أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش أمس، ان إدارته ستعطي الأولوية للجهود الديبلوماسية من أجل تسوية الأزمة النووية مع كل من كوريا الشماليةوإيران، لكنه شدّد على"الاحتفاظ بكل الخيارات"، وأكد ان كوريا الشمالية ستواجه"تداعيات خطرة"بعد إعلانها إجراء تجربة نووية الاثنين، فيما هددت بيونغيانغ ب"اجراءات مضادة"، في حال واصلت واشنطن ممارسة ضغوط عليها. راجع ص 8 وقال بوش في مؤتمر صحافي:"نعمل مع شركائنا في آسيا ومجلس الامن كي نضمن تحمل بيونغيانغ التداعيات الخطرة لتجربتها النووية"، مؤكداً ان أميركا ستعزز"رداً على الاستفزاز الكوري الشمالي"تعاونها مع حلفائها من اجل تطوير انظمة الاسلحة الباليستية الدفاعية، ومنع بيونغيانغ من تصدير التكنولوجيا النووية وتلك الخاصة بالصواريخ. واستبعد الرئيس الأميركي محادثات ثنائية مع كوريا الشمالية أو ايران حول برنامجهما النووي، معتبراً أنها"غير مفيدة"، علماً ان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان حض الولاياتالمتحدة مجدداً على"تغيير سلوكها"في هذا المجال، في مقابل مطالبته بيونغيانغ بتجنّب"اي تصعيد اضافي". وكانت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس حذرت أول من أمس، من ان تنفيذ بيونغيانغ تهديدها بإطلاق صاروخ يحمل رأساً نووياً"لن يكون جيداً لأمن كوريا الشمالية"، مشيرة الى ان الكوريين"يعرفون ما سينتج من ذلك". وأكدت رايس ان"الولاياتالمتحدة لا تنوي مهاجمة كوريا الشمالية او اجتياحها"، علماً ان بيونغيانغ كانت بررت تنفيذها التجربة النووية بنية الولاياتالمتحدة شن عملية عسكرية ضدها. في غضون ذلك، حذّرت وزارة الخارجية الكورية الشمالية من ان بيونغيانغ ستعتبر استهداف الولاياتالمتحدة لها وممارسة ضغوط عليها بسبب برنامجها النووي"اعلاناً للحرب"، وستتخذ إجراءات"ملموسة"مضادة. وفيما فرضت اليابان عقوبات جديدة على كوريا الشمالية، بينها منع سفن الدولة الشيوعية من ان ترسو في مرافئها، وتجميد استيراد البضائع الكورية، أكد الرجل الثاني في كوريا الشمالية كيم يونغ نام قدرة بلاده على تحمل هذه العقوبات، وقال:"عشناً دائماً من دون مساعدات يابانية". ونفت الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية أمس، تقريراً بثته محطة التلفزيون اليابانية العامة"ان اتش كي"عن تنفيذ كوريا الشمالية تجربة نووية ثانية، استناداً الى رصد هزة قوتها 5.8 درجة على مقياس ريختر في كوريا الشمالية. أما وزيرة الدفاع الفرنسية ميشيل آليو ماري فشككت في حقيقة التجربة النووية الاولى لبيونغيانغ. وفي نيويورك، دعم الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان عقد محادثات ثنائية بين الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية، واعتبر ملفي إيرانوكوريا الشمالية"مترابطين"لأن الأطراف"يراقبون بعضهم بعضاً". وقال رداً على"الحياة"أمس:"انني متأكد بأن الإيرانيين يبدون الاهتمام بما يحصل في شبه الجزيرة الكورية، وما يحصل هنا في نيويورك في مجلس الأمن. وأستطيع أن أوكد لك أيضاً أن أعضاء المجلس يدركون هذا الأمر، وآمل أنهم عند دراسة الوضع سيأخذون في الاعتبار الانعكاسات الأوسع لأي فعل سيتخذونه". ووصف أنان الوضع الحالي في الأزمة الكورية بأنه"جدي وخطير، ولا يمكن لنا أن نقلل من شأنه"، ولذلك فإن مجلس الأمن سيتعامل معه"ببالغ الجدية... يجب أن نتعاطى مع هذا الموضوع الجدي بكل حزم". وسألت"الحياة"إذا كان أنان يدعم اجراء الولاياتالمتحدة محادثات ثنائية مباشرة، كما تطلب كوريا الشمالية، من أجل ازالة فتيل الأزمة، فأجاب:"لقد قلت دوماً اننا يجب أن نتحدث مع الأطراف التي نريد تغيير تصرفاتها أو التأثير على تصرفاتها، ومن هذا المنطلق، أعتقد أنه يجب على الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية أن تتكلما مع بعضهما. فلقد تحدثتا سابقاً". وتابع:"طبعاً لدينا المحادثات السداسية الأطراف، والجميع يحض كوريا الشمالية على العودة إلى المحادثات السداسية والتفاوض بشكل جدي. وآمل أن تستأنف المحادثات، فهي ضرورية، سواء كانت في سياق المحادثات السداسية الأطراف، أو بشكل منفصل. يجب التحدث". وحول تأثير الملف الكوري على الملف الإيراني ورأيه في"محور الشر"الذي يضم العراقوإيرانوكوريا الشمالية والذي كان أساس سياسة إدارة جورج بوش، قال أنان ل"الحياة":"طبعاً، هذه المواضيع مترابطة والأطراف يراقبون بعضهم بعضا، وكلهم ينتظرون كيف سنعالج كلاً من هذه المواضيع على حدة". وشدد أنان رداً على أسئلة الصحافة على"أن من المهم أن يتحدث مجلس الأمن بصوت واحد". ووصف خطوات حكومة كوريا الشمالية بأنها"غير مقبولة"، وقال:"أتوقع أن يوحّد مجلس الأمن صفوفه ويتخذ اجراءات ضد بيونغيانغ"، وأضاف أن الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ ايل"لم يبد اهتماماً بإرادة الأسرة الدولية ومناشداتها، وقد أوجد وضعاً صعباً يجب ان نتعامل معه. واعتقد اننا يجب ان نتعامل معه بحزم ونتخذ الاجراءات اللازمة". واعتبر ان المسألة الكورية النووية"تهم العالم أجمع". وقال:"نحن لا نتكلم عن مجرد كلاشنيكوف، وانما عن تفجير نووي". وحول العقوبات التي يدرسها مجلس الأمن، قال الأمين العام ان المجلس يحاول ان يتخطى مفهوم"ان قياساً واحداً يلائم الجميع". وأضاف:"يجب على المجلس ان يختار الاجراءات التي من المرجح ان تكون الأكثر فاعلية، بمعنى ان تؤدي الضغوط على الطرف الذي يراد تغيير تصرفاته الى نتيجة". واستمرت المفاوضات امس بين الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن واليابان التي تترأس المجلس هذا الشهر على مشروع قرار يفرض عقوبات على كوريا الشمالية. وطرحت مسودة أخرى بين ايادي الخبراء تضمنت الأفكار اليابانية وادرجت تفاصيل عقوبات بينها فرض حصار جوي وبحري ومنع استيراد البضائع من بيونغيانغ وفرض قيود سفر على مسؤوليها. واجتمع أمس خبراء من الدول الست من دون التوصل الى نص نهائي بعد.