كم تبدو المسافة بعيدة بين ارنستو تشي غيفارا يطوف اميركا اللاتينية ولا ينسى افريقيا حاملاً حلمه الكبير باشعال "ألف حريق" وتغيير العالم وبين بوب دينار يُرجع الى صفحات الصحف اخبار المرتزقة وقصة تلك البنادق الجاهزة للايجار. مسكينة جزر القمر فهي شريكتنا في آلام كثيرة وهي جارتنا أيضاً في فندق الجامعة العربية. حظنا عاثر فعلاً فأحداث موروني جاءت في ظروف دقيقة من حياة هذا العالم المبدد بين الماء والماء وهو بأمس الحاجة الى كل نقطة عرق وكل جهد شقيق. مسكينة جزر القمر كم كان بودنا ان نهب لنجدتها لكن موقعها متأخر في سلم الأولويات فليبيا منشغلة بارغام العمال الفلسطينيين على العودة الى وطنهم حتى ولو اقتضى الأمر نصب خيم حدودية والجزائر منهمكة باعداد صناديق الاقتراع على دوي الانفجارات والعثور على مقابر لمزيد من الصحافيين. والعراق كثير الانشغالات وأولها تقديم الأدلة على مسؤولية حسين كامل عن بناء المدفع العملاق وتقديم النصائح العملاقة فضلاً عن الولع المتأخر بالانتخابات والمراقبين والاحتكام الى الشعب. مسكينة جزر القمر جاءتها الآلام في وقت غير ملائم ولم يكن أمامها غير الطب الفرنسي للتداوي من أوهام المرتزق الفرنسي فأميركا نفسها كانت تتلوّى على موسيقى مخاوف محاكمة أو. جي. سيمبسون.