بعد ثلاثة أشهر على اختطافه من قبل متطرّفي الجماعة الاسلامية المسلّحة، يستعدّ الفنّان الجزائري لوناس معطوب للقاء جمهوره، إذ يحيي مساء 28 كانون الاوّل يناير الجاري أمسية غنائية ضخمة في قاعة "زينيت" الباريسية. وعودة الموسيقي البربري المعروف بمواقفه الملتزمة الى دائرة الضوء، بعد التكريم الذي خصّته بي الفرنسيّة الاولى دانيال ميتران، يترافق مع صدور كتاب بتوقيعه عن "دار ستوك" يتوقّع أن يكون مثار اهتمام وجدل خلال الاسابيع المقبلة. يروي لوناس معطوب في هذا الكتاب البيوغرافي الذي يحمل عنوان "المتمرّد"، مسيرته الفنية والنضالية التي قادته مراراً الى "مواجهة الموت بصدر عارٍ". ويلقي نظرة جريئة على المجتمع الجزائري، تخلخل الكثير من الأفكار الجاهزة والمتداولة، إذ يدعو الناس الى رفع السلاح، لا للوقوف الى جانب النظام ضدّ الأصولية، بل "لمواجهة العنف المسلّط على البلاد، من قبل العسكر والمتطرفين معاً". ومعطوب المعروف بصفاء الرؤية، يواجه بالنقد اللاذع بعض رفاقه من الديموقراطيين الجزائريين. "لن يبرز قطب ديموقراطي ذوو وزن وتأثير على الساحة السياسية - يكتب - الا اذا قام المثقفون الجزائريون بقطع "حبل السرّة" الذي لا يزال يربط العديدين منهم بالنظام القائم". ويروي معطوب ل "الوسط" أن منشورات "ستوك" الباريسية كانت اتفقت مع الأديب الجزائري رشيد ميموني لكتابة مقدّمة "المتمرّد"، إلا أن المؤلف والناشر فوجئا بتراجع ميموني في اللحظة الأخيرة عن تعهّده، من دون تقديم أي مبرّر مقنع... وبسفره المفاجئ الى المغرب، حيث التجأ هرباً من تهديدات الارهابيين.