أكدت مصر أن "أي سياسة جديدة تجاه حكومة الخرطوم لن تتضمن بالطبع أي تغيير في موقف القاهرة من مسألة السلامة الوطنية والاقليمية للسودان لاتصال ذلك بأمن البلدين وأمن مصر من ناحية الجنوب". وقال مسؤول مصري ل "الوسط" "ان مصر لا تتدخل في الشؤون الداخلية في أي بلد، وتكن تقديراً واحتراماً للسيد الصادق المهدي زعيم حزب الأمة ورئيس وزراء السودان السابق، وتأمل ان تدرك حكومة السودان ان الحديث عن مؤامرات معينة لأهداف سياسية معينة أسلوب عفا عليه الزمن، وطريقة أصبحت مفضوحة". ومع ان القاهرة تؤكد انها لا تلعب بورقة المعارضة السودانية في مصر، إلا أن الملاحظ هو أنها مركز رئيسي لتحرك التجمع الوطني السوداني المعارض. وأثار اعتقال المهدي ردود فعل في أوساط هذه المعارضة. واعتبرت مصادر مصرية مطلعة ان تصعيد الخرطوم لخلافاتها مع القاهرة في الفترة الأخيرة يستهدف تحقيق الآتي: - الضغط على الحكومة المصرية لوقف نشاط المعارضة السودانية في القاهرة. - التغطية على فشل السياسة السودانية في حل مشكلة الجنوب. - استثارة الشعب السوداني ضد مصر. - احداث فجوة جديدة في العلاقات المصرية - الايرانية التي بدا أنها في طريقها الى التحسن بعد لقاء وزيري الخارجية المصري عمرو موسى والايراني علي أكبر ولايتي أخيراً في القاهرة على هامش اجتماعات حركة عدم الانحياز. - الضغط على مصر لاستئناف عمل اللجنة المشتركة لكسر طوق العزلة التي يعيش نظام الخرطوم في ظلها دولياً وعربياً منذ أزمة الغزو العراقي للكويت. وأضافت المصادر "ان الصبر المصري على التصرفات السودانية سينتهي إذا ما أصر السودانيون على استمرار التصعيد"، مشيراً الى "أن هناك خطوطاً لا ينبغي على السودان أن يتجاوزها ومن هذه الخطوط العبث بمياه النيل". وفي الخرطوم قالت أوساط حكومية ان مصر بدأت انشاء محطة أرضية للارسال التلفزيوني في منطقة أبو رماد الحدودية في مثلث حلايب، كما باشرت شركة مصر لأعمال الاسمنت بناء مساكن في المنطقة نفسها وحفر الآبار ورصف الطرق المؤدية الى الجبال.