السيد رئيس التحرير، في البداية أود أن أشيد صادقاً بأسلوب المجلة الحضاري في تناول قضايانا العربية وطرحها. كما أود أن أنقل على لسان الكثير من اخواني السودانيين خصوصاً في بلاد المهجر اشادتهم بالمجلة واعجابهم بها على رغم ضعف التوزيع هنا في كندا. نالت مجلتكم هذا التقدير والاحترام لاهتمامها بقضايا الوطن العربي والقضايا السودانية كجزء من هموم وطننا العربي الكبير. وإيماناً مني بضرورة المصارحة والنقد البناء، وانطلاقاً من إيماني التام بصدق نيات المجلة وبكل الود والاحترام، أود ان أنبه الى الخطأ الذي وقع فيه الدكتور حسن حنفي أستاذ الفلسفة في جامعة القاهرة وأوقع معه المجلة. في العدد 158 تاريخ 6/12 شباط فبراير 1995 في مقال له تحت عنوان: "الفكر العربي الحديث: تيار الاصلاح الديني - النتائج والنهايات"، ورد الآتي: "... وحدث الشيء نفسه في السودان اذ لم ينجح حزب الأمة وريث المهدية في حل مشاكل السودان بعد الاستقلال ودخل في صراع مع بقية الأحزاب الوطنية والقومية والاشتراكية حتى قام انقلاب ابراهيم عبود فوقعت البلاد تحت سيطرة الحكم العسكري حتى الثورة الشعبية عليه في نيسان ابريل 1987". إن ما أحبطني كما أحبط الكثيرين من الاخوة السودانيين هو ما حواه هذا المقطع من جهل لتاريخ السودان القريب جداً. وإذا كان الدكتور يجهل تاريخ السودان فما هو عذر المسؤولين عن المجلة؟ ان الثورة الشعبية على انقلاب "عبود" لم تكن في نيسان ابريل 1987 انما كانت في 21 تشرين الأول اكتوبر 1964 وهذه الثورة لا تزال محل فخر واعزاز لدى السودانيين جميعاً. وتلت تلك الثورة حكومة انتقالية بقيادة السيد سر الختم الخليفة ثم أعقبتها حكومة ديموقراطية حتى انقلاب جعفر نميري في 25/5/1969، وقد جثم على صدر الشعب السوداني لفترة 16 سنة أذاقه خلالها شتى صنوف العذاب والقهر والاستبداد. وناضل شعبنا نضال الأبطال حتى كتب له النصر في انتفاضة 6 نيسان ابريل 1985 وهي الأخرى محل تقدير العالم أجمع وفخر لنا ولابناء شعبنا. لا أريد أن أبالغ في توجيه اللوم الى الدكتور حنفي فأنا أقدر واحترم محاولته تحليل الأحداث في بلادي تحليلاً سياسياً لكنني أسأله أن يتحرى الوقائع والأحداث جيداً قبل الدخول في عملية التحليل السياسي. وأود أخيراً أن أكرر عتابي الاخوي الصادق للمجلة وانني على ثقة من أنها ستعمل على ازالة هذا اللبس في الأعداد القادمة. مع صادق مودتي واحترامي. عصام عمان حسب الله تورنتو - كندا.