«الأمن البيئي» يحذر هواة الرحلات البرية من دخول المحميات وقطع المسيجات    الجدول الزمني لتنفيذ هدنة غزة    الاتحاد يجدّد عقد اللاعب "الجدعاني" لثلاثة مواسم    جازان: ضبط 5 مقيمين مخالفين للائحة الأمن والسلامة لمزاولي الأنشطة البحرية    العروبة يخسر من الخليج بثلاثية    القبض على (3) مواطنين في القصيم لترويجهم أقراصًا خاضعة لتنظيم التداول الطبي    إنجاز عالمي لإثراء الضيافة القابضة بموسوعة جينيس كأكبر مخيم سكني بالمشاعر المقدسة    المحكمة الأميركية العليا تقر قانون حظر «تيك توك»    جوارديولا: تمديد عقد هالاند لعشر سنوات خبر استثنائي لسيتي    اتصال هاتفي بين ترمب ورئيس الصين    "جائزة الجميح" تكرم حفظة القرآن الكريم والمتفوقين علمياً غداً السبت في شقراء    بيرجوين يعلق بشأن إصابته    يزيد الراجحي يصنع التاريخ كأول متسابق سعودي يحقق لقب رالي دكار    جمعية التوعية بأضرار المخدرات في جازان تقيم معرض "دن وأكسجين"    خطيب المسجد النبوي: احذروا أن تتحول قوة الشباب من نعمة إلى نقمة ومن بناء إلى هدم    نيمار يرحب بالبقاء مع الهلال    انطلاق المؤتمر الإقليمي للاتحاد العالمي لطب الأسنان في الرياض    تشكيل النصر المتوقع أمام التعاون    إحباط تهريب 3 ملايين حبة «كبتاجون» وردت في إرسالية «منتجات إنارة LED»    في قضية فساد..السجن 14 عاماً بحق عمران خان    وزارة الداخلية تختتم مشاركتها في مؤتمر ومعرض الحج في نسخته الرابعة بمحافظة جدة    الذهب يحافظ على مكاسبه وسط توقعات بخفض الفائدة الأمريكية هذا العام    أمطار خفيفة على أجزاء من المناطق الجنوبية تمتد إلى مرتفعات مكة    مركز التنمية الاجتماعية في جازان ينفذ فعاليات ترفيهية للطفل بمناسبة يوم الطفل الخليجي    فريق أمل وعمل ينفذ مبادرة تطوعية في مؤسسة رعاية الفتيات بجازان    «الخارجية»: نرحب باتفاق وقف إطلاق النار في غزة    ثنائية المدّ والجزر تضبط موعد الشِّعر في جازان وفرسان    بكاء الجماهير    HMPV فايروس «الطائر المتبدل»    لأول مرة في العالم.. «التخصصي»: زرع مضخة قلب اصطناعية باستخدام الروبوت    لا أمانة.. لا شرف    مجلس الأمن الدولي يدعو للإسراع بتشكيل حكومة في لبنان    حي الطريف يُطلق فعالياته وتجربة "850ه" في موسم الدرعية..    لا الخطيب مفوّه ولا المفوّه خطيب    جزء من النص (مخلوع) !    هل يجب إلزام الأطباء باستشارة الذكاء الاصطناعي    رعاية كبار السن.. نموذج إنساني للعدالة الاجتماعية    أمر ملكي بتشكيل مجلس هيئة حقوق الإنسان في دورته الخامسة    اضحك على نفسك    عبد الله كامل يزور جناح «دلة البركة» في مؤتمر ومعرض الحج 2025    مفوض الإفتاء بمنطقة جازان " اللحمة الوطنية جسرٌ متين نحو مستقبل مشرق"    صفقات مليونية واتفاقيات شراكات بين كبرى شركات مؤتمر ومعرض الحج بجدة    «الغذاء والدواء» : منع استخدام المادة (E127) في الحلويات منذ 2019م    برعاية أمير جازان.. انطلاق حفل موسم "شتاء جازان 25" غدًا الجمعة    متحدث أمن الدولة: السعودية لم تكن يوماً أداة لخدمة الأهداف الخارجية    المتحف الدولي للسيرة النبوية يوقع اتفاقيات استراتيجية    لأول مرة في العالم.. "التخصصي" يزرع مضخة قلب اصطناعية بدون شق الصدر باستخدام الروبوت    آل الشيخ : الإسلام دين راسخ لا تهزه محاولات التشويه والمملكة ستبقى صامدة ومخلصة في الدفاع عنه    شركة HONOR تُطلق Magic7 Pro في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: المستقبل هُنا مع ميزات الذكاء الاصطناعي وأحدث الابتكارات في عالم الهواتف الذكية    «الإحصاء»: التضخم ينخفض إلى 1.9 %    إستراتيجية لتعزيز السياحة البيئية بمحمية الملك عبدالعزيز    سعود بن بندر يطلع على جهود الأمر بالمعروف بالشرقية    تعزيز مكانة محمية الملك عبدالعزيز البيئية والسياحية    3000 موقع جديد في سجل التراث العمراني    محمية الملك عبدالعزيز تطلق إستراتيجية لتعزيز مكانتها البيئية والسياحية    أمير القصيم يؤكد على السلامة المرورية    السعودية ترحب باتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتثمن الجهود المبذولة من قطر ومصر وأمريكا    هدنة مشروطة تحت الاختبار في غزة    









تركيا و"صمتها" تجاه تهديد أوجلان : استدراج الأكراد إلى ما يغضب الأوروبيين
نشر في الحياة يوم 12 - 02 - 2001

اتسم التعامل التركي الرسمي والإعلامي مع تهديد زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان ب"حرق تركيا طولاً وعرضاً" اذا لم توقف هذه الأخيرة هجماتها على الأكراد، باللامبالاة الواضحة، وهذه هي المرة الأولى التي يطلق فيها أوجلان مثل هذا التهديد بعد اعتقاله قبل حوالى عامين، وهي أيضاً المرة الأولى التي يتعامل فيها الطرف التركي مع هذا النوع من "التهديد الأوجلاني" في هذا الشكل واعتباره حادثاً غير ذي شأن.
الموقف التركي هذا، نابع من رغبة تركيا في جرّ أوجلان الى تنفيذ تهديده عبر تهميشه وعدم التوقف عنده. فأوجلان يحاول ومنذ اعتقاله أن يبعد عن نفسه سلوك ستة عشر عاماً سبقت اعتقاله، وأن يقنع العالم عموماً، وأوروبا خصوصاً أنه انتقل الى "الضفة" الأخرى واختار السلام طريقاً لكفاحه واستراتيجيةً لحزبه الذي لبّى نداءه وأوقف بناءً على أوامره، عملياته العسكرية داخل تركيا وانسحب الى خارج الحدود التركية.
واذا كان أوجلان نجح، نسبياً، في أن يجعل صورته الجديدة كداعية للسلام تستقر في ذهن بعض الأطراف في العالم وفي الداخل التركي أيضاً، خلال السنتين اللتين تلتا اعتقاله، فإن تهديده الأخير، حتى في صيغته النظرية قد يفسح في المجال أمام استحضار صورته القديمة ك"ارهابي" لدى الأطراف ذاتها. ولا شك في ان هذه الصورة تترسخ لديها في حال شروع حزب أوجلان في تنفيذ هذا التهديد.
وهذه رغبة، بل مطلب تركي يفسر الموقف اللامبالي تجاه تهديد أوجلان، من منطلق استفزاز هذا الأخير لدفعه الى تنفيذ ما هدد به، أو على الأقل الى محاولته القيام بذلك. وذلك - وفق تركيا - لن يقرب سوى نهاية قوات أوجلان التي ينتشر معظمها في كردستان العراق، وتحديداً في المنطقة التي يسيطر عليها "الاتحاد الوطني الكردستاني" بزعامة جلال الطالباني الذي تعهد أثناء زيارته الأخيرة الى أنقرة قبل أسابيع، القضاء على قوات أوجلان في مناطقه بمساعدة الجيش التركي الذي زاد بدوره، من قواته في تلك المنطقة في الأيام الأخيرة. وتشارك بالطبع الى جانب قوات الطالباني والجيش التركي، قوات من الحزب "الديموقراطي الكردستاني" بزعامة مسعود بارزاني حليف تركيا الأول.
إذاً، فتهديد أوجلان يمكن اعتباره تمهيداً لحرب من طرفه مجدداً بعدما كان أعلن وقفها من طرفه فقط، لكنها حرب تبدو معدّة سلفاً من الطرف - الأطراف الأخرى، وستكون في حال نشوبها حرباً كردية - كردية، أكثر منها حرباً تركية - كردية، وعلى أراض كردية. وفي هذه الحال ستكون تركيا هي المستفيدة والمنتصرة الوحيدة في هذه الحرب أياً كانت نتائجها.
تركيا تخطط لهذا السيناريو وتستعد له سواء دخل أوجلان من باب تهديده هذه الحرب أم لم يدخلها. لكن تهديد أوجلان تُشتم منه رائحة نشوب حرب داخل المدن التركية تقوم بها العناصر الانتحارية التابعة لحزبه عددهم بحسب بعض المصادر يربو على الألفين، خصوصاً في أنقرة واسطنبول. فأوجلان هدد ب"حرق تركيا" وليس حرق شمال العراق، وعشر عمليات انتحارية من انصاره داخل المدن التركية كفيلة بأن تغطي سماء تركيا بسحابة الرعب من جديد. وربما ليس صعباً على حزب أوجلان القيام بذلك، لكن هذا السلوك، وان كان يُربك تركيا من الناحية الأمنية في شكل أكبر، فإن له انعكاساته السلبية على حزب أوجلان والقضية الكردية عموماً، وستحاول من خلاله تركيا ايهام العالم وأوروبا تحديداً، من جديد، أنها تواجه "الارهاب" لا الأكراد، ما يضعف من أهمية الشرط الأوروبي في شقِّه الكردي، لانضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي، هذا الشرط الذي يرعب السلطات التركية أكثر من رعبها من الحرب داخل مدنها.
تركيا ستلعب بورقة "تهديد أوجلان" في محاولة لإقناع الأوروبيين والعالم، بأن دعوة هذا الأخير الى السلام، ما كانت سوى تكتيك فاضح للاستمرار في "الارهاب"، وتعطي لنفسها تركيا شرعية مواجهة الأكراد عموماً في تركيا بوسائلها القمعية التقليدية تحت ستار مواجهة هذا "الارهاب". وعليه تعود الحال الكردية في تركيا لتدخل من جديد الحلقة المفرغة - المفزِعة التي كانت تدور فيها.
تهديد أوجلان الأخير، يبدو ارتجالياً وغير مدروس في انعكاساته على الأكراد، وليس المهم ان كان أوجلان وحزبه قادرين على تنفيذ التهديد أم لا؟ المهم الى أي مدى يخدم هذا التهديد حاضر الأكراد ومستقبلهم في تركيا.
* كاتب سوري.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.