أسفرت زيارة كيم يونغ نام وزير خارجية كوريا الشماليةلايران عن الاتفاق على أن تقدم بيونغ يانغ الدعم لطهران في مواجهتها الضغوط الأميركية. ونقلت مصادر قريبة من محادثات الوزير الكوري الشمالي مع المسؤولين الايرانيين، أنه أعرب عن استعداد بلاده "الوقوف الى جانب ايران في أية مواجهة محتملة مع الولاياتالمتحدة". وقالت انه أكد أمام الرئيس هاشمي رفسنجاني عدم تخلي بلاده "عن ايران وشعبها ولن نترككم وحدكم في مواجهة الأميركيين". وظهر الوزير الكوري في المحادثات التي أجراها مع نظيره الايراني علي أكبر ولايتي يرد الاتهامات الأميركية لايران بانتهاك حقوق الانسان ورعاية الارهاب وحيازة الأسلحة النووية، وقال كيم يونغ نام ان واشنطن تعمل على "فرض وصايتها على الدول المستقلة النامية بتلك الذرائع"، وشدد على أن "من حق الدول تنويع مصادر الطاقة لتطوير اقتصادياتها". وعلى رغم ان الاسبوع الماضي كان حافلاً بالتصريحات الايرانية ضد الولاياتالمتحدة والتي بلغت أوجها في اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي الايراني، حضرته القيادات العسكرية والسياسية فإن انباء تسربت في طهران عن وجود اتصالات تجري عبر قناة لم تعرف هويتها لتخفيف حدة التوتر بين ايران وأميركا، وقيل في هذا السياق ان مجرد فتح هذه القناة عزز من قدرة الحكومة الايرانية على مواجهة تجار العملة الذين بدأوا ينكفئون بعد ان منحت حكومة رفسنجاني وزارة الأمن صلاحيات واسعة لردع التجار والصيارفة عن المضاربة في سوق المال والتأثير بالتالي على حركة الاقتصاد اليومي. ويرى بعض الأوساط ان الحكومة الايرانية لا ترغب في تصعيد المواجهة مع الولاياتالمتحدة وهي تعمل على الاستفادة اعلامياً من الضغوط الأميركية لتعبئة الرأي العام داخل ايران للاصطفاف خلف البرامج الاصلاحية لرفسنجاني وحتى الآن فإن بوادر نجاح خطة الحكومة للحد من تدهور الريال الايراني وإن كانت واعدة، فانها تعكس تصميماً وعزماً شديدين لم تكن حكومة رفسنجاني تمضي فيهما قبل الأزمة الجديدة مع الولاياتالمتحدة. وعبرت طهران عن نيتها ارسال وفود الى دول الخليج العربية وأعضاء في المجموعة الأوروبية لشرح أبعاد المواجهة الراهنة بين ايرانوالولاياتالمتحدة، حيث ستحذر هذه الوفود من حرب خليجية ثالثة وما وصفه بيان للمجلس الأعلى للأمن القومي بخطط أميركية وراء نقل قوات جديدة للمنطقة، ترمي الى الاخلال بعلاقات ايران الخليجية. وبدا رفسنجاني يرسل اشارات الى دولة الامارات حول خلافها مع ايران في شأن الجزر الثلاث وقال ان الخلافات الحدودية بين عدد من الدول، ومنها ايرانوالامارات، تمنع قيام الوحدة الاسلامية وتبقي على حالة التمزق. وفي أية حال فإن طهران تحاول استيعاب واحتواء التصريحات والتحركات الأميركية المضادة، وهي تشجع على ايجاد محور قوي في آسيا برز في تصريح وزير خارجية كوريا الشمالية في طهران، الذي وصف الضغوط الأميركية على ايران بأنها موجهة ضد قارة آسيا كلها. وهذا ايضاً ما أشار اليه رفسنجاني عندما وصف روسيا بأنها قوة كبرى في آسيا. وايران مهتمة جداً بالعلاقات معها، من دون ان يغلق الباب أمام اعادة العلاقات مع الولاياتالمتحدة، بدعوتها مجدداً الى ابداء حسن النية بالافراج عن الأرصدة الايرانية المجمدة، وهو ما اتفق عليه أيضاً رئيس البرلمان ناطق نوري في مقابلة مع "نيويورك تايمز".