حضّ مستشار الأمن القومي الجديد في البيت الأبيض جون بولتون الرئيس الأميركي دونالد ترامب على اعتماد «النموذج الليبي» في التفاوض مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، من خلال التركيز على كيفية تفكيك البرنامج النووي لبيونغيانغ. تزامن ذلك مع دعوة رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علاء الدين بروجردي إلى تعزيز العلاقات مع روسياوالصين لمواجهة «ضغوط» أميركية متصاعدة على طهران. وتصريحات بروجردي ليست جديدة، اذ كان المرشد الإيراني علي خامنئي، وأبرز مستشاريه للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، دعيا الى «التوجّه شرقاً». لكنها تأتي بعد تعيين بولتون مستشاراً للأمن القومي في البيت الأبيض، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) مايك بومبيو وزيراً للخارجية الأميركية. وهما متشددان، وأثار تعيينهما مخاوف من ضربة عسكرية أميركية لإيران، خصوصاً بولتون الذي يُعتبر من مهندسي الغزو الأميركي للعراق عام 2003، وهو من أبرز المناهضين للاتفاق النووي المُبرم بين طهران والدول الست عام 2015. ويدعو بولتون الى توجيه ضربات استباقية على طهران وبيونغيانغ وتغيير نظاميهما، وكتب في مقال عام 2015، في إشارة الى إيران: «وحده التدخل العسكري يمكنه تحقيق الهدف المطلوب». وقال بولتون لإذاعة «آسيا الحرة» إن المناقشات في قمة ترامب - كيم يجب أن تكون مشابهة للتي أدّت إلى شحن مكوّنات البرنامج النووي الليبي إلى الولاياتالمتحدة عام 2004، خلال عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن. وأضاف: «دعونا نجري هذه المحادثات بحلول أيار (مايو) أو قبل ذلك، ونرى مدى جدية كوريا الشمالية. إذا لم تكن مستعدة لإجراء هذا النوع من النقاش الجدي، فسيكون اجتماعاً وجيزاً جداً». ولفت الى أن الدولة الستالينية استخدمت المفاوضات سابقاً للتغطية على تطويرها أسلحة نووية، مذكّراً بتشكيكه في نياتها. ونبّه سيول الى وجوب الحذر قبل الاتفاق على أي شيء مع بيونغيانغ، وزاد: «إذا كان هذا الاجتماع سيُعقد، فيجب أن نصرّ على أن يكون مشابهاً لمناقشات جرت مع ليبيا قبل 13 أو 14 سنة». في السياق ذاته، اتفقت الكوريتان على إجراء محادثات على مستوى بارز في بلدة بانمونجوم الحدودية الخميس المقبل، لمناقشة مسائل لوجستية تمهيداً لقمة بين كيم الثالث والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن. إلى ذلك، تطرّق بروجردي الى تعيين بولتون مستشاراً للأمن القومي في البيت الأبيض، معتبراً أن «استخدام عناصر متشددة معادية لإيران، يثبت ان الأميركيين يحاولون تعزيز الضغط عليها لطمأنة الصهاينة»، وزاد: «يسعى الأميركيون الى سياسات أكثر تشدداً تجاه إيران، وعلينا تعزيز نظرتنا نحو الشرق، خصوصاً الصينوروسيا اللتين لهما ثقلهما، وتخضعان لعقوبات الولاياتالمتحدة وتواجهان تحديات أميركية كبرى». ورأى ان ذلك «يساهم في الحدّ من تأثير الضغط الأميركي» على إيران. ونددت طهران بعقوبات أميركية طاولت 9 إيرانيين وشركة إيرانية، اتهمتهم واشنطن بقرصنة معلوماتية ضخمة طاولت مئات الجامعات وعشرات الشركات وقطاعات من الحكومة الأميركية، لمصلحة «الحرس الثوري» الإيراني. وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي إن بلاده «تدين التحركات الاستفزازية، غير القانونية وغير المبررة للولايات المتحدة، التي تُعدّ مؤشراً جديداً الى عداء المسؤولين الأميركيين وكراهيتهم للشعب الإيراني». ودان «فرض عقوبات على إيرانيين وشركة تنشط في الخدمات التقنية والهندسية، بذرائع واتهامات خاوية»، معتبراً ان «أميركا لن تجني شيئاً من لعبة فرض العقوبات على إيران، ولن تمنع التطوّر العلمي لشعبها».