تصاعدت موجة العداء بين البوسنيين تجاه قيادات القوات الدولية والأممالمتحدة، واعتبر رئيس الوزراء البوسني حارس سيلادجيتش ان سقوط بلدة سريبرينيتسا هي خيانة من قبل قيادات الأممالمتحدة في البوسنة وعلى رأسها ياسوشي اكاشي، وقال ان هجمات حلف شمال الأطلسي على المواقع الصربية التي استمرت أربع ساعات كاملة كانت رمزية وجاءت متأخرة، "وكيف بوسعنا ان نفهم عجز حلف الأطلسي عن منع بضع دبابات صربية من اقتحام البلدة". وقال محافظ البلدة المنكوبة ان القوة الهولندية التي كانت مكلفة حماية البلدة سمحت للميليشيات الصربية باسترداد أسلحتها الثقيلة التي كانت سلمتها للقوات الدولية، في حين رفضت تلك الأخيرة ان تعيد للمدافعين البوسنيين أسلحتهم للدفاع عن أنفسهم. وتعد سريبرينيتسا أضعف منطقة من تلك المناطق الآمنة الست التي أعلنتها الأممالمتحدة في البوسنة حسب قرار مجلس الأمن الصادر في 8 أيار مايو 1993. هذه المناطق هي العاصمة ساراييفو وبيهاتش الواقعة في الشمال الغربي ومنطقة توزلا في الشمال، وثلاث مناطق أخرى في شرق البلاد محاصرة تماماً من قبل الميليشيات الصربية هي غوراجدا التي تتمتع بدفاعات قوية الى حد ما، وجيبا الواقعة على مرتفع عال يمنحها شيئاً من القوة، وأخيراً جيب سريبرينيتسا الذي كان المدافعون المسلمون عنه سلموا أسلحتهم للقوات الدولية التي وعدتهم بالدفاع عن البلدة. ولجأت الميليشيات الصربية الى نقل المعركة من محيط ساراييفو الى مناطق شرق البوسنة بسبب الهزائم المتتالية التي منيت بها هناك ما أدى الى تدني الروح المعنوية لجنودها وتزايد الانشقاقات في صفوف قياداتها. ومن ناحية اخرى حاولت ان تجهض المحاولات العسكرية البوسنية حول ساراييفو التي تستهدف فك الحصار عن العاصمة، وكذلك فتح الطريق بين ساراييفو وبين مناطق جوراجدي ومن ثم الى بقية المناطق الآمنة في شرق البوسنة. وتعد هذه المنطقة تاريخياً من مناطق المسلمين الذين يشكلون الغالبية العظمى فيها، في حين تعدها الميليشيات الصربية منطقة استراتيجية مهمة لها، نظراً الى انها تقع على الحدود مع صربيا.