تملك الدكتورة هيفاء رضا محمد جمل الليل سيرة عطرة بالعديد من الانجازات فهي أول عميدة سعودية لكلية أهلية في المملكة وهي من مواليد عام 1958 الموافق للعام الهجري 1377 في مدينة جدة وتلقت تعليمها الابتدائي حتى الثانوي بمدارس دار الحنان بجدة وحصلت بعد ذلك على بكالوريوس ادارة اعمال من كلية الاقتصاد والادارة من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة عام 1400 الموافق للعام الميلادي 1990 وبعد ذلك حصلت على الماجستير في الادارة العامة من جامعة جنوب كاليفورنيا الأمريكية عام 1406 وعلى الدكتورة من نفس الجامعة في الفلسفة من نفس الجامعة عام 1411 وكان عنوان رسالتها « خصخصة الخدمات العامة في الدول النامية « تجربة المملكة العربية السعودية « . عينت الدكتورة هيفاء جمل الليل بعد تخرجها في قسم الادارة العامة بكلية الاقتصاد والادارة بجامعة الملك عبدالعزيز ثم استاذا مساعدا بعد حصولها على الدكتورة فوكيلة للكلية عام 1992 الموافق للعام الهجري عام 1412 ومشرفة على قسم الادارة العامة عام 1415 ثم عميدة للطالبات بجامعة الملك عبدالعزيز في الفترة من العام 1415 حتى العام 1420 وعملت بعدها كمستشار غير متفرغ بكلية عفت الاهلية بجدة فعميدة للكلية منذ رجب عام 1421 وهي أول عميدة لكلية أهلية بالمملكة العربية السعودية . مناصب عديدة شغلت الدكتورة هيفاء جمل الليل العديد من المناصب الاكاديمية الاخرى منها مديرة وحدة التطوير والتنظيم الاداري بجامعة الملك عبدالعزيز وعضو لجنة تطوير التعليم الجامعي بالجامعة بالإضافة لعضويتها في الجمعية الامريكية للإدارة وصدر لها العديد من البحوث والدراسات أبرزها المرأة المسلمة بين التقليد والحداثة « النظرة الاسلامية دراسة مقارنة لأدوار وتصرفات القطاع الحكومي والتطوعي نحو سياسات أفضل للاتصال الثقافي في المجتمعات المعاصرة ولها العديد من الرسائل العلمية التي اشرفت عليها ومنها « خصائص مجتمع القيادات النسائية العاملة في القطاع العام ، دراسة ميدانية على مدينة جدة» و « الامن الوظيفي والانتاجية في الاجهزة الحكومية « وهي عبارة عن دراسة ميدانية على بعض الاجهزة الحكومية في مدينة جدة و « الادارة والبيئة « وهي دراسة تطبيقية على منشآت قطاع العمال الصناعي في المملكة العربية السعودية في مدينة جدة. رحلة الدراسة حول مشوار دراستها في جميع سنواتها الدراسية تقول الدكتور هيفاء جمل الليل في احد لقاءاتها الاعلامية « درست المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية في دار الحنان بمدينة جدة وفي عام 1978 التحقت بجامعة الملك عبدالعزيز وتحديدا بكلية الاقتصاد والادارة وكالعادة كنت متفوقة وتم تعييني بعد حصولي على الدكتوراة عميدة بنفس الكلية وكنت طوال مراحل التعليم شديدة الولع بالدراسة واحب المواد العلمية إلا ان تقاليد الاسرة في ذلك الوقت حرمتني من الالتحاق بالأقسام العلمية حيث كانت الاسر تفضل الاقسام الادبية لبناتها ويبقى العلمي للذكور ومع اني سجلت بالقسم العلمي متحدية تلك القيود إلا انني سرعان ما خضعت لها بعد ان اتخذت بشأني اجراءات عائلية صارمة وتم تحويلي الى القسم الادبي ورغم ذلك تفوقت ايضا لأنني كنت احب العلم وحريصة على ان اكون شيئا .فازت الدكتورة هيفاء جمل الليل من بين عشر سيدات عربيات بجائزة مركز دراسات المرأة العربية في حقل الطب وخدمة المجتمع عام 2005 واختيرت من بين 1000 سيدة على مستوى العالم لجائزة امرأة من اجل السلام التي تمنحها مؤسسة نوبل العالمية عام 2005 ومن زميلاتها في المراحل الدراسية منيرة الحمراني ومها العنقري وسوزان قشلان.» وتضيف « اتذكر انني كنت مشهورة بالدروس المجانية التي كنت اخدم بها زميلاتي في المدرسة ولم يقتصر الأمر على ذلك بل كنت انجز لهن الواجبات المنزلية واشرحها لهن وكأنني معلمة واستمر الوضع على ذلك حتى المرحلة الجامعية حيث ساهمت في ابحاث الطالبات وساعدت استاذاتي في بعض الوقت « وتمضي في حديثها تقول» مرة اخرى اصطدمت بالتيار المضاد لرغبتي فعندما التحقت بالجامعة كنت ارغب في تخصص ادارة الاعمال والمحاسبة الا ان الظروف اجبرتني على التخصص في الادارة العامة ومع ذلك كان التفوق حليفي فحصلت على الماجستير ثم الدكتوراة في الادارة العامة من جامعة كاليفورنيا واعتقد انني كنت وقت التحضير للماجستير حاملا وكان زوجي حينها مبتعثا للدراسة في جامعة جنوب كاليفورنيا وفي الوقت الذي كنت ارغب فيه دراسة ادارة الاعمال قبلتني جامعة نورث كارولينا وكذلك جامعة نورث روب في قسم ادارة اعمال طيران فالتحقت بالأخيرة الا انني غادرتها بعد شهر فقط من الدراسة بطلب من الملحقية السعودية ثم التحقت بجامعة جنوب كاليفورنيا بلوس انجلوس وانهيت الماجستير في سنة ونصف السنة وكنت من قبل خسرت عاما ونصف للدراسة والتنقل من جامعة الى اخرى من اجل دراسة ادارة الاعمال التي احبها وكنت احقق الامتياز في كل فصل دراسي واحصل على مكافأة الامتياز رغم انني كنت اساعد زوجي اثناء عمله في الغربة في احدى شركات الحاسب الآلي وكانت طبيعة عملي تجهيز البيانات وادخالها وطباعتها وتمديد اسلاك الشبكات وبعض اعمال السكرتارية كما شاركت وانا طالبة في مشروع تدريب المدربين بأمريكا وافادتني دراستي كثيرا الى جانب خبرة الغربة في ابحاثي وندواتي ومحاضراتي وسعدت كثيرا عندما كنت اول من تطرقت الى ضرورة خصخصة الخدمات العامة في المملكة و القطاع الخاص غير الربحي « التطوعي «. « خلاصة التجربة من خلاصة تجربة الدكتورة هيفاء جمل الليل التعليمية في الداخل والخارج ترى ان الاسرة عندما تكتشف نبوغ ابنتها مبكرا تكون قد اختصرت عليها المشوار حيث يتم توجيهها وتشجيعها على المزيد من التفوق وهو ما حدث معها لتكتمل التجربة نضجا عندما تتركها وتعتمد على نفسها وذاتها وتمنحها فرصة التعبير عن نفسها في اطار قيم مجتمعها الذي تنتمي اليه وحول تجربتها تقول» بعد وفاة والدي تحملت أمي المسئولية وكنت ارى نفسي في أمي فهي استطاعت ان تصل بأبنائها الثمانية الى بر الامان فقد تعبت كثيرا في تربيتنا وكنت انطلق وادير اشياء كثيرة في حياتي واتخذ القرار بنفسي في هذه الاشياء وهذا يؤكد ان من يتحمل المسؤولية مبكرا يعطي مبكرا ويحصد ايضا مبكرا وليت جيل اليوم يدرك ذلك ويعلم ان جيل الامس لم يجدها امامه ممهدة او جاهزة وانما بكد وتعب فعندما كنا ندرس في الخارج كنا في الوقت نفسه نعمل لنؤمن المال ولنجد ذاتنا وكثيرا ما شاهدنا البعض يعمل جرسونا في الصباح وطالبا في المساء او العكس وهؤلاء فقط صعدوا ونجحوا «. انجازات متنوعة فازت الدكتورة هيفاء جمل الليل من بين عشر سيدات عربيات بجائزة مركز دراسات المرأة العربية في حقل الطب وخدمة المجتمع عام 2005 واختيرت من بين 1000 سيدة على مستوى العالم لجائزة امرأة من اجل السلام التي تمنحها مؤسسة نوبل العالمية عام 2005 ومن زميلاتها في المراحل الدراسية منيرة الحمراني ومها العنقري وسوزان قشلان كما تعتز بأستاذية السيدة سيسيل رشدي التي كانت مديرة لمدارس دار الحنان بجدة وعن علاقتها بوالدها المنضبط لكونه عسكريا تقول « والدي كان عسكريا واخي الكبير وكذلك خالي وهذا الانضباط كله توارثته والدتي واعطته لنا وبالإضافة للانضباط الذي كنا عليه كان هناك تحمل المسؤولية بما تحمله من صرامة وقيادة وهذا كله من الامور الأساسية التي ترسخت فينا لان الشخص عندما يتحمل المسؤولية وهو صغير يستطيع ان يكسب جميع المزايا الخاصة بالقيادة والتحلي بالأخلاق الحسنة التي تعينه على مساعدة الاخرين وكان والدي يفصل بين عمله وبين تعامله معنا في المنزل وكان دائما مرحا كريما جدا لدرجة ان منزلنا كان دائما مفتوحا طوال اليوم سواء للعائلة او لغير العائلة من اصحابه فهذه الصفات التي كانت تميزه يرحمه الله وهذه طبعا توارثناها بدرجات متفاوتة «.