في تصعيد جديد لأزمة مثلث حلايب، اتهم وزير الداخلية السوداني عبدالرحيم حسين مصر بأنها "تسعى الى جر السودان الى مواجهة عسكرية وفتح جبهة جديدة تشغله عن مشكلة الجنوب". وقال الوزير في اجتماع دعا اليه السفراء العرب ان الوضع في حلايب متوتر "وان المسافة بين القوات السودانية والمصرية لم تعد تزيد عن 100 الى 150 متراً، ولكن السودان سيحتفظ بضبط النفس وسيتحاشى تصعيد الموقف ولن يطلق اية رصاصة على جندي مصري على رغم التحرشات من الجانب المصري" وذكر على حد قوله ان القوات السودانية في منطقة بئر المشلايتن ما زالت "قوات حرس الحدود ولم يتم تحريك الجيش الى المنطقة". وأهاب بالمجتمع الدولي والدول العربية "التدخل لتهدئة الموقف". وأوضح الوزير "ان التصعيد المصري بدأ بارسال ثلاث رسائل من الحكومة المصرية الى الحكومة السودانية خلال الفترة من 26 نيسان ابريل الماضي حتى 6 أيار مايو الجاري وتقول الرسالة الاولى ان اي تحرك للجيش السوداني شمال منطقة محمد قول على ساحل البحر الاحمر يعتبر عملاً معادياً لمصر على رغم انها منطقة سودانية وبعيدة عن دائرة النزاع. وأعقبت ذلك رسالة اخرى من الحكومة المصرية تقول ان اي تحرك للجيش السوداني شمال ميناء بورتسودان هو تهديد لأمن مصر. ورسالة ثالثة تطالب بسحب 88 جندياً تمت اضافتهم للقوات السودانية في كل من بئر شلايتن وأبو رماد وحلايب". ورأى الوزير ان التصعيد المصري شمل "قيام القوات المصرية بمصادرة عربتين تعملان في عمليات احصاء السكان الجارية حالياً في السودان واعادة طاقمهما الى خط العرض 22، بالاضافة الى محاولة تمصير قبائل البشاريين السودانيين ونشر لواء مسلح مدرع مصري في المنطقة يراوح عدد افراده بين 4 و5 آلاف جندي وتشييد ملاجئ ومركز قيادة متقدم واجراء استطلاعات على مستوى منخفض بالطائرات ودفع آليات للتنقيب عن البترول وانشاء محطة ارسال واستقبال في ابو رماد ومرسى بحري جنوب حلايب ومحاولة دخولها وانشاء نقاط تفتيش للعابرين والتجار واعتقال مندوب الهلال الاحمر السوداني وعدد من المدرسين والمواطنين". وأشار الوزير الى ان هذا التصعيد بدأ العام الماضي وان السودان تقدم في كانون الاول ديسمبر الماضي بشكوى الى الاممالمتحدة الا انها لم تحرك ساكناً حتى الآن. وقال وزير ديوان رئاسة الجمهورية الدكتور غازي صلاح الدين ان حكومته "تملك دلائل على تورط مصر في المؤامرة الانقلابية الاخيرة في السودان ومؤامرة اخرى، وان هناك شواهد تدل على تصاعد بناء القوة العسكرية في منطقة حلايب. وأضاف "ان اجتماعات اللجنة المشتركة بين البلدين حول حلايب لن تنجح الا بانسحاب القوات المصرية اولاً". ودعا مصر الى قبول التحكيم الدولي حول حلايب في الوقت نفسه اتهم مصدر حكومي سوداني مصر بالسعي الى نسف مفاوضات السلام في ابوجا نيجيريا بين وفد الحكومة والمتمردين الجنوبيين، لكنه لم يقدم ادلة على ذلك. ويوم 10 ايار مايو الجاري اعلن الوزير غازي صلاح الدين ان السودان عازم على اعلان التعبئة العامة في البلاد بسبب النزاع مع مصر حول حلايب وحذر من ان هذا النزاع "يهدد أمن البحر الاحمر ويخشى ان تكون له آثار مدمرة". وفي القاهرة مكتب "الوسط" نفت مصادر مسؤولة في وزارة الخارجية المصرية هذه "الادعاءات السودانية" حول الانذارات المصرية الموجهة الى السودان بشأن حلايب. وقالت المصادر ان العلاقات بين مصر والشعب السوداني اقوى من اية "ازمة مزعومة" ولا يمكنها ان تتأثر بتصرفات او قرارات "غير مسؤولة".