في حياتها وبعد وفاتها هزت الأميرة ديانا قصر وندسور حتى الاعماق. لم يكن النقاد دوماً لطفاء تجاه"أميرة الشعب"في العقد الذي تلى وفاتها في حادث سيارة في باريس في 31 آب أغسطس 1997، لكن أحداً لن ينكر الاهتمام الذي حظيت به. ومن بين مراقبي العائلة المالكة الذين قضوا حياتهم المهنية في تعقب المرأة التي التقطت لها أكثر الصور وهي تعيش دراما ملكية لا أحد تقريباً يشك في أثرها على العائلة المالكة. وقالت جيني بوند مراسلة اذاعة"بي بي سي"لشؤون العائلة المالكة التي أمضت ما يقرب من 15 سنة في تغطية محن العائلة المالكة"لقد أصابت الملكية بهزة. كانت عازمة على جعلها أقل بعداً وأصبحت مثالاً يحتذى في ذلك". "قالت الملكة بعد ذلك انه يجب الاتعاظ من وفاة ديانا. وقد حدث هذا ببطء. لم يحدث تغير هائل. انها مسألة تطور لا ثورة". وطرحت صحيفة"ذي أوبزرفر"سؤالاً في تلخيصها لتناقضات ديانا عند مراجعة سيل من سيَر حياتها:"هل كانت خجولة أم ماكرة وحسب... عطوفة أم داهية... ملكة القلوب أم مسؤولة الترويج لعلامة"ديانا"المسجلة..."؟ لقد ناصرت ديانا سلسلة من القضايا - مرضى الايدز والجذام وضحايا الالغام - التي أضحت بقوة شهرتها أهم عناوين الاخبار. وقالت كاتبة سير العائلة المالكة بيني جونور:"افراد العائلة المالكة ليسوا اغبياء، وقد نظروا الى الآثار التي خلفتها ديانا وأدركوا أن شيئاً ما لا يدركونه. لقد كانت سبباً وراء كثير من التحديث وقد أثرت تأثيراً كبيراً على الكيفية التي تنجز بها الامور". وكانت الذكرى السنوية العاشرة لوفاتها دافعاً لنشر عشرة كتب على الاقل تحكي سيرتها وهي تتنوع بين ما يصورها وكأنها قديسة وما يهاجمها هجوماً قاسياً. وقالت سارة برادفورد وهي مؤلفة دراسة توثيقية تجنبت أي مديح مبالغ ان ديانا كان لها موقف متناقض تجاه الشهرة فكانت تشتكي من مصوري الفضائح الذين طاردوها الى أبعد الحدود وفي الوقت ذاته تنمي بلا توقف رصيدها في صحف الاثارة. "كانت تملك القدرة على أن تكون مرحة وخفيفة الظل وصديقة محببة. وكانت تستطيع أيضاً أن تنقلب على الناس وأن تكون قاسية وأن تكون هستيرية". وبالطبع كان هناك زواجها الاسطوري من وريث العرش الامير تشارلز الذي انتهى بطلاق مرير أجريت فصوله أمام اهتمام كثيف من الاعلام. أي كاتب سير يستطيع مقاومة هذه التوليفة؟ لقد تحول كاتب السير الاميركي كريستوفر أندرسن بعد كتابة ثلاثة كتب عن ال كينيدي باتجاه ديانا معللاً"أي شيء يسعك ألا تحبه. انها العائلة المالكة. أطول مسلسل درامي في العالم". وبعد مرور عقد ينظر البريطانيون وراءهم بدهشة الى الطريقة العاطفية التي كان حدادهم بها على ديانا والتي تجسدت في فيلم"الملكة"للممثلة هيلين ميرين وهو فيلم ينظر اليه على أنه أثار تعاطفاً تجاه الملكة. وقال مراسل صحيفة"ايفننغ ستاندرد"لشؤون العائلة المالكة روبرت جوبسون:"صنعت هيلين ميرين وفيلم"الملكة"الكثير والكثير من حيث الشعبية العالمية... لكنني لا أعتقد بأنك تستطيع أن تضاهي أبداً شهرة ديانا وصيتها".