سئمت منذ زمن أخبار ويلز التي جعلها الاعلام العالمي والرأي العام احدى اعضاء "لوزم ما لا يلزم". سيدة لم تنجز شيئاً غير عادي ولا يبلغ الآخرين منها الا بريق النجاح والحياة الحلوة اللاهية. اذكر بالطبع انها كانت بين اول من صافحوا مرضى الايدز وانها قبّلت الاطفال المتخلفين عقلياً، وأنها كانت جاهزة دائماً ببسمتها الدافئة ويدها الحانية للمواساة والاتصال بالعامة. لكن ما الذي تملك تقديمه غير ذلك، وهل تستطيع ان تقوم به بعيداً عن جيش المصورين الملتصق بها؟ هل يمكن اية امرأة مهما بلغ نجاحها وشعبيتها ان تقول بتلك الثقة المطمئنة انها تريد ان تكون ملكة على قلوب الناس؟ معقول؟ اضطهاد وعظمة في وقت واحد، لكن ما الذي تعنيه قلوب الناس لها؟ هي سلاحها الوحيد في وجه محاولات عزلها التي لا اشك في وجودها، لكن شفقتي لا تجعلني اكثر قابلية للابتزاز بين طرفين يحاولان استخدامي. العائلة المالكة استفادت من ديانا التي زادت الاهتمام بها وجعلتها اقرب الى الشعب، وعندما تحولت مشكلة اراد افرادها انهاءها. مساهمة الاسرة في صنع ديانا كانت بالصدفة وانحصرت في اختيارها عروساً لولي العهد، لكنها هي التي صنعت نجوميتها بالتجربة والخطأ. استغلت الصحافة واعجاب الناس لكنها تشكو من ملاحقة المصورين لها عندما لا تريدهم، علماً انهم سيتوقفون عن ملاحقتها عندما تنتهي كخبر، وهذا ما لا ترغب فيه لأنها ستنتهي عندها، وان بناءها علاقة ودية مع الصحافة عكس الأمير تشارلز لا يعني تحول الاخيرة مطية لهذه المرأة الاقرب الى نجوم هوليوود منها الى الأميرات. فهي تكشف في الكتب والتلفزيون دقائق حياتها من حب وغرام وخيانة واضطراب الأكل من دون ان تفطن الى ان ذلك لا يخدم رغبتها في تمثيل بلادها في الخارج. فكيف يمكن امرأة العمل سفيرة وهي ترد على خيانة زوجها لها برمي نفسها على الدرج اثناء الحمل، او بتحطيم زجاج الخزانة بيديها، او بالأكل بشراهة لأنه يشكل اشباعاً بديلاً؟ رئيس الوزراء البريطاني لا يرغب في تمثيل الأميرة بلادها رسمياً ليس فقط لأنه يريد تجنب المشاكل الخاصة للعائلة المالكة بل ايضاً لأنها كانت عنيدة وصعبة مع الديبلوماسيين الانكليز عندما زارت النيبال وحدها. لا حاجة اليها في الاساس، فالسياسة الخارجية مرسومة والسفراء موجودون بصرف النظر عن بسمتها الجميلة وشكلها الجذاب. ولا شك في ان الحرب مع زوجها من اسباب رغبتها في العمل الديبلوماسي لأنه معروف بحبه تمثيل بلاده في مهمات رسمية. وهي ليست احرص منه بالتأكيد على طفليهما خلافاً لادعاءاتها، فكيف يواجه طفل ومراهق مهما كانا محميين بفعل لقبهما أقرانهما بعد اعتراف أمهما بعشق رجل غير زوجها، أبيهما، وبهشاشتها عند تعرضها للمشاكل التي تحصل لسائر الناس؟ اقتناعها بأنها تحميهما بابلاغهما الانباء السيئة قبل ظهورها في الاعلام تعام مذهل عن كونها تأتي قبلهما هما ايضاً في ما تعتبره دفاعاً عن نفسها. وتقول الصحافة البريطانية انها أنانية ومستغلة، وان على اصدقائها مثلاً ان يتفرغوا لها عندما تحتاج اليهم بصرف النظر عن مشاغلهم. وذكر صديقها السابق جيمس هويت انها هي التي تركته بعدما خدم الغرض منه وأعاد اليها الثقة بنفسها كامرأة مرغوبة. اما الناس الذين تريد ان تكون ملكة على قلوبهم غالية والطلب رخيص فلن يستطيعوا ان يعيشوا مثلها في ماضيها الى الأبد. "أعداء" ديانا مرتبطون بنظام استمر ألف عام، وهم لن يتفرجوا بلامبالاة على هزّه لأن امرأة غاضبة تريد الانتقام من خيانة زوجها لها يوماً بالتظاهر بالانتحار ويوماً بالنهم والتقيؤ وأخيراً بجر بلاد بكاملها الى الحرب بينهما.