الاسماعيلية مصر - أ ف ب - إنطلقت الدورة السادسة ل"مهرجان الاسماعيلية للافلام التسجيلية والروائية القصيرة" أوّل من أمس، بمشاركة 53 دولة بينها عشر دول عربية. واختارت لجنة المشاهدة 65 شريطاً من أصل ال187 التي يعرضها المهرجان، للمشاركة في المسابقة الرسمية التي ستعلن نتائجها الخميس المقبل. وفي يومه الأوّل عرض ثمانية افلام، ضمن اطار المسابقة الرسمية، تطرّقت الى أسئلة عن الأنا والوطن والآخر، كما ردّت الاعتبار إلى شخصيات اثرت في مسار مجتمعاتها. ومن ابرز هذه الافلام السويدي "الضحية" لطارق صالح واريك جانديني، يتحدث عن اعادة البحث عن الواشي الحقيقي بالمناضل الارجنتيني ارنستو تشي غيفارا الذي ظل ملهماً للحركات اليسارية طوال الاربعين عاماً الماضية. ويقول صالح أن هذا البحث هدفه "فهم سبب تحوّل هذا المناضل الى رمز مقدس لدى قطاعات واسعة من الشباب والى ضحية تلهم بموتها الدعوة الى الثورة". ويتابع "هذا التاثير نبع اساساً من مساهمته في قيادة الثورة الكوبية، وحلمه بتفجير الثورة في اميركا اللاتينية، وانتقاله لاشعال الثورة في بوليفيا في سبيل تغيير اوضاع الفقراء والعمال والفلاحين فيها، ودعوته الى محاربة الولاياتالمتحدة الاميركية والرأسمال العالمي، ودفعه حياته ثمناً لذلك". ويتخذ الفيلم التسجيلي شكل التحقيق مع سيرو بوستا والمفكر الفرنسي ريجيس دوبريه اللذين رافقا غيفارا لفترة من الزمن في الغابات البوليفية، واعتقلا قبل مصرعه بأيام، العام 1967. وكانت اتهامات الرأي العام العالمي والمثقفين واليساريين قد وجهت الى بوستا بالوشاية بمكان غيفارا، في حين تمت تبرئة المفكر الفرنسي. وقام المخرج بلقائهما ومحاورتهما للكشف عن الحقيقة اذ يدافع الاول عن نفسه، ويشكو من تحميله مسؤولية حادثة لم يرتكبها. أما ريجيس دوبريه، فيتهرّب من الاجابة عن الاسئلة بما في ذلك مواجهته بوثيقة وقعها يتعهد فيها بعدم الادلاء للصحافيين بمكان غيفارا. ويتضمن الفيلم ايضاً لقاء مع مسؤول في وكالة الاستخبارات الاميركية سي اي ايه كان مكلفاً بالكشف عن مكان غيفارا، إضافة الى القائد العسكري البوليفي الذي نفذ امر قتله بعد اعتقاله مباشرة، وذلك في المكان الذي تمّ فيه القبض عليه. ومن التحقيق في حادث مقتل غيفارا، الى استقراء دور المثقفين المصريين في التاريخ الوطني المصري، وفي مواجهة الاستعمار البريطاني في ثورة 1919 وما تبعها... وصولاً الى دورهم في مواجهة زيارة الرئيس المصري السابق انور السادات لاسرائيل العام 1978، من خلال الفيلم المصري "كافيه ريش" لجمال قاسم. ويتطرق الفيلم لعشرات الاسماء من رواد المقهى الشهير، الواقع في وسط العاصمة المصرية، ويلتقي عدداً كبيراً من الذين عاصروا بعض الاحداث، بينهم الروائيون محمد البساطي وجمال الغيطاني وبهاء طاهر ومن الشعراء ابراهيم داود ومن المخرجين السينمائيين داود عبدالسيد ومحمد خان والراحل رضوان الكاشف. أما الفيلم اللبناني "قريب بعيد" لاليان الراهب فيتناول تحول فتاة مسيحية مارونية من نظرتها الى الفلسطينيين الذين كانت تعتبرهم وحوشاً، الى باحثة عن الحقيقة بعد اعتراف صديقة طفولتها لها بأنها فلسطينية... وحادثة مقتل الطفل محمد الدرة في بداية الانتفاضة في 29 ايلول سبتمبر 2000، لتعيد اكتشاف حقيقة الصراع في المنطقة من خلال ردود افعال الاطفال على ما يجري على ارض فلسطين. ويكشف الفيلم عدداً من المفارقات المبكية المضحكة مبيناً ان الاطفال اكثر نضجاً واقتراباً مما يجري على ارض الواقع من الكبار، في ردود فعلهم.