية بمعرض الرياض الدولي للكتاب تعزز تجربة الزوار    المركز الوطني للتعليم الإلكتروني يطلق مبادرة البرامج الجامعية القصيرة "MicroX"    "الرياض تقرأ" شعار يطلقه المعرض الدولي في موسم 2024    وزير الخارجية يعلن إطلاق "التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين"    الرّفق أرفع أخلاق نبينا الأمين    التخصصات الصحية تعقد لقاء المجالس المهنية    ضبط مواطن في عسير لترويجه (9) كجم "حشيش"    ترحيل 11894 مخالفا للأنظمة خلال أسبوع    مذكرة مع طاجيكستان للإعفاء من التأشيرة    مزاد تمور العلا حضور كبير ووفرة إنتاج    «التجارة»: ضبط عمالة تغش في منتجات الإنارة ومصادرة 2.5 مليون منتج غير مطابق للمواصفات    "موسم الرياض" يطرح تذاكر أهم بطولة لأساطير التنس في العالم اليوم    الأخدود يحول تأخره بهدفين لفوز برباعية على الفتح    أول مزرعة عمودية للفراولة في العالم    تكريم الكاتبة السعودية أبرار آل عثمان في القاهرة    جمعية إجلال لكبار السن بمركز الحكامية تحتفل باليوم الوطني السعودي ال٩٤ بالراشد مول بجازان    بلديتا محافظة أحد رفيدة والواديين تعتذران عن فعالية الألعاب النارية    Dupixent يعالج التهاب الشعب الهوائية    علماء يكتشفون إيقافا مؤقتا للخصوبة    «الصحة» : لا تعارض بين لقاح "الحزام الناري" ولقاح "الإنفلونزا الموسمية"    حصاد المتعلمين وحصاد مشاهير المنصات    وطني.. مجد ونماء    ايجابيات اليوم الوطني    مروّجو الأوهام عبر منصات التواصل الاجتماعي    الزهد هو المجد في الدنيا والمجد في الآخرة    تحقيق التوازن : الحلول الفعالة لإستيعاب القبول الجامعي    كلية التقنية للبنات بجازان تحتفل باليوم الوطني ال94    برعاية وزير الثقافة.. «لندن» المحطة الرابعة ل«روائع الأوركسترا السعودية»    جونسون يعترف: خططت لغزو هولندا لانتزاع لقاح كورونا    إدارة المساجد والدعوة والإرشاد في الريث تشارك ضمن فعاليات اليوم الوطني السعودي ال94    "الغذاء والدواء" تحذر من شراء مستحضرات التجميل من المواقع غير الموثوقة    الفصيلي يدشن ويوقع كتابه التطور التاريخي لأنظمة الترقيات في المملكة    مكتب تعليم العوالي يحتفل باليوم الوطني 94    رابطة العالم الإسلامي ترحب بإعلان المملكة إطلاق «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين»    بحضور 3000 شخص.. أحد رفيدة تحتفل باليوم الوطني    محافظ هروب يرعى حفلَ الأهالي بمناسبة اليوم الوطني ال 94    رصد المذنب "A3" فجر أمس في سماء مدينة عرعر بالحدود الشمالية    نخيل القصيم أمسية في المسرح الروماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجيش اللبناني أعادة بناء نفسه ودعم واشنطن عسكري وسياسي
نشر في الحياة يوم 07 - 08 - 1995

مع تسلم لبنان طائرات الهليكوبتر الأميركية التي كانت الولايات المتحدة وافقت على تزويده بها قبل اشهر بثمن رمزي، والاحتفال رسمياً بادخال هذه الطائرات الى الخدمة، تكون بدأت فعلياً عملية اعادة بناء القوات الجوية اللبنانية بعد فترة من الجمود الكامل تقريباً دامت سنوات عدة، تركزت خلالها جهود بناء الجيش اللبناني وتنظيمه وتجهيزه عل وحداته البرية في الدرجة الأولى.
ويعتبر حصول لبنان على طائرات الهليكوتبر هذه امراً ذا دلالات سياسية مهمة الى جانب الأهمية التي يتسم بها على الصعيد العسكري المباشر. فهي المرة الأولى ومنذ عهد الرئيس السابق أمين الجميل التي تقوم بها واشنطن بتزويد المؤسسة العسكرية اللبنانية معدات عسكرية رئيسية، بعد ان ظل الدعم الاميركي لهذه القوات مقتصراً خلال السنوات الماضية على نواح ثانوية ورمزية الى حد كبير، مثل ناقلات الجند المدرعة والشاحنات والسيارات الميدانية وقطع الغيار والذخائر الخفيفة. ومن هذا المنطلق، يصبح في الامكان القول ان مجرد الموافقة على بيع هذه الطائرات الى لبنان، وبالثمن الرمزي الذي تمت فيه، يشكل تحولاً حيوياً في التوجه السياسي الاميركي حيال مسألة اعادة بناء الجيش اللبناني وتسليحه وتجهيزه، بقدر ما يشكل الحصول على هذه الطائرات اضافة نوعية اساسية على معدات هذا الجيش وقدراته، خصوصاً في ما يتعلق بقواته الجوية التي افتقرت خلال السنوات الخمس الماضية الى ابسط مقومات العمل نتيجة لما كان اصابها من تدمير واهمال ابان سنوات الصراع الأهلي الذي كان لبنان مسرحاً له في السبعينات والثمانينات.
عودة القوات الجوية
وطائرات الهليكوبتر التي تسلمها لبنان في الاسبوع الماضي، ويبلغ عددها 16 طائرة، هي من طراز "بل - 205"، الذي يعرف في الخدمة العسكرية الأميركية ايضاً باسم "يو. ه - 1ه" وهذا الطراز واحد من طرازات عدة تشتمل عليها عائلة طائرات الهليكوبتر "بل" التي اشتهرت في صورة خاصة خلال الحرب الفيتنامية حين لعبت دور "حصان الشغل" الاساسي في عمليات القوات الاميركية المجوقلة، وأطلق عليها آنئذاً الاسم الشائع "هيوي"، وتم انتاج آلاف عدة منها بطرازات ونماذج عديدة استخدمت لجميع الاغراض العسكرية تقريباً، بما في ذلك النقل والامداد والدعم الميداني واللوجستي واخلاء الجرحى والاقتحام الهجومي والبحث والاستطلاع والمساندة النارية. وأصبحت هذه الطائرات منذ ذلك الحين بين اكثر طائرات الهليكوبتر انتاجاً وأوسعها انتشاراً في العالم، وهي لا تزال تعمل على نطاق واسع حالياً في اكثر من 50 دولة، بما في ذلك القوات الاميركية نفسها. كما تم انتاج هذه الهليكوبترات بطرازات متنوعة في دول عدة بموجب تراخيص اميركية رسمية، كان من ابرزها ايطاليا على يد شركة "أغوستا" التي عرفت الطائرات التي انتجتها من هذه العائلة باسم "أغوستابل" وشهدت بدورها تصديراً واسعاً الى دول عديدة في العالم كان بينها لبنان الذي حصل خلال السبعينات على 12 طائرة من طراز "اغوستابل - 212".
والهليكوبتر "بل - 205" مزودة بمحرك توربيني واحد بقوة 1500 حصان، وهي قادرة على حمل 13 شخصاً، بما في ذلك طاقمها المؤلف من شخصين، او ما مجموعه 2 طن من ا لحمولات المتنوعة. ويمكن تسليحها برشاشات وقذائف صاروخية وخزانات نابالم وذخائر اخرى متنوعة. وتستطيع التحليق بسرعة قصوى تصل الى حوالي 225 كلم / ساعة، في حين يصل شعاع عملياتها الى نحو 250 كلم، ومداها الاقصى الى نحو 650 كلم.
وفي الاحتفال الذي اقيم في وزارة الدفاع اللبنانية بمناسبة تسلم هذه الطائرات، تحدث العميد محمود مطر قائد سلاح الجو عن الخطوات التي يتم الاعداد لتنفيذها في الوقت الحاضر على صعيد اعادة بناء هذا السلاح وتفعيله. وكان الملفت في صورة خاصة تشديد مطر على ان الطائرات الاميركية التي تم تسلمها ما هي الا "الدفعة الاولى" من دفعات اخرى ستشتمل عليها عملية اعادة بناء القوات الجوية، وكشفه عن ان "دفعة ثانية من 16 طائرة مماثلة" يتم التفاوض عليها بين لبنان والولايات المتحدة تمهيداً لتسليمها الى سلاح الجو اللبناني في غضون الاسابيع المقبلة، ما سيرفع مجموع عدد طائرات "بل - 205" اللبنانية الى 32 طائرة، وهو ما سيشكل اكبر عدد من طائرات الهليكوبتر في صفوف القوات الجوية اللبنانية منذ تأسيسها في اواخر الاربعينات. كما كان التركيز واضحاً في حديث العميد مطر على ان خطط اعادة بناء القوات الجوية لن تقتصر على مجرد الحصول على هذه الطائرات الاميركية، التي دفع لبنان ثمناً رمزياً لها يبلغ نحو 100 ألف دولار للطائرة الواحدة اي ما يعادل اقل من عشر ثمنها الأصلي، بل انها ستتضمن ايضاً مجموعة من الخطوات الاخرى المتعلقة باصلاح طائرات الهليكوبتر التي لا تزال موجودة لدى سلاح الجو من اصل ما دمرته الحرب واعادتها الى الخدمة، وكذلك العمل على اصلاح الطائرات المقاتلة وطائرات التدريب وتشغيلها من جديد، الى جانب التخطيط للحصول على طائرات جديدة من هذه الطائرات لاعادة تشكيل الوحدات القتالية الرئيسية في سلاح الجو.
أولويات التوحيد والبناء
وتأتي عودة الاهتمام ببناء القوات الجوية وتحديث معداتها بعد سنوات من التركيز الكلي تقريباً من جانب القيادة اللبنانية على اعادة بناء الجيش وتنظيمه وتجهيزه في اطار وحداته البرية والبحرية الى حد أقل، وذلك منذ ان تمت اعادة توحيد تشكيلاته عقب انتهاء الصراع الأهلي المدمر في البلاد مطلع السبعينات.
والخطوات التي تمكنت القيادة الحالية للجيش اللبناني من تنفيذها في هذا السياق خلال السنوات الخمس الماضية ليست بالقليلة، بل انها تشكل انجازاً تنظيمياً وعملياتياً لا يستهان به، خصوصاً اذا ما احذت في عين الاعتبار الحال التي كانت وصلت اليها اوضاع القوات المسلحة اللبنانية من تشرذم وتدمير وانقسام وتعددية في الولاءات السياسية والطائفية والمناطقية في ذلك الوقت. فمنذ اندلاع الشرارات الاولى للحرب، في اوساط السبعينات، شهدت القوات المسلحة الحكومية سلسلة من الانقسامات كان من شأنها تحويل الجيش اللبناني الى مجموعة من الجيوش المتناحرة التي لم تختلف كثيراً، من حيث افتقارها الى التنظيم او الانضباط او الولاء، عن الميليشيات الحزبية والطائفية والمناطقية التي كانت تتنازع النفوذ والسيطرة. وعلى رغم محاولات عدة قامت بها السلطات لاعادة تجميع تلك الوحدات المتشرذمة وتنظيمها في اطار موحد خلال تلك المرحلة، سواء في عهد الرئيس السابق امين الجميل، فان وطأة الحرب ظلت دائماً هي الاقوى من حيث الضغوط التي كانت تفرضها على وحدات الجيش في اتجاه دفعها نحو الانقسام والتشرذم من جديد.
ولعل الفترة الاقسى على الاطلاق بالنسبة الى وضع القوات المسلحة كانت السنوات 1983 - 1990، حيث توزعت الوية الجيش وأفواجه وتكشيلاته على الاحزاب والميليشيات الطائفية والمذهبية، وعلى المناطق الجغرافية التي كانت تلك الاطراف تتصارع وتتقاتل فيها، بدءاً من معارك الجبل والضاحية وبيروت خلال الفترة 1983 - 1985، وصولاً الى معارك العماد ميشال عون ضد القوات السورية وبعدها ضد ميليشيا "القوات اللبنانية"، خلال الفترة 1988 - 1990. فخلال تلك السنوات، فقدت القوات المسلحة الحكومية الكثير من وحداتها وعتادها وثكناتها، وسارت اوضاعها من سيء الى اسوأ الى ان وضعت الحرب اوزارها رسمياً وبدأت عملية تجميعها واعادة بنائها بقيادة العماد اميل لحود اعتباراً من اواخر عام 1990. اما اهم ما تم تحقيقه من خطوات خلال السنوات الخمس الماضية، فيمكن تحديده على الشكل التالي:
تعزيز القوى البرية
نجحت قيادة الجيش الى حد بعيد في تنفيذ خطط اعادة بناء وحداته البرية بمختلف فروعها، واعادة توحيد اطر القيادة والاركان والتراتبية الهيكلية والتنظيمية وتكريس مركزيتها. ولا شك في ان الجيش اللبناني هو اليوم اقوى مما كان عليه في اي وقت مضى منذ تأسيسه قبل خمسين عاماً، ذلك على الصعيدين العددي والنوعي على حد سواء. ولا بد من الاشارة
ايضاً الى ان الكوارث التي حلت بالجيش خلال سنوات الحرب الطويلة افرزت في المقابل جانباً ايجابياً لم يكن متوقعاً الى حد بعيد، وهو ذلك المتعلق بالخبرات القتالية ورباطة الجأش وشدة البأس التي اكتسبها العديد من وحدات الجيش نتيجة المعارك والمواجهات التي خاضتها، لا سيما في الثمانينات ، وكان لها الفضل في اعطاء تلك الوحدات طابع الاعتزاز بالانتماء الى المؤسسة العسكرية وتشكيلات النخبة فيها، وهو ام يتجلى في صورة متزايدة حالياً في تركيبة الجيش وقطعاته وعديده من ضباط وأفراد.
وبفضل هذا النجاح، ارتفع عديد القوات المسلحة الحكومية بفروعها المختلفة السنوات الماضية الى اعلى مستوى لها، اذ انه يقدر حالياً بنحو 45 الف جندي، بعد ان كان انخفض في وقت من الاوقات الى اقل من 20 الف جندي. وهذا المجموع موزع حالياً على نحو 42 الف جندي في القوات البرية، وما يقارب الف جندي في القوات الجوية، وأقل من ذلك بقليل في القوات البحرية. اما المعدات الرئيسية الموجودة في حوزة هذه القوات فتشمل في الوقت الحاضر ما يقارب 400 دبابة وألف عربة مدرعة و200 قطع مدفعية وراجمة ميدانية ثقيلة مع الاسلحة والمعدات المتوسطة والخفيفة المتنوعة الملحقة بها. كما انجزت بنجاح عملية اعادة دمج الالوية والوحدات وتنظيمها. وهي تتألف حالياً من 12 لواء مشاة ميكانيكي رئيسي يضم كل منها وحدات مشاة ودروع ومدفعية واسناد ذاتية بينها واحد مخصص لعمليات الاقتحام المجوقلة واخر للمهمات اللوجتستية. وتم انشاء 4 أفواج تدخل جديدة، هي بمثابة وحدات خاصة مشتركة سريعة الحركة وذات طاقة نارية عالية مجهزة بدورها بدروعها ومدفعيتها ووسائط اسنادها اللوجستية الذاتية، وذلك الى جانب لواء حرس جمهوري مدرع، وفوج مغاوير، وفوج شرطة عسكرية ميكانيكي، و3 أفواج مدفعية، وفوج صواريخ مضادة للدروع، ووحدات دفاع جوي واستطلاع واشارة وهندسة وغيرها من القطعات المتخصصة.
وفي ما يتعلق بالتجهيز، وعلى رغم الصعوبات العديدة التي برزت على صعيد التمويل وشراء الاسلحة الجديدة، تم تحقيق انجازات لا يستهان بها ايضاً في هذا المجال. اذ اعيد الى الخدمة الكثير من العتاد الذي كان في وضع غير قابل للتشغيل، وتمت استعادة كميات غير قليلة من الاسلحة التي كانت الميليشيات استولت عليها. وانطبق هذا في صورة خاصة مثلاً على دبابات القتال الرئيسية الاميركية الصنع من طراز "م - 48 باتون"، وناقلات الجنود المدرعة "م - 113"، ومدافع الميدان الثقيلة من عياري 155 ملم و105 ملم، التي حصل الجيش عليها في الثمانينات من الولايات المتحدة. كما تم الحصول على اعتدة بكميات لا يستهان بها لتعزيز تسليح وحدات الجيش في دول صديقة وحليفة، مثل سورية التي زودته دبابات قتال رئيسية من طراز "ت - 54/55"، ومدافع ميدان ثقيلة من عيار 130 ملم و122 نلن، وراجمات صاروخية من عيار 122 ملم و107 ملم، ومدافع مضادة للطائرات وذخائر اخرى متنوعة. وجرى استيعاب الأسلحة التي كانت حصلت عليها الوحدات المؤيدة للعماد عون خلال الثمانينات من دول مثل العراق، واشتملت في حينه على دبابات "ت - 54/55" ومدافع 130 ملم و122 ملم، وراجمات 122 ملم وغيرها من معدات. وتم الحصول من فرنسا على كميات اضافية من الاسلحة الرئيسية مثل دبابات القتال الخفيفة "أ.م.ل - 190"، وناقلات الجنود المدرعة "فاب" وكانت هناك مساعدات من دول عربية عدة تضمنت بدورها عربات مدرعة وميدانية ومدفعية وأسلحة وذخائر متنوعة، الى جانب الولايات المتحدة التي كان للجيش اللبناني حصة من المعدات التي استغنت عنها القوات الاميركية العاملة في اوروبا خلال ا لسنوات الماضية، بما في ذلك حصوله على المزيد من ناقلات "م - 113" وكميات من الشاحنات والعربات الميدانية وقطع الغيار والذخائر والمبدأ نفسه الذي تم بموجبه الحصول على طائرات الهليكوبتر "بل - 205" المشار اليها.
ولا تزال هناك حاجات عدة تنتظر توافر مصادر التمويل والدعم اللازمة لتنفيذها، خصوصاً في مجال استكمال تأهيل الوحدات المدرعة، واتمام عملية اصلاح ما لا يزال في حاجة الى الصيانة والذخائر من اسلحتها، لا سيما دبابات "م - 48 باتون". وكذلك الأمر بالنسبة الى تعزيز دفاعات الجيش الجوية، وخصوصاً في مجال انظمة الدفاع الجوي الصاروخية، ومجالات اخرى حيوية مثل الدفاعات الصاروخية المضادة للدروع، ووسائل الاستطلاع والرصد الرادارية، وهي ما يتوقع ان تتركز عليه جهود بناء القوات المسلحة اللبنانية وتعزيز وحداتها البرية في المرحلة القادمة.
القوى والدفاعات البحرية
لم يكن سلاح البحرية اللبنانية في يوم من الايام اكثر من مجرد قوة ساحلية صغيرة يقتصر تجهيزها على عدد قليل من الزوارق والقوارب الخفيفة المخصصة لمهمات الدورية والقوارب الخفيفة المخصصة لمهمات الدورية وخفر السواحل ومكافحة عمليات التهريب والتسلل عبر الشواطىء اللبنانية. وهذه المهمات هي تحديداً ما ركزت عليه القيادة العسكرية الحالية في جهودها الرامية الى اعادة تأهيل سلاح البحرية وتجهيزه بمعدات جديدة خلال السنوات الماضية، حيث تم الحصول على زوارق دورية وخفر سواحل جديدة كانت على شكل هبة من بريطانيا، كما ادخلت الى الخدمة في صفوف القوات البحرية الشرعية زوارق وقوارب كانت تعمل سابقاً لدي الميليشيات، وخصوصاً "القوات اللبنانية".
لكن الظاهرة الجديدة المثيرة للاهتمام في جهود بناء القدرات البحرية تتمثل حالياً بتركيز لم يكن موجوداً في الماضي على الجوانب المتعلقة بالعمليات البرمائية ومهمات لا تزال بالتنسيق مع الوحدات البرية. ويندرج هذا التركيز في اطار الاهتمام الواضح الذي تديه القيادة بقدرات التحرك والانتشار والتدخل السريع في مختلف انحاء الاراضي اللبنانية بواسطة افواج التدخل المعدة لهذا الغرض، وما تم تأكيده من خلال المناورات المشتركة التي نفذتها في مناسبات عدة وحدات من المشاة الميكانيكية والمدرعة المحمولة بحراً على متن سفينتي انزال مدرع حرصت القيادة على اعادة تأهيلهما وابقائهما في الخدمة للعمل في مهمات الاقتحام والانزال البرمائية. ولا يمكن في الوقت نفسه استبعاد احتمال حصول القوات البحرية اللبنانية على المزيد من زوارق الدورية وخفر السواحل.
اعادة بناء القوى الجوية
خرج سلاح الجو اللبناني من الحرب الاهلية وهو الاكثر تأثراً بنتائجها المدمرة من سائر فروع القوات المسلحة الشرعية. وكان ذلك لأسباب عدة منها ما يتعلق اساساً بطبيعة عمل القوات الجوية وحاجة معداتها الدائمة الى خدمات الصيانة والتجهيز وقطع الغيار، الأمر الذي لم يكن متوافراً خلال سنوات الحرب، ومنها ما كان نتيجة ظروف خاصة مرت على وحدات هذا السلاح في المراحل الأخيرة من الصراع الاهلي عندما تم اسقاط عدد من طائراته التي كانت تعمل الى جانب الوحدات المؤيدة للعماد عون، وتدمير عدد آخر منها على الارض، خصوصاً خلال المعارك التي دارت بين هذه الوحدات وميليشيا "القوات اللبنانية".
وأدت هذه الاسباب والظروف الى تدهور اوضاع القوات الجوية في صورة تدريجية الى ان توقفت عن العمل تقريباً. فبعد ان كان عدد الطائرات القتالية في صفوفها عند اندلاع الحرب الاهلية او اواسط السبعينات يقارب 25 مقاتلة من طرازي "ميراة - 3" و"هوكر هنتر"، تضاءل هذا العدد من وضع مقاتلات "الميراج" قيد التخزين منذ سنوات عديدة، ومع الحاق خسائر متتابعة في صفوف مقاتلات "الهوكر هنتر"، حتى بات مقتصراً على 4 طائرات من هذا الطراز "فوغا ماجستير"، وطائرات التدريب المروحية من طراز "بولدوغ". اما اسطول طائرات الهليكوبتر، الذي شهدت الثمانينات تركيزاً ملحوظاً علّ تعزيزه وزيادة عدده، مع الحصول على طائرات "غازيل" الهجومية المسلحة وطائرات "بوما" الناقلة والمساندة من فرنسا، والمزيد من طائرات "اغوستابل - 212" الناقلة والمساندة من ايطاليا، فتعرض بدوره خلال المراحل الاخيرة من الحرب لخسائر فادحة أدت الى تدمير معظم طائراته او تعطيلها عن العمل.
والواقع ان العميد مطر تناول جوانب القوات الجوية والخطط الرامية الى اعادة بنائها وتأهيلها بشكل شامل في حديثه بمناسبة تسلم طائرات الهليكوبتر الاميركية الجديدة. فقد اشار الى عزم القيادة على بيع مقاتلات "ميراج - 3" التي يوجد منها حالياً 11 طائرة قيد التخزين في قاعدة القليعات الجوية، والاستعاضة عنها بطراز جديد من الطائرات القتالية لم يتم تحديده بعد. وهذا في الوقت الذي كشف فيه قائد السلاح الجو ايضاً عن خطة لاصلاح طائرات الهيلكوبتر التي يمكن اصلاحها من اصل ما كان تعطل منها اثناء الحرب الاهلية، واعادتها الى الخدمة. وكانت القوات الجوية اللبنانية حصلت على فترات متعاقة خلال ربع القرن الماضي على ما يقارب 50 طائرة هليكوبتر اشتملت على 4 "ألويت - 2" و13 "أوليت - 3" من فرنسا خلال الستينات والسبعينات، و12 "أغوستابل - 212" من ايطاليا خلال السبعينات ومطلع الثمانينات و12 "بوما" و8 "غازيل" من فرنسا خلال مطلع الثمانينات وحتى اواسطها لكن الباقي من هذه الطائرات حالياً قد لا يزيد عن ربع او ثلث هذه الطائرات حالياِ قد لا يزيد عن ربع او ثلث هذه المجموع من مختلف الطرازات المذكورة، في حين قد لا يزيد عدد القابل منها للاصلاح واعادة التشغيل عن 7 - 10 طائرات، وهي التي سيتم استخدامها عندئذ الى جانب طائرات "بل - 250" التي دخلت خدمة سلاح الجو اللبناني اخيراً، فيما سيشكل استئناف اسطول طائرات الهليكوبتر اللبنانية نشاطه السابق كمرحلة اولى من مراحل بناء القوات الجوية، على ان تليها مرحلة استئناف عمل الطائرات المقاتلة وطائرات التدريب والمساندة والموجودة حالياً، وبعد ذلك يتم استكمال برامج بناء هذه القوات مع الحصول على الطائرات القتالية الجديدة التي سيختارها لبنان لتزويد سلاحه الجوي مستقبلاً.
القوات المسلحة اللبنانية حالياً
المجموع: حوالي 45 ألف جندي موزعين على نحو 42 الفاً في الجيش، ونحو الف في سلاح الجو. وألف في سلاح البحرية. ويضاف اليهم نحو 5 آلاف من عناصر قوى الأمن الداخلي.
* المعدات:
- 360 دبابة تشتمل على 120 دبابة قتال رئيسية "م - 48 باتون"، و200 دبابة قتال رئيسية "ت - 45/55"، و40 دبابة قتال خفيفة "أ.م. اكس - 13".
- 1000 عربة مدرعة موزعة على نحو 250 عربة قتال مصفحة تشتمل على 90 "بانهارد أ. م.ل - 90"، و60 "صلاح الدين". و10 "شورلاند"، ونحو 750 ناقلة جنود ملالة تشتمل على 550 "م - 113"، و100 "فاب"، و80 "أ.م.اكس - في.سي.آي"، و20 "ساراسين"، و20 "بانهارد م - 3".
- 300 مدفع هاون ثقيل ومتوسط من عياري 120 ملم و81 ملم.
- 200 مدفع مضاد للدروع غير مرتد من عيار 106 ملم.
100مدفع مضار للطائرات من عيار 14.5 /20/23/30 ملم.
- صواريخ مضادة للدروع "س.س - 11" و"انتاك" و"ميلان" و"تاو".
- صواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف "سام - 7".
- 15 طائرة مقاتلة تضم 11 "ميراج - 3" قيد التخزين و4 "هوكر هنتر" يجري العمل على اصلاحها.
- 10 طائرات تدريب ومساندة تضم 6 "فوغا ماجستير" و4 "بولدوغ" يجري العمل على اصلاحها جميعاً.
- 40 طائرة هيلكوبتر بينها 16 "بل - 205" قيد الخدمة الفعلية، والباقي قيد التخزين او الاصلاح ويضم نحو 10 "غوستابل - 212" و4 "بوما" و3 غازيل"، و5 "ألويت - 3" و2 "ألويت - 2".
- 3 طائرات نقل خفيفة جميعها قيد التخزين تضم طائرتين "كوماندر" وطائرة "دوف".
- 10 زوارق دورية وخفر سواحل من فئتي "تراكر" وأتاكر"، وعدد مماثل من قوارب الدوية الخفيفة، وسفينتا انزال مدرع هما "صور" و"جونيه".
القوات المسلحة اللبنانية عشية الحرب أواسط السبعينات
* المجموع:
حوالي 22 ألف جندي موزعين على نحو 20 الفاً في الجيش، ونحو الف في سلاح الجو، ونحو ألف في صلاح البحرية. ويضاف اليهم نحو 5 آلاف من عناصر قوى الأمن الداخلي.
* المعدات:
- 140 دبابة تشتمل على 60 دبابة قتال متوسطة "شاريوتير"، و40 دبابة قتال خفيفة "أ.م.اكس - 13"، و20 دبابة قتال خفيفة "م - 41 بولدوغ".
- 140 عربة قتال مدرعة مصفحة تشتمل على 40 "بانهارد أ.م.ل - 90"، و60 "م - 6 ستاغهاوند"، و40 "م - 706 كوماندو" خايمايت.
- 140 ناقلة جنود مدرعة ملالة تشتمل علي 80 "م - 113" و30 "م - 59" و40 "بانهارود م - 3".
- 90 مدفع ميدان وهاوتزر من عيار 88/105/122/155 ملم.
- 150 مدفع هاون ثقيل ومتوسط من عياري 120 و81 ملم.
- نحو 100 مدفع مضاد للطائرات من عيار 20/30/40ملم
- صواريخ مضادة للدروع من طرازي "س.س - 11" و"انتاك".
- 26 طائرة مقاتلة تضم 11 "ميراج - 3" و15 "هوكر هنتر".
- 22 طائرة تدريب ومساندة تضم 9 "فوغا ماجستيرش، و3 "فامباير"، و6 "اغوستابل - 212" و10 "ألويت - 3" وطائرتين "ألويت - 2".
- طائرة نقل خفيفة واحدة من طراز "دوف".
- سفينتا حراسة ودورية خافرتان هما "طرابلس" و"بيروت"، و6 زوارق دورية وخفر سواحل من فئة "بيبلوس"، وسفينتا انزال مدرع هما "صور" و"جونيه".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.