استقبلت الأوساط المسرحية الجزائرية بكثير من الارتياح قرار وزيرة الثقافة والإعلام، خالدة مسعودي، تعيين المسرحي حسن عسوس مديراً للمسرح الجهوي لمدينة سيدي بلعباس، وهي مؤسسة عريقة أسسها، في السبعينات من القرن الماضي، الراحل كاتب ياسين الذي تمر الشهر المقبل الذكرى الرابعة عشرة لوفاته. وتدعو المناسبة الى إعادة الاعتبار لهذه المؤسسات العريقة التي احتضنت، في السبعينات والثمانينات، أعمال مسرحيين بارزين، أمثال عبدالقادر علولة وولد عبدالرحمن كاكي وكاتب ياسين ومصطفى كاتب وزياني شريف عياد وعبدالمالك بوقرموح، قبل أن تنكمش مكانتها، خلال عقد التسعينات، بعدما غادرها عدد من أبرز المسرحيين لتأسيس فرق مستقلة، بينما رحل آخرون أو سقطوا تحت رصاص التطرف. وكان تعيين زياني شريف عياد مديراً ل"المسرح الوطني" الذي شهد بداياته، وحيث قدم "الشهداء يعودون هذا الأسبوع"، سمح بإعادة الاعتبار إلى هذه المؤسسة، وأتاح لها فرصة استعادة جمهورها، من خلال أعمال عدة، كانت أبرزها مسرحية "نجمة" المقتبسة من رائعة كاتب ياسين. وجاء دور المسرح الجهوي لمدينة سيدي بلعباس، الذي ارتبطت شهرته بتجربة كاتب ياسين المسرحية، منذ أن غادر "صالونات باريس" - كما قال - ليؤسس فرقة "مسرح البحر" في حي "باب الواد" الشعبي في العاصمة الجزائرية، ثم فرقة "الحركة المسرحية العمالية" في بن عكنون، في العاصمة دائماً، قبل أن ينتقل إلى المسرح الجهوي لسيدي بلعباس، حيث قدم أبرز أعماله المسرحية: "غبرة الفهامة"، "الجثة المطوقة"، "الأجداد يزدادون ضراوة"، "محمد خذ حقيبتك" و"فلسطين المخدوعة". ولإحياء هذا الإرث المسرحي الذي أسس له كاتب ياسين في سيدي بلعباس، وقع الاختيار على واحد من أقدم رفاقه وأكثرهم وفاء لفكره وفنه. وهو حسن عسوس، الذي واكب برفقة زوجته الممثلة فضيلة عسوس تجربة كاتب ياسين منذ تجارب "التأليف الجماعي" الأولى في "مسرح البحر" إلى غاية الأعمال البارزة التي قدمت في سيدي بلعباس، واستقطبت أكثر من مليوني مشاهد. وكان حسن وفضيلة عسوس أسسا قبل سنوات فرقة مستقلة سمياها "تعاونية لام ألف"، وقدّما من خلالها مسرحيات عدة، أبرزها "البسمة المجروحة". وكان آخر أعمال هذه "التعاونية" تقديم قراءة جديدة لنص "غبرة الفهامة" لكاتب ياسين، من إخراج حسن عسوس. وهو العمل الذي عرض خلال الأشهر الماضية ضمن فاعليات "سنة الجزائر في فرنسا".