قرأت المقابلة التي نشرتموها مع الزعيم الكردي عبد الله اوجلان في العدد 167، وسألت نفسي كثيراً عن مكان وجوده الذي لم تذكروه، وعن كيفية تمكنكم من الاتصال به بمساعدة "طرف ثالث" يعيش في دولة غربية ومااذا كانت هذه المساعدة المشكورة تدل على "صلة" من نوع مختلف تربط بين الزعيم الكردي ومؤسسات تعمل في اوروبا؟ واذا وضعنا جانباً الظروف "الاستثنائية" التي تمت فيها المقابلة، يمكن القول ان هذا الحوار لم يكشف عن شخصية استثنائية. فاوجلان يبدو هنا، ككثير من قادة حركات المعارضة العرب والاكراد، مصراً على نسب النجاح كل النجاح الى حزبه دون الاخرين. وهو ايضاً بارع في توجيه الانتقادات الى من يجب ان ينسق معهم لاحراز النصر في معركتهم الواحدة، وهنا المصيبة. لئن كانت الاتهامات التي وجهها اوجلان الى الحزب الديموقراطي الكردستاني صحيحة، فالاكراد في وضع لايحسدون عليه يتفق احد زعمائهم مع العدو ضد مجموعة كردية اخرى. واذا كانت خاطئة، فان اتهام اوجلان لنظيره مسعود بارزاني يدل على تردي علاقات القادة الاكراد الى درجة لايتردد احدهم باتهام الآخر بالخيانة العظمى. واخيراً اتساءل عن امكان تلقي اوجلان "مساعدات" من بغداد ودمشق في الوقت ذاته. ثم هل يمكن نسيان التعاون القديم بين تركيا والعراق لضرب الاكراد والاتفاقات التي عقدها البلدان والتي يُسمح بموجبها للاجهزة الامنية فيهما دخول اراضي الدولة الاخرى للبحث عن "المطلوبين"؟ زافن قرضه بون - المانيا