انه أغرب موسم بين مواسم سباق الجائزة الكبرى، فخلافاً لكل التوقعات خرج البرازيلي ايرتون سينا بطل العالم ثلاث مرات والمرشح الأوفر حظاً للفوز باللقب الرابع، من سباق ساو باولو خالي الوفاض، ومن سباق أيدا في اليابان صفر اليدين بينما فاز منافسه الألماني الشاب مايكل شوماخر 25 عاماً بالسباقين وحصد 20 نقطة جعلته يعزز موقعه في صدارة الترتيب العام لهذا الموسم بفارق كبير عن أقرب منافسين له وهما البرازيلي روبنز باريتشيلو 7 نقاط والبريطاني دايمون هيل 6 نقاط وبفارق شاسع عن ايرتون سينا الذي يخشى بعد أن لازمه سوء الطالع من جهة وسوء التقدير من جهة أن يكون قد خرج من حلبة المنافسة على اللقب. احتل ايرتون سينا مركز الصدارة بعد التجارب الرسمية لسباق جائزة الباسيفيك الكبرى على حلبة ايدا في اليابان وجاء بعده مايكل شوماخر. ولحظة انطلاق السباق الرسمي لم يكن شوماخر في الموقع المثالي اذ كان على الجانب الايمن من الحلبة حيث يكثر الانزلاق، وعلى الرغم من ذلك حقق الألماني انطلاقة خارقة جعلته في محاذاة سينا عند المنعطف الأول وقد نجح في تخطي منافسه بعد دورة المنعطف منتزعاً من يده الورقة الرابحة التي طالما برع سينا في توظيفها لمصلحته وهي قوة الانطلاق... وبعد ذلك بلحظات خرج سينا من السباق بعدما طعنه ميكا هاكينن من الخلف مكملاً طريقه، في حين تولى الايطالي لاريني اخراج سينا بالضربة القاضية بعد مضي خمس ثوانٍ على بدء السباق وعلى مسافة 300 متر من خط الانطلاق. ومرّت لحظات عصيبة قبل ان يتنفس مايكل شوماخر الصعداء خشية رفع الراية الحمراء في اشارة الى اعادة انطلاق السباق، الا ان شيئاً من ذلك لم يحدث واستمر السباق. وظل الألماني متصدراً من البداية حتى النهاية تاركاً المنافسة على المركز الثاني بين مجموعة من الطامحين تناوبوا على تبديل المواقع وفي طليعتهم هاكينن وهيل وبيرغر وباريتشيلو. وقد حاول هيل في اللفة الرابعة ان يتخطى هاكينن لكنه لم يفلح وكاد يخرج من السباق لو لم يسيطر على سيارته متراجعاً الى المركز التاسع، وظل هاكينن في سيارة ماكلارين بيجو ثانياً وبيرغر في سيارة فيراري ثالثاً، ونجح بيرغر في تفادي صدام اطاح آمال هاكينن فخرج من السباق مخلياً المركز الثاني لبيرغر الذي خسره امام هيل في سيارة وليامس رينو بعد تبديل اطاراته اثر نصيحة من غرفة عمليات فريقه، إلا أن فرصة هيل لم تعمر طويلاً اذ اضطر الى الانسحاب في اللفة الخمسين بسبب مشاكل في نظام التعليف. وقد أنهى شوماخر في سيارة بينيتون فورد السباق في المرتبة الأولى بفارق 15،1 دقيقة عن النمسوي غيرهارد بيرغر الذي حلّ ثانياً في حين كان المركز الثالث من نصيب البرازيلي روبنز باريتشيلو جوردان فورد وهي المرة الأولى التي يعتلي فيها منصة التتويج. وقد أتاح له هذا الفوز بعد حلوله رابعاً في سباق ساو باولو ان يحتل المركز الثاني في الترتيب العام لهذا الموسم جامعاً سبع نقاط وراء شوماخر 20 نقطة. ومما لا شك فيه ان مستقبلاً واعداً ينتظر هذا البطل الشاب الذي لم يتجاوز الثانية والعشرين من العمر. حقبة شوماخر؟ ويمكن القول بعد انتهاء سباق جائزة الباسيفيك الكبرى في اليابان ان ايرتون سينا هو الخاسر الأكبر في هذا الموسم وقد انعكست خسارته سلباً على فريق وليامس - رينو الذي جاء رابعاً في الترتيب العام للصانعين وراء بينيتون فورد وفيراري وجوردان فورد ولعلّ في تعليق جاك ناصر رئيس فورد في أوروبا ما يغني عن كل تعليق: "للحاق بنا ينبغي لرينو ان تفوز بجميع سباقات الجائزة الكبرى من الآن وحتى سنة 2001". أما نتائج ماكلارين بيجو فقد كانت كارثة سواء على صعيد السائقين او على صعيد الصانعين اذ جاءت صفراً في كلا الحالتين. كما يمكن القول ان مايكل شوماخر اضافة الى مهاراته العالية في القيادة بدأ يتميز بالنضج والحنكة وهما صفتان لا غنى عنهما لأي طامح باللقب العالمي. ترى هل بدأ العد التنازلي لايرتون معلناً قيام حقبة جديدة في سباقات الجائزة الكبرى اسمها حقبة شوماخر؟