عندما اندلعت الحرب اللبنانية عام 1975 كانت الطالبة السعودية في الجامعة اللبنانية هيفاء عبدالله العنقري أنهت سنتين دراسيتين، ومع احتدام الحرب سافرت الى الولاياتالمتحدة حيث أكملت دراستها وحصلت على بكالوريوس في ادارة الأعمال والمالية، ثم على ماجستير في الاقتصاد، قبل أن تنتقل الى لندن متابعة دراستها الجامعية لتحصل على شهادة ماجستير أخرى في سياسة الشرق الأوسط ثم على الدكتوراه في الاختصاص نفسه. لكن توجه الطالبة الجامعية اختلف مع دخولها الحياة العملية، اذ أنها اختارت الأزياء وأسست أول محل خاص لبيع الأزياء النسائية في جدة وأطلقت عليه اسم "المياس"، ليصبح بعد فترة قصيرة مؤسسة هي وكيلة أشهر الماركات العالمية للأزياء النسائية في المملكة العربية السعودية. وتقول سيدة الأعمال السعودية هيفاء العنقري في لقاء مع "الوسط" "ان المياس امتاز بخدمة نسائية تماماً أحدثت رواجاً كبيراً واقبالاً مميزاً بين المواطنات السعوديات ما شجعها على افتتاح "المياس" في الرياض تحت اسم "استديو أم". وقالت الدكتورة العنقري: "انني سعيدة بعملي في مجال التجارة والأعمال، ولأنني فتحت الباب أمام الاخوات السعوديات باقتحام هذا المجال الصعب بالاستعانة أحياناً بعمالة أجنبية، ولكن دائماً المالك والممول يكون سعودياً". وأضافت "ان عمل المرأة السعودية ليس سهلاً في ظل المنافسة الشديد في السوق، وقد صقل السفر خبرتي وعمق تجاربي". وعن بداية أعمالها تقول: "توافرت لي مساعدة الأسرة وتشجيعها، لكن البداية كانت صعبة وبعد ذلك استطعت الحصول على ماركات عالمية لأزياء السيدات تحظى بقبول واسع في أسواق المملكة وتفردت بوكالة بعض الماركات العالمية في جدةوالرياض، غير أن الأمر لا يسير حسناً على الدوام فقد عانيت من انتقال بعض هذه الوكالات الى من يدفع للشركات التي أتعامل معها أكثر مما أدفع. ومن بعض الصعوبات أيضاً ان المجتمع السعودي لم يتعود على تلقي الأوامر والارشاد من السيدات". والدكتورة هيفاء العنقري مثل سيدات الأعمال الناجحات لا تؤمن بالمركزية في العمل بل توزيع الأدوار والتخصصات على فريق العمل المتكامل وتحتفظ لنفسها بمسؤولية الاشراف. وتشير بأسى الى الضرر الذي أصاب سوق الأزياء النسائية منذ سنوات وترجعه الى "تنافس بعض التجار غير المتخصصين في تجارة الأزياء النسائية بهدف الربح أو تلميع الأسماء والمضاربة عن غير علم أو دراسة لمتطلبات واحتياجات السوق فيتسابق الجميع على سلب وكالات وأعمال غيره من دون مراعاة آداب المعاملة التجارية الاسلامية فأصبح الأمر حرب أعصاب. وأفرزت هذه الظاهرة مجموعة كبيرة من المحلات المكدسة بالبضائع الزائدة عن الطلب باعتبار ان جدة ليست مدينة مثل لندن أو نيويورك". وختمت بالقول ان "أسعار أزياء السيدات ليست رخيصة بشكل عام، لكننا نحاول ان نكون أرخص من أوروبا لاجتذاب المستهلكات الى سوق السعودية. ودائماً افتش عن أحدث الماركات العالمية الحديثة التي تتناسب مع ذوق وعادات المرأة السعودية".