بدأ أخيراً في "المسرح الجهوي لمدينة عنّابة"، شرق الجزائر، عرض مسرحيّة جديدة بعنوان "نواح الجراح"، من تأليف واخراج الطيب دهيمي. وهذا المسرحي لفت أنظار النقد بعد تقديم مسرحيّته "لوشام" 1988 التي توقّع فيها انتفاضة أكتوبر قبيل اندلاعها. لكن مسيرة دهيمي المسرحية كانت بدأت قبل ذلك التاريخ. فهو برز من خلال مسرحيات ك "دفّ القول والبندير" وخصوصاً من خلال اخراجه لنص المغربي عبد الكريم برشيد "فاوست والمطربة الصلعاء" في "مسرح قسنطينة الجهوي". يمتاز أسلوبه بالجمع بين الاحتفالية وبين مسرح "القول" والكلمة الشاعرية والتراثية، ويقف بذلك عند مفترق الطرق بين تجربة الراحل عبدالقادر علّولة وتجربة "مسرح القلعة" زياني شريف عيّاد/ محمد بن قطاف. في "نواح الجراح" يحاول الطيب دهيمي سبر أغوار الجرح الجزائري المفتوح، من خلال سيرة امرأة فتيحة بلزمه حائرة بين الرّضوخ لزوجها الثاني "الثري الجشع" الذي أرغمت على الزواج منه، وبين الوفاء لذكرى زوجها الاوّل "الذي علّمها القراءة والكتابة". وتتخلل السياق تلميحات واسقاطات عديدة تحيل الى الراهن الجزائري... وهذا الاستعمال الرمزي لشخصية المرأة/ الوطن، يذكّر الى حدّ ما بروايات ومسرحيات الراحل كاتب ياسين.